خبر وتعليق التهاون مع الاعتداءات على النساء المسلمات في أستراليا أمر طبيعي وليس هو أمراً نادراً كما اشتهر وكشف في الفيديو المنتشر (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
الخبر:
\n
اعتبرت امرأة شابة بمثابة الأسطورة لدفاعها عن امرأة مسلمة تعرضت للتحرش على متن قطار سيدني، كما كشفت سيدني مورنينغ هيرالد (2015/4/17).
\n
حمّلت السيدة عدن على صفحة الفيسبوك الخاصة بها مقطع فيديو للحادثة يوم الأربعاء 2015/4/16 وقد انتشر على نطاق واسع. وقالت أنها لم تكن متأكدة من ردة فعل المتواجدين على عربة القطار ولكنها شعرت أنه يجب عليها أن تقول شيئا.
\n
وقالت مريم فيسزاده، مؤسسة سجل الإسلاموفوبيا أستراليا، إنها \"متفائلة\" من تصرفات السيدة عدن إلا أنه لا يزال من النادر أن يتدخل المتفرجون في مثل هذه الحوادث. وقالت إن عدد الحوادث المبلغ عنها في السجل زادت عقب مسيرات لنسترد أستراليا في جميع أنحاء البلاد هذا الشهر. وقالت \"نحن لسنا في غمرة رد فعل عنيف وهمي، الخوف من الإسلام حقيقة ويمكنك رؤية عواقبه الوخيمة على النساء المسلمات من خلال الفيديو\".
\n
التعليق:
\n
إن الهجمات بدافع مسبق ضد النساء المسلمات اللاتي يعشن في المجتمعات الليبرالية العلمانية مثل أستراليا أصبحت الآن شائعة. ففي الحالة النادرة التي تحدثت فيها امرأة أسترالية علنا ضد مسلسل الشتائم الذي وجهته امرأة مسافرة تجاه امرأة مسلمة مع عائلتها جعلتها في مصاف الأبطال مشيدين بتصرفها الشجاع، ونجد ردة الفعل على وسائل التواصل (الاجتماعية) تعكس هذه النقطة.
\n
هذا الهجوم المتواصل على النساء المسلمات في المجتمع يرجع في المقام الأول إلى السياسيين ووسائل الإعلام التي تروج إلى الأفكار المعادية للإسلام والمعادية للأجانب وذلك من أجل حشد الدعم الانتخابي. إن السياسيين مثل رئيس الوزراء أبوت، وجاكي امبي، وبولين هانسون وحركة استصلاح أستراليا يواصلون تصعيد الرأي العام السلبي الذي يستهدف الإسلام والمسلمين تحت ذريعة مكافحة العنف وحماية الأنجلوسكسونية الأسترالية كطريقة ليبرالية علمانية للحياة. إن استطلاعات الرأي مستمرة في توثيق هذا الموقف العنصري الذي ينبني على كراهية الأجانب.
\n
ففي عام 2013، وفي استطلاع أجرته مؤسسة سكانلون، وجد أن 19 في المائة من الأستراليين يعانون من بعض أشكال التمييز العنصري أو الديني. وفي عام 2011، وجدت الدراسة التي أجرتها آخر مجموعة من الجامعات الأسترالية أن نصف السكان في أستراليا معادون للمسلمين.
\n
إن هذا التحامل على المسلمين والذي تتعرض له النساء المسلمات هو ليس أكثر من مجرد مظهر من مظاهر الصدام الحضاري بين الإسلام والرأسمالية. لقد بدأ هذا التحامل منذ الحروب الصليبية، مما أدى إلى استعمار أراضي المسلمين، وإلى تدمير الخلافة العظيمة، وإقامة دويلات كرتونية هزيلة نصبوا عليها حكاما عملاء خونة اتخذوا المسلمين أعداء لهم، وذلك لمحاربة الدين. اليوم يتم التعبير عن ذلك من خلال ما يسميه الغرب بـ\"الحرب على الإرهاب\" و\"الحرب ضد التطرف\". وردا على هذا الهجوم المتواصل ضد الإسلام والمسلمين، يجب على أبنائنا وبناتنا المسلمين التسلح بالثقافة الإسلامية وتوسيع معرفتهم عن الإسلام التي من شأنها غرس الاعتزاز بهويتهم الإسلامية ودينهم.
\n
اجعلوا غير المسلمين يتعلمون من المسلمين كيف يتم تكريم النساء واحترامهن في الإسلام، والذي هو على النقيض تماما من معاملتهن في المجتمع الغربي الذي اتخذها كأداة للمتعة الجنسية، فنجدهن أمهات عازبات مهجورات وزوجات يتعرضن للضرب.
\n
ففي أستراليا اليوم، النساء وأطفالهن يواجهون انتشار وباء العنف المنزلي والاعتداء إذ نجد أن 30 امرأة قد قتلن من قبل أزواجهن خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2015.
\n
﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [آل عمران: 186]
\n
\n
\n
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ثريا أمل يسنى