- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
قُتل لأكله لحم البقر!
(مترجم)
الخبر:
قتل رجل يبلغ من العمر 50 عاما في شمال الهند على يد مجموعة من الغوغاء بسبب مزاعم أن أسرته تخزن وتأكل لحم البقر في منزلها.
وقد جرى ركل وضرب محمد أخلاق ورجمه بالأحجار من قبل مجموعة من الرجال في داري في ولاية أوتار برادش مساء الاثنين.
كما أصيب ابن محمد أخلاق البالغ من العمر 22 عاماً بجروح بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى.
وتم إلقاء القبض على ستة أشخاص على علاقة بالحادث. وتجري الشرطة تحقيقا حول مصدر الشائعة.
ويعد ذبح الأبقار قضية حساسة في الهند، حيث يعتبر الهندوس البقرة حيوانا مقدسا، ويشكل الهندوس 80٪ من سكان البلاد البالغ 1.2 مليار نسمة.
وولاية أوتار براديش من بين عدد من الولايات التي تسري فيها قوانين مشددة تحظر ذبح وبيع واستهلاك لحوم الأبقار.
وقد أثار حظر لحوم البقر أيضا غضبا واسعا حيث تساءل العديد كيف تقرر الحكومة ما يأكلونه.
وقالت أسرة السيد أخلاق إنها كانت تخزن لحم الضأن في ثلاجتها وليس لحم البقر. وذكرت تقارير أن الشرطة أخذت اللحم لاختباره.
ونقلت صحيفة "إنديان إكسبريس" عن مسؤول محلي كبير يدعى ن. ب. سينغ، أن "بعض السكان المحليين نشروا إشاعات حول ذبح أخلاق للبقر واحتفاظه بلحمهم في بيته، ما دفع البعض إلى شن الهجوم على بيته".
ووقع الحادث في قرية تبعد نحو 50 كيلومترا عن العاصمة الهندية دلهي، حيث عاش عامل المزرعة السيد أخلاق مع عائلته.
وقالت ابنته ساجدة البالغة من العمر 18 عاما للصحيفة أن "مجموعة من أكثر من 100 شخص من القرية" وصلت إلى البيت ليلة الاثنين.
وذكرت تقارير أن مجموعة من القرويين المحليين، اشتبكوا مع الشرطة احتجاجا على الاعتقالات، وألحقوا أضرارا بعدد من المركبات.
يذكر أن إحدى عشرة ولاية - بما في ذلك ولاية أوتار براديش - واثنين من الأقاليم الاتحادية (المناطق التي تديرها الحكومة الاتحادية) في الهند تحظر ذبح الأبقار والعجول والثيران. (المصدر: صحيفة التلغراف البريطانية: 2015/09/30).
التعليق:
كالعادة لا تحتاج الدولة الهندية الهندوسية العلمانية، إلى عذر كبير للهجوم على المسلمين وقتلهم.
هيمن الوجود الإسلامي على الهند منذ أن فتح محمد بن القاسم البلاد في عام 712م أو القرن الثامن الميلادي، حيث غزا البلاد من أجل حماية وتأمين حياة وشرف نساء مسلمات تعرضن لاعتداء، واللاتي استنجدن بأمير المؤمنين.
انتشر الإسلام في جميع أنحاء الهند، وكان بها ما لا يقل عن ثلاث حواضر، هي حيدر أباد، لاكناو ودلهي. طوال فترة الخلافة الأموية، وخلال الحكم المغولي الذي أظل الهند بالاستنارة والعدالة وحتى عهد الاستعمار البريطاني، أنتج الحكم الإسلامي العلم والمعرفة، والذي مكن من ازدهار الفقه وتطبيق الشريعة.
وغني عن القول أنه عندما بدأ البريطانيون استعمار الهند، كما هو الحال في العالم العربي، قاموا بمنع المسلمين من التحدث باللغة العربية، وفرضوا الأوردية، التي تحتوي على العديد من الكلمات العربية والمرتبطة بالثقافة الإسلامية، اللغة الهندية واللغات الإقليمية الأخرى مثل التاميل وتيلجو، وبالتأكيد اللغة الإنجليزية.
ومنذ ذلك الحين تغيرت الهند سريعا من أرض احتضان الشريعة بوفرة إلى أرض تهيمن عليها الهندوسية التامة والفقر والظلم... حيث التعصب والتحيز منتشر، وحيث تثار التوترات الدينية علنا في كل ولاية ومقاطعة تحقيقا لمكاسب سياسية.
لقد شهدنا في النصف الأخير من القرن الماضي، تزايد الهجمات عاما بعد عام على الإسلام والمسلمين، وتزايد جميع أنواع التعصب والتي بلغت ذروتها في مئات من أعمال الشغب الدينية، والتطهير العرقي الوحشي للمسلمين في أماكن مثل ولاية غوجارات وحتى بومباي، وكذلك إحراق مسجد بابري في عام 1992، حيث قام خلالها أيضا 150,000 شخص بأعمال شغب، وكان عدد القتلى بالآلاف.
ويوجد للحزب الحاكم، حزب اليمين المتطرف بهاراتيا جاناتا، فرع أكثر غدرا والذي يدعو علنا في التجمعات العامة الضخمة، إلى ضرورة "اغتصاب النساء المسلمات"، و"قطع رؤوس الرجال المسلمين"، وفي الآونة الأخيرة، إجبار المسلمين في عيد الأضحى على "التضحية بأبنائهم بدلا من الحيوانات".
لا عجب إذن أن الأجواء تتجه نحو كبت ممارسة الإسلام أكثر فأكثر، على الرغم من كون المسلمين أقلية كبيرة، إلا أنهم يتعرضون للتمييز ضدهم في التعليم، والعمل، والمجلس المحلي. ويتم إغلاق المدارس لمجرد نزوة، ويستغرق العدل سنوات ليأخذ مجراه، وخاصة عندما يتعلق ذلك بالمسلمين، سواء أكان عن جرائم الكراهية، أو سرقات ونزاع الأراضي والممتلكات.
إن قيم الدولة الهندوسية ليست مجرد علمانية في طبيعتها، ولكنها تتفق مع اعتقاد التناسخ والكرمة، وبالتالي لا تعطى العدالة الدنيوية أهمية تذكر، ويتم قبول الفقر، ولا يزال يشاد بمفهوم طبقة "المنبوذين"... وهذا كثير على الحداثة والثروة والقدرة النووية والتصنيع... وفي غياب الإسلام تراجعت الهند إلى أرض قذرة من الظلم والقهر، ليس لديها قاعدة أيديولوجية للقانون، وتعتمد على حلفائها الغربيين لإعطائها أي مصداقية حقيقية.
فقط مع عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فإن المسلمين مثل محمد أخلاق، الذين يناضلون من أجل التمسك بدينهم كأقلية في دولة هندوسية قمعية سيحظون بحياة الاستنارة والكرامة التي تمتع بها أجدادهم هناك من قبل. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمدهم بالقوة ضد الكفر الذي يحيط بهم، وأن يعجل تحررهم جنبا إلى جنب مع إخواننا وأخواتنا في جميع أنحاء العالم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن