- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عادت قضية "فرنسة" التعليم المغربي - بحسب موقع الجزيرة نت - مرة أخرى إلى دائرة الضوء والجدل، بعد قرار أصدرته مؤخرا وزارة التربية الوطنية (التعليم) المغربية، بتدريس المواد العلمية والتقنية في المرحلة الثانوية باللغة الفرنسية، ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، مع إمكانية البدء من الموسم الحالي "إذا توفرت الشروط الضرورية لذلك".
الخبر:
عادت قضية "فرنسة" التعليم المغربي - بحسب موقع الجزيرة نت - مرة أخرى إلى دائرة الضوء والجدل، بعد قرار أصدرته مؤخرا وزارة التربية الوطنية (التعليم) المغربية، بتدريس المواد العلمية والتقنية في المرحلة الثانوية باللغة الفرنسية، ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، مع إمكانية البدء من الموسم الحالي "إذا توفرت الشروط الضرورية لذلك".
القرار أثار سخطا كبيرا في صفوف "حماة" اللغة العربية والمدافعين عنها، في دولة يعتبر دستورها العربية اللغة الرسمية للبلاد، فقد اعتبروا القرار الصادر عن وزارة تنتمي إلى حكومة يقودها حزب يوصف بـ"الإسلامي"، "انتهاكا للدستور المغربي وانقلابا على الهوية المغربية".
التعليق:
لولا اليقين بعمالة الحكام في بلاد المسلمين لكدنا نصدق المقولة التي عقد لها ابن خلدون فصلاً مستقلاً في مقدمته وهي: "الفصل الثالث والعشرون في أن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده"، ولكنّ الأمة ابتُليت بحكام يحرصون على مصالح أعداء الأمة، ولا يُلقون بالاً لمصالحها، ويسعَون بكلّ ما أوتوا من قوة لإلحاقِ هذه الأمة بركاب الغرب، وصرفِها عن دينها وعقيدتها ولغتها.
وبحسب الخبر نفسه فإن في المغرب تكتّلاً يضم 110 جمعيات ومنظمات تُعنى باللغة العربية، وهذا التكتّل وقف في وجه هذا القرار الحكومي، وهذا الذي جعلنا نتردد أمام مقولة ابن خلدون، وزاد يقيننا بحيوية هذه الأمة، ولكن؛ وللأسف فإن الحكومة المغربية والتي توصف بأنها إسلامية هي صاحبة هذا القرار المعادي للإسلام ولغة الإسلام.
إن موجة تغريب التعليم في المدارس، والتي تتبناها الأنظمة والحكومات في بلاد المسلمين تهدف إلى إبعاد المسلمين عن اللغة العربية؛ لغة القرآن، وما زالت اللغة العربية تتعرض للهجوم منذ أواخر دولة الخلافة، وكان هذا الهجوم ضمن الهجمة على الإسلام في عقيدته وأنظمته وأحكامه ولغته، ولكن المستهجن أن يكون الهجوم على اللغة العربية من الحكام والأنظمة في بلاد المسلمين، وهؤلاء الحكام بتسلطهم على رقاب الأمة يصوغون المجتمعات صياغة تبعدُها عن الإسلام وعن لغة الإسلام.
لقد صارت أكثر وزارات التربية والتعليم في بلاد المسلمين تعتمد اللغات الأجنبية لغةً للتدريس في المدارس بعدما فرضوها في الجامعات منذ زمن، وها نحن أولاءِ نرى مستوى الخريجين من الثانوية العامة في أكثر بلاد المسلمين، ونرى ضعف مستواهم العلمي والثقافي، ونرى ضعف فهمهم لدينهم وعقيدتهم.
أما تربوياً فمن المسلَّمِ به أن الطالب لا يبدع إذا تعلَّم بغيرِ لغته الأمّ، وهذه نتيجة أخرى يصل إليها أعداء الأمة بقرارات الحكومات ووزارات التربية والتعليم في بلادنا وهي قتل الإبداع لدى أبناء المسلمين.
فيا أيها المسلمون، إلى متى يستمر هؤلاء الحكام السفهاء العملاء في بلادكم ليتخذوا مثل هذه القرارات التي تبعدكم عن دينكم، وتسعى إلى إلحاقكم بركاب عدوّكم، وتسعى إلى قتل الإبداع لدى أبنائكم؟؟
إن سياسة التعليم في الإسلام تهدف إلى خلق الشخصية الإسلامية في أبناء الأمة، بإيجاد العقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية، فتصنع شخصيات مبدعة متميزة، فيكثر العلماء والمفكرون والمبدعون في الأمة كما كانت في سابق عهدها خلال تاريخها الطويل في ظل الخلافة الإسلامية، فإلى إقامة الخلافة على منهاج النبوة ندعوكم أيها المسلمون، وإلى العمل مع حزب التحرير لإقامتها ندعوكم أيها المسلمون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد - الأردن