- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الذهول والهجوم الشامل على النقاب في الحملة الانتخابية في كندا
يهدف إلى إخفاء فشل الليبرالية العلمانية في تحقيق مكاسب انتخابية
(مترجم)
الخبر:
يبدو أن قادة الفكر والسياسة الكنديين بما في ذلك الساسة ووسائل الإعلام، قد جعلوا تركيزهم منصبًا على لباس عدد قليل من النساء المسلمات أكثر من التركيز على الخسارة المأساوية لخسارة 1000 من نساء السكان الأصليين. وقبل عدة أسابيع، ركزت النقاشات الوطنية الكندية وبشكل كبير على قضية لاجئي سوريا فيما ظهر على أنه أكثر إنسانية. واليوم، فإن الخطاب يحمل طابعًا جدليًا غير قائم على قضية محددة ويركز على إثارة الخوف وتهويل الأمور من قلة كسب أصوات الجماهير في الانتخابات. ووفقًا لزعيم حزب المحافظين ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، فإن النقاب متجذر في حضارة "معادية للمرأة". وفي بعض الأحيان يتم إجبار المرأة عليه. وبشكل عام، فهذا ليس على إطلاقه. وإذا ما كان الغرض من النقاب هو توفير الحماية للمرأة فالنتائج تبدو عكسية اليوم، كما أن هناك تقارير متزايدة عن ممارسة العنف ضد النساء اللاتي يرتدين النقاب. (المصدر: جولف نيوز)
التعليق:
لقد حاول رئيس الوزراء الكندي وحزبه المحافظ استخدام استراتيجية الانتخابات المعروفة باسم "رمي القط على الطاولة" وهو تكتيك يهدف إلى صرف النقاش بعيدًا عن الإخفاقات السياسية الليبرالية العلمانية وتوجيهها نحو الإسلام والنقاب. إن التركيز على قضية النقاب تزامن مع رفض زُنيرة إسحق نزعها لنقابها خلال مراسم الاحتفال بالجنسية. وقد أصرت الحكومة الحالية على أن عليها أن تظهر وجهها، فيما رفعت المرأة قضيتها للمحكمة وكسبت القضية. لقد جعلت قضيتها النقاب قضية خلافية في السباق السياسي، مع انتقاد كثيرين لرئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر لجعله من النقاب ذريعة رخيصة لكسب الأصوات وتشتيت الانتباه عن قضايا أخرى كسجله الاقتصادي والبيئي. وفي هذا الأسبوع ألمح هاربر في مقابلة معه إلى أنه سيدرس حظر النقاب في المباني الاتحادية. وكان قد ذكر مرارًا وتكرارًا بأن النقاب متجذر في حضارة "معادية للمرأة".
ورغم التغطية الحثيثة من وسائل الإعلام لحملة هاربر الانتخابية ضد النقاب، إلا أن نساء مسلمات كزُنيرة إسحق يتبنين بثقة القيم الإسلامية سواء بارتداء الخمار أو الجلباب أو النقاب. واليوم العديد من الشابات المسلمات يرتدين الزي الإسلامي على الرغم من أن أمهاتهن لم يكن ممن يلتزمن به بشكل دائم. وفي مقابلة مع راديو سي بي إس أوضحت زُنيرة بأنها بدأت بارتداء النقاب من سن 15، دون أن تمارس عليها أية ضغوط من قبل عائلتها أو المجتمع. هذا وترتدي النساء المسلمات الزي الإسلامي ويشاركن مشاركةً كاملةً في المجتمع كطبيبة، أو معلمة أو عالمة أو في خدمات الرعاية أو طالبة وما إلى ذلك على الرغم من اتهامها زورا بالتمسك بـ "الممارسات البربرية الثقافية" المعروفة أيضا باسم الممارسات المرتبطة بالإسلام. ومن الواضح بأنه ليس الإسلام هو ما يمنع النساء المسلمات من أن يكُنَّ سيدات فاعلات في المجتمع الكندي وإنما الحكومات الليبرالية العلمانية وأجنداتها السياسية التي تحمل الكره للإسلام. ولوضع خطوط عريضة علاوة على ذلك كله، فإن الإبلاغ عن حوادث "همجية" واضح أنه لا يصب في مصلحة النساء المسلمات اللاتي يتمتعن بالقدرة الكاملة على اتخاذ قرار ما إذا كانت قيم الإسلام أم القيم الغربية هي ما تنتج السلوكيات والممارسات المتحضرة.
بالتأكيد، فإن هذا الخوف والكراهية للإسلام الذي ظهر بتهجم كندا على النقاب، لم يكن مفاجئًا، فالأمة هذا حالها فهي في صراع منذ اليوم الأول من ظهور الإسلام إلى أن يأتي اليوم الذي يعود فيه الإسلام منارةً تتبعه البشرية جمعاء. وإن ما يتعرض له المسلمون من تحيز ضدهم ليس أكثر من مظهر من مظاهر هذا الصدام والصراع، الصراع بين حضارتي الإسلام والرأسمالية. وبالتالي فإن المسلمين سيستمرون في العيش تحت التهديد في الغرب بسبب تلك الحقيقة. ولذلك، فإن المسلمين في كندا سيبقون عرضة للتهجم عليهم إلى أن يتنازلوا ويقبلوا بالقيم الليبرالية العلمانية ويرفضوا القيم والممارسات الإسلامية كالنقاب. ومع ذلك، فإن على المسلمين ألا يخوضوا في حوارات دفاعية تكون كردة فعل وإنما عليهم أن يطعنوا في هذه الأحكام المسبقة والصور النمطية عن الإسلام والمسلمين فهذا هو السبيل الوحيد لجعل غير المسلمين يتعرفون على الإسلام من زاوية أخرى. وفي الواقع، فالآن وأكثر من أي وقت مضى وفي هذه الأوقات المحفوفة بالمخاطر على المسلمين عليهم أن يكونوا خير سفراء للإسلام. ولا ينبغي أن يخشوا انتقامًا أو ترهيبًا أو عدوانًا أو تمييزًا، وإذا ما هُدِّدت بتجريدك من الجنسية أو بردود أفعال عنصرية من قبل دعاة الاندماج، تذكر قول الله تعالى:
﴿فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 36]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ثريا أمل حسنة