- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
بعد شهور من عرقلة مفاوضات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وأزمة الهجرة المتنامية، زارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنقرة الأسبوع الماضي. وقد عرضت المساعدة في إحياء المحادثات المتوقفة لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، إذا تعاونت تركيا في إيقاف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وقال الرئيس التركي أردوغان: "إن أمن واستقرار الغرب وأوروبا يتوقف على أمننا واستقرارنا. لقد قبلوا بهذا الآن. في المفاوضات التي أجريتها في بروكسل الأسبوع الماضي قبلوا بكل هذا. لا يمكن أن يتم هذا بدون تركيا. لذلك فإن كان حدوثه بدون تركيا غير ممكن فلم لا تضمون تركيا للاتحاد الأوروبي؟ (المصدر: يورونيوز)
التعليق:
إن من المحزن للغاية أن نرى، سليل الخلفاء العثمانيين من أرض الخلافة العثمانية السابقة يتاجر برعاية اللاجئين من أجل الحصول على إذن من الاتحاد الأوروبي للمشاركة في هذه الوحدة، والذي ليس لديه أية علاقة مشتركة مع قيم شعب تركيا المسلم.
ومن المحزن للغاية أن نرى، حكام تركيا الذين استقرت سلطتهم على العاصمة السابقة للخلافة في اسطنبول يستخدمون قضية رعاية اللاجئين كأداة في حملاتهم الانتخابية للبرلمان، والذي سوف يقر قوانين غير إسلامية سينفذها هؤلاء الحكام على المسلمين في تركيا.
ومن المحزن للغاية أن نرى، هؤلاء الحكام فيما هم مطالبون بإنقاذ الشعب التركي المسلم من الذل نراهم يطأطئون رؤوسهم لعقود طالبين الإذن للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وبرغبتهم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي فإنهم يهددون أوروبا بأن تركيا ستنضم إلى منظمة شنغهاي للتعاون إذا رفضت أوروبا قبولها، في حين أن منظمة شنغهاي للتعاون هي منظمة تقودها روسيا، المعروفة بجرائمها ضد المسلمين داخل وخارج حدودها.
ومن المحزن للغاية أن نرى، كيف أن تركيا الحديثة، حاضرة الخلافة سابقا، أصبحت أداة في الصراع الأمريكي الأوروبي وتستخدم من قبل أمريكا لخلق مشاكل اقتصادية وعرقية داخل أوروبا عن طريق تدفق اللاجئين. ومن المعروف أنه في الأشهر الأخيرة سمحت تركيا للاجئين بالتسلل إلى حدودها الغربية، في حين أنها خلقت العقبات أمام لاجئي سوريا للحصول على تصاريح الإقامة، التي تمنحهم الحق في العمل بشكل قانوني واستخدام الرعاية الطبية. من ناحية أخرى، ومن أجل توسيع الانقسام في الاتحاد الأوروبي فإن أمريكا تريد انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، حيث إن تركيا شريك موثوق ومنقاد لأمريكا.
ومن المحزن للغاية أن نرى، رئيس دولة سكانها مسلمون يريدها أن تكون مخفرا لحماية أمن دول الكفر. فضد أي عدو سيستخدم هذا المخفر وفقا لأردوغان؟ هل ضد المسلمين؟ إن على أردوغان أن يخجل من نفسه لتحيره على أي جانب من الحاجز يقف. ألا ينبغي لتركيا أن تكون مخفرا لحماية أمن الأمة الإسلامية من الهجمات والجرائم التي تسببت فيها الدول الغربية في العالم الإسلامي، كما كانت على مدى قرون من الزمن في ظل الخلافة العثمانية؟
إن دعم الأسد من قبل الدول الغربية بقيادة أمريكا ضد المسلمين في سوريا هو السبب الحقيقي لما يقوم به الأسد من تهجير المسلمين من سوريا بكل الوسائل، بينما يتم إزاحة جميع الخطوط الحمراء عندما ينتهكها هذا المجرم. إن هذا الدعم هو الذي أوجد تدفق موجات الملايين من اللاجئين إلى تركيا ولبنان والأردن وغيرها من البلدان.
فهل أردوغان وأنصاره ليس لديهم أي وعي سياسي لكي يدركوا أن الاتحاد الأوروبي سوف لن يسمح بانضمام تركيا إليه في أي ظرف من الظروف؟ ألا يدركون أن الاتحاد الأوروبي لا يريد سوى تقويض استقرار تركيا اقتصاديا وسياسيا بسجن اللاجئين داخل الحدود التركية؟ وقد ثبت ذلك من خلال الإهانة السافرة التي تلقتها القيادة التركية في 25 تشرين الأول/أكتوبر في بروكسل، عندما لم يُدع الوفد التركي إلى قمة الاتحاد الأوروبي حول اللاجئين.
بدلا من التسول وراء أبواب هذه الاتحادات كالاتحاد الأوروبي، ومنظمة شنغهاي للتعاون لعقود للمساومة في قضية اللاجئين، يجب على أردوغان العودة إلى تطبيق الإسلام في القضايا الخارجية بتوحيد كافة البلاد الإسلامية وإعلان الوحدة الإسلامية الحقيقية التي هي الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. إن نصوص القرآن والسنة تطلب منه كحاكم يمتلك آلة الجيش والدولة تعبئتها من أجل إنقاذ المسلمين في سوريا. إن الإسلام يطالبه بحشد الجيش التركي الشجاع، لدخول سوريا والقضاء على النظام السوري، والذي هو السبب الحقيقي لأزمة اللجوء، ونتيجة لذلك ستنتهي الثورة السورية النبيلة بإقامة دولة إسلامية حقيقية على منهاج النبوة. أزمة اللجوء السورية تحتاج إلى حل جذري وليس إلى تخدير آخر يخدم مصالح أجنبية للقوى العظمى العدائية.
في الختام، أود أن أناشد بعض المسلمين الذين تغرهم خطابات أردوغان الإسلامية.
أيها الإخوة الأعزاء،
لا ينبغي لنا أن ننخدع بتحركات وتصريحات أردوغان كمبادرته تلك في دافوس، ووعده بوقف حدوث أية مجزرة، كتلك التي حدثت في حماة، وبكلماته "لو كانت تركيا في أوائل التسعينات بقوة اليوم، فإن نزاع ناغورني كاراباخ لم يكن ليحدث".
هذه التصريحات والتحركات المتخذة لحماية المسلمين تستحق الثناء لو كانت آتية من قبل مسلم عادي، ولكن عندما نتحدث عن حاكم يمتلك جيشا مسلما شجاعا، فإن رد الفعل المناسب بالنسبة له هو تعبئة جيشه وليس استخدام الكلمات والمبادرات. هكذا كان رد فعل السلف الصالح من أردوغان والمسلمين الأتراك، ورد الفعل هذا ينبغي أن تنفذه ذرياتهم في جميع الأوقات إلى يوم القيامة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فضل أمزاييف
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا