- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
نشرت ال بي بي سي على صفحتها الإلكترونية الخبر التالي تحت عنوان: "الحزب الحاكم في أذربيجان يفوز بالانتخابات البرلمانية وسط مقاطعة المعارضة"
"أعلنت لجنة الانتخابات في أذربيجان أن الحزب الحاكم في البلاد فاز بالانتخابات البرلمانية والتي قاطعتها الأحزاب المعارضة الرئيسية في البلاد.
وتتهم المعارضة في أذربيجان الحكومة بسجن العديد من مناصريها.
وقال محللون إن المعارضين الحقيقيين للحكومة الأذربيجانية لم يشاركوا في هذه الانتخابات".
التعليق:
تتبنى كل البلاد الإسلامية اليوم النظام الديمقراطي في الحكم شأنها شأن باقي بلاد العالم مصدقة قوله r الذي رواه البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ؟».
صدقت يا سيدي يا رسول الله r... إنهم يترسمون خُطا الغرب في كل شؤون حياتهم وحياة الناس التي يسيطرون عليها ويتحكمون فيها...
وفي خضم هذا السير الأعمى على خطا الغرب تأتي انتخابات مجالس النواب والانتخابات الرئاسية في بلداننا...
صحيح أن الانتخابات من الأساليب المباحة في اختيار النواب أو الأمراء...الخ، إلا أن الانتخابات في النظام الديمقراطي تحمل سلبيات النظام الذي يتبناها، فنظام ينبني على الفردية جدير بأن ينتج الأنانية والعمل للمصلحة الشخصية ويتحايل على مصلحة الجماعة في سبيل ذلك...
وهذا ما يعيشه حكامنا في العالم الإسلامي؛ حكام يسيطرون على كل مفاصل الدولة ومؤسساتها، ويجيرون ذلك لخدمة مصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم الوهمية، ويحاربون بكل قسوة وهمجية من يعارض أنظمتهم ويعمل على تغييرها خاصة أولئك الذين يعملون لإعادة الإسلام إلى الحكم ونبذ الرأسمالية المتوحشة... حتى معارضيهم ممن هم على شاكلتهم في الولاء لأفكار الغرب وأنظمته لا يسلمون من مؤامراتهم والتضييق عليهم بقصد إضعافهم لإبقائهم بعيدين عن السلطة كي لا ينافسوهم على ما يرتعون فيه من خيرات البلاد وعظمة السلطة.
من هذا المنطق يمكننا قراءة ما يحدث في عالمنا الإسلامي من انتخابات غريبة ونتائج عجيبة... فهاك حاكم يسجن منافسيه حتى تفرغ الساحة إلا منه، وذاك يعلن حل الأحزاب المعارضة، أو يغلق الجمعيات والمؤسسات التي تدعم معارضيه ليبقيهم وحيدين دون مساند ولا معين، وآخر يحتكر وسائل الإعلام لنفسه وحزبه ويمنعها عن المعارضين... وآخر وآخر وآخر...
وكلهم في النهاية يهدفون لإخلاء الساحة من المنافسين المؤثرين، ثم يخرجون للرأي العام ويطلبون النزال، لا فرق بين ما حدث من الحزب الحاكم في أذربيجان أو مصر السيسي أو تركيا حزب العدالة والتنمية... أو من كان قبلهم في سدة الحكم في بلادهم أو في باقي بلاد العالم الإسلامي.
فمتى ستنتهي مهازل هذه الانتخابات اللعينة، ويعود للناس حقهم الشرعي في انتخاب نوابهم وقياداتهم بتمكين حقيقي، حيث يتوفر الأمن والأمان، والوعي الحقيقي على ثقافة الأمة الإسلامية، فتفرز الانتخابات نواباً يمثلون الأمة حقا يعرفون مصالحها الدنيوية والأخروية، فيجتهدون في العمل على تحقيقها بجدية وإخلاص؟ حينها فقط سيصل إلى الحكم الرجل الصالح العادل المخلص لدينه وأمته؛ يرعى شؤون الأمة بأحكام دينها الحنيف، ويحمل دعوة الإسلام بالجهاد للعالمين، لا يخشى الغرب ولا يمالئ الشرق، بل يتحدى العالم في سبيل نشر دينه ورفعة أمته.
اللهم اجعل هذا اليوم قريباً يا أكرم الأكرمين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسماء الجعبة