- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أصدرت شركة "ماكينزي" للاستشارات تقريراً حديثاً، رسمت فيه معالم خطة مستقبلية ستسمح للسعودية بإجراء تحول جذري يضع اقتصادها على مسار مستدام، بغض النظر عن أسعار النفط.
أبو مرة يقدم الاستشارات والنصائح لحكام السعودية
الخبر:
أصدرت شركة "ماكينزي" للاستشارات تقريراً حديثاً، رسمت فيه معالم خطة مستقبلية ستسمح للسعودية بإجراء تحول جذري يضع اقتصادها على مسار مستدام، بغض النظر عن أسعار النفط.
وشددت McKinsey على أن التغيرات تشمل ثلاث شرائح هي الحكومة والقطاع الخاص والأفراد. فبدءاً من الحكومة التي ستكون المحرك الرئيسي للتغيير، تنصح McKinsey بتحديث نهجها من خلال ثلاث طرق أساسية. (العربية 2015/12/10)
التعليق:
ليس خفيا على أحد حالة الركود الحالية التي أصابت الاقتصاد السعودي بعد أن وصل العجز الحالي في موازنة البلاد إلى حوالي 21.6% و19.4% متوقعة للعام القادم، وصدور قرارات ملكية بتخفيض الإنفاق إلى نسبة 25% من المخصصات المالية خلال الربع الأخير من السنة المالية، والذي من أسبابه الرئيسية الحرب بالوكالة التي يخوضها النظام ضد المسلمين في اليمن، إضافة إلى المليارات التي تدفع في صورة مساعدات مالية أو في صورة مساعدات نفطية لتثبيت النظام الانقلابي في مصر، والفساد المنتشر في كل مؤسسات الدولة وغياب الرقابة الفعالة. وهناك شكوك كثيرة حول مصير مليارات الدولارات من العوائد الاقتصادية وخاصة عوائد النفط بعد أن أحكم ولي ولي العهد محمد بن سلمان منذ توليه رئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية نفوذه على شركة أرامكو وإلغاء تبعيتها لوزارة البترول ومؤخرا رئاسة مجلس إدارة هيئة المدن الاقتصادية.
فتأكيدا لخيانتهم للإسلام، ذهب حكام آل سعود إلى أسيادهم وقدوتهم في الغرب - وهذا دأبهم - ليبحثوا لهم عن حل لهذا العجز، ذهبوا ليبحثوا عن الاستشارات والنصائح عند أعداء المسلمين الذين هم أساس النكبات التي يعاني منها المسلمون حاليا. فأصبح من المألوف حاليا وجود مكاتب الاستشارات الأجنبية في معظم وزارات ومؤسسات البلاد ليقدموا النصح والمشورة. فطبيعيا أن تكون هذه الاستشارات المقدمة تبعا لأنظمة الغرب وأفكاره وثقافته، وخدمة لأنظمة الغرب المعادي للإسلام والمسلمين ولتثبيت وجوده في بلاد المسلمين وإفساد المجتمع على أهله من المسلمين.
فقدمت مؤخرا استشارات اقتصادية قائمة على أساس النظام الرأسمالي لحل هذا العجز المتزايد - والذي يخشى من ورائه أن ينفد الاحتياطي المالي خلال خمس سنوات -. فقدمت نصائح برفع الدعم عن المشتقات النفطية - كما نقلت العربية بتاريخ 2015/09/14 في تقريرها "وأضافت المصادر أن دولا خليجية بينها السعودية والكويت أيدت التدرج في رفع الدعم عن بعض مشتقات النفط، وإعطاء الدول المجال لاتخاذ موعد مناسب لذلك وفق سياساتها" ومن المرتقب رفع الدعم كذلك عن الكهرباء والمياه. وقدمت نصائح أخرى بإدخال النظام الضريبي للدولة لتنمية الإيرادات غير النفطية!! وهو ما تم بالفعل اتخاذ أولى الخطوات نحوه في القمة الخليجية الأخيرة المنعقدة بالرياض، بفرض الضريبة المضافة بنسبة 5%. الحياة 2015/12/09. وقدمت نصائح بالسماح بتواجد الشركات العالمية في السوق السعودية لرفع مستوى المنافسة - كما نصح تقرير ماكنزي - وقد تم السماح مؤخرا بدخول الشركات الأجنبية في سوق التجزئة وتملك بنسبة 100%، وما خفي كان أعظم.
إن هذه النصائح جميعها وإقرارها لن يؤدي إلا لزيادة معاناة الناس وليس تخفيفا عنهم. قال رسول الله r «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ». إن اتباع هؤلاء الحكام لأنظمة الغرب المستعمر وجعله القدوة والقبلة التي تتجه إليه أنظاره، وإصراره على الانفصال عن المسلمين والمضي في عمالته لأسياده في الغرب لن يجلب إلا المعيشة الضنكا والخزي في الدنيا والآخرة. قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾ [طه: 124]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم - بلاد الحرمين الشريفين