- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
الالتفاف بخرقة الديمقراطية المهترئة لن يطيل أمد أنظمة الحكم الجبري
الخبر:
وصف محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مشهد الانتخابات بالعرس الوطني، مؤكداً أن "الديمقراطية في بلادنا راسخة ومتجذرة في مجتمعنا منذ عهد الأجداد والآباء الذين ورثناها عنهم بكل فخر وإيمان بموروثنا الاجتماعي والثقافي والديني دون تفريط بهذا التراث العربي الإسلامي العريق". (المصدر: جريدة الاتحاد)
التعليق:
على الرغم من التجارب الحديثة في بلدان ما بعد الثورات، والتي أثبتت أن الديمقراطية العفنة لم تجلب لنا إلا الذل والهوان أمام أعدائنا، ورغم أنها فشلت حتى في أكبر الدول الديمقراطية وبان عوارها وعجزها في تأمين الحقوق والعدل والأمان لشعوبها، يأتي حاكم دبي يتبجح بالديمقراطية الزائفة، زاعما أن الديمقراطية أصيلة في بلادنا، متعمدا خلطها بالإسلام ومدعيا عدم التفريط بالتراث الإسلامي، وهو الذي حول البلاد إلى موطن الملاهي الليلية والفحش والابتذال.
إنه بحسب تعريف موقع آي آي بي ديجيتال لمكتب برامج الإعلام الخارجي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن كلمة الديمقراطية مشتقة من الكلمة اليونانية Demos ديموس التي تعني الشعب، وفي النظم الديمقراطية فإن الشعب هو الذي يملك السلطة السيادية على المجلس التشريعي والحكومة. أي أن الأساس الذي يقوم عليه النظام الديمقراطي هو أن التشريع للبشر وليس لله رب العالمين، والله سبحانه يقول: ﴿إنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾؛ لذا فليس هناك علاقة للديمقراطية بالإسلام، لا من قريب، ولا من بعيد. ولم يعرف المسلمون النظام الديمقراطي قبل قدوم الاستعمار، حيث فرضه الكفار بقوة الحديد والنار على بعض بلادنا الإسلامية عندما اضطروا للخروج منها لضمان تطبيق أحكام الكفر والسياسات الاستعمارية الغربية. أما في معظم البلاد العربية فقد نصّبوا على الأمة حكاما مستبدين عملاء لهم، ملوكاً، وشيوخاَ، وأمراء طغاة وظيفتهم تأمين مصالح الغرب في البلاد وتسهيل نهبهم للثروات.
حتى إذا ثارت الشعوب فيما يسمى بالربيع العربي؛ للخلاص من ظلم الأنظمة البوليسية الدكتاتورية وهيمنة الكفر وأحكامه وأنظمته الوضعية الفاسدة، وسيطرة الدول الغربية الكافرة على بلادهم، حينها أدرك الكافر المستعمر أن الأمة أخذت على عاتقها إسقاط هذه الكيانات التي أوجدها وأصبح ذلك مطلباً جماهيرياً لدى المسلمين في شتى أقطارهم، سواء تلك التي خرجت منها الثورات وأعلنت في ميادينها ومساجدها "الأمة تريد خلافة من جديد"، أو تلك التي "لم تثر بعد"؛ فعمد إلى فرض الديمقراطية المزعومة كوسيلة لتثبيت عملاء جدد في السلطة. كما صوّر الاستعمار وعملاؤه المفكرون والسياسيون للأمة الإسلامية أن الديمقراطية حلم جميل وأمل منشود، وأنه النظام الوحيد الضامن لحقوق الشعوب والذي يمكّنها من اختيار حكامها. وزعموا كذلك زورا وبهتانا بأنها مطلب المسلمين الأحرار وأنهم ما ثاروا ولا ضحوا ولا استشهدوا إلا من أجلها، ووضعوا الديمقراطية في مقابلة الديكتاتورية وصوروا لهم بأنه لا ثالث لهما. كل ذلك لكي يترسخ في أذهان العوام أن الديمقراطية هي الحل لقضاياهم والسبيل لخلاصهم من جور الأنظمة الاستبدادية حتى يكسب الغرب بذلك الزمن ويطيل أمد بقائه واستعماره في العالم الإسلامي. وهو ما جعل الحكام الخونة المستبدين يلهثون الآن بقوة وراء الديمقراطية الزائفة النتنة، زاعمين تجذرها فيهم وفي دينهم، انقيادا لأوامر أسيادهم في الغرب ومحاولة يائسة منهم للحفاظ على عروشهم وكراسيهم خوفا من أن تسقطها شعوبهم ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾.
لقد حان الوقت لأن يقول المسلمون لهؤلاء الحكام الطغاة العتاة، صنائع الغرب المستعمر، الذين عطلوا أنظمة الإسلام وسياسته، وأقاموا في المسلمين أنظمة تخدم الغرب الكافر، وأخضعوا المسلمين وبلادهم وثرواتهم تحت سيطرته وسلطته، حان لهم أن يقولوها جميعا أنهم ينبذون ديمقراطيتهم البائدة المنحطة وأنهم عازمون على إحداث تغيير جذري حقيقي وإنهاء الحكم الجبري بكافة أشكاله الديكتاتورية والديمقراطية، فكلا النظامين نتاج بشري أساسهما رفض دين الله سبحانه تعالى كطريقة حياة كاملة. وأنهم سيواصلون العمل لإعادة الحكم بالإسلام وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة مصداقا لبشرى الرسول عليه الصلاة والسلام «ثمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّة».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد