هل يسعى أردوغان لمنطقة آمنة لأهل سوريا فعلاً؟
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
\n
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تسعى لاتخاذ الخطوة الأولى لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا. وقال أردوغان في مؤتمر صحفي، يوم الثلاثاء 2015/7/28م، إن هدف بلاده تهيئة القاعدة لإقامة منطقة آمنة في سوريا، مشيرا إلى أنه في المرحلة الأولى يجب تطهير المنطقة من عناصر تنظيم الدولة، لتتم إقامة البنية التحتية الضرورية للمنطقة الآمنة، الأمر الذي سيتيح لـ 1.7 مليون سوري العودة إلى منازلهم. وتابع أردوغان أنه يتوقع أن يعلن حلف الناتو الذي يعقد اليوم اجتماعا طارئا، عن استعداده لاتخاذ \"الإجراءات الضرورية\" في سياق إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
\n
\n
التعليق:
\n
\n
معاناة المسلمين في الشام لم يزدها أردوغان ونظامه إلا صعوبةً وتعقيداً ورهقاً، باذلاً في ذلك كل ما بيده كي ينفذ سياسة أمريكا في إجهاض ثورة الشام وتثبيت نظام بشار. فهو حين يصر على إسقاط بشار بشخصه يحرص كل الحرص على بقاء نظامه الأمني العفن الذي يصر أهل سوريا على قلعه كاملاً وليس فقط على قطع رأسه.
\n
ولو نظرنا إلى سياسة تركيا تجاه ثورة الشام في الأشهر الستة الأخيرة لظهر لنا بكل وضوح استخدام أردوغان لكل وسيلة خبيثة لمحاصرة سوريا وثورتها وأهلها. فلم يكتف بمنع السيارات السورية من دخول تركيا بل إنه قطع الطريق أمام الجميع إلا المشاة، ثم قبل أربعة أشهر أغلق المعابر بشكل كامل إلا للإسعافات. وحتى هذه الأخيرة ضيقها حتى أمسك بها من خلال أطبائه الذين يجلسون على المعابر كي لا يصل لمستشفياته إلا كل طويل عمر!
\n
وها هي سوريا تعيش في ثورتها النقية حصاراً خانقاً لا مثيل له، أخطره هو في شمالها حيث تمسك تركيا بكل من يريد الدخول لها فإن نجاه الله من القنص أو كما تسميه حكومة أردوغان \"القتل الخطأ\" فلن يسلم من القبض عليه من عسكر الحدود التركي حيث يتعرض للضرب والتنكيل والإهانة.
\n
وإنه لمن المؤسف أن نرى تفهماً وتفاهماً بل وتعاوناً لجماعات من الحراك الثوري الداخلي لهذه السياسات التركية ومعها، فتتعاون الجبهة الإسلامية وكذلك حركة أحرار الشام معه، وتضيق بدورها على الناس في المعابر، وذلك بدل أن تقف بقوة في وجه هذه السياسة الحصارية واللإنسانية التي تمارسها تركيا أردوغان خاصة وأن وصف أحرار الشام الجديد لثورة الشام بأنها \"ثورة شعب\" توجب عليهم أن يمثلوا الشعب في ثورته وأن يحموه ويدافعوا عن مصالحه وهم الذين نصبوا أنفسهم حماة لبعض المعابر مثل معبر باب الهوى لا أن يكون مظهرهم أنهم أجراء عند حكومة تركيا لا يعصون لها أمراً وينفذون ما تأمرهم به!
\n
وأخيراً نسأل من ظل سنوات طويلة يجادلنا مدافعاً عن أردوغان: هل سقطت أخيرا ورقة التوت التي ستر أردوغان عمالته لأمريكا بها طوال سنوات الثورة؟ وهل رأى ثوار الشام أخيراً سوأة النظام التركي المنفذ لسياسة أمريكا بتثبيت نظام بشار وإجهاض الثورة في الشام؟! وأنه لا يختلف عن أمريكا وبشار والغرب بشيء؟ إلا أن دوره في التكشير عن أنيابه أتى الآن، والقادم أعظم إن استمر السكوت على عربدته وحكومته!
\n
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
\n