- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أوباما يبكي لمقتل العشرات من الأطفال بحوادث إطلاق النار؟!!
الخبر:
أوردت صفحة العربية نت يوم الأربعاء الموافق 2016/01/06م خبرا مفاده ما يلي: انهارت دموع الرئيس الأمريكي بحرارة على وجنتيه وهو يتحدث بانفعال شديد عن الضحايا الذين يُقتلون سنوياً بحوادث إطلاق النار من أسلحة أوتوماتيكية، وقد ظهر أوباما محاطا بعائلات الضحايا وتساءل: كم مرة ستفقد فيها العائلات أحباءها بسبب التساهل في شراء السلاح؟ إن الولايات المتحدة ليست بطبيعتها تجنح للعنف إلا أنها هي الدولة الوحيدة بين الدول المتقدمة التي يحدث فيها أعمال القتل الجماعي بهذا التكرار ويصبح الأمر عادياً وكأن الأمريكيين أصبحوا مخدرين تجاه العنف.
التعليق:
في اليوم نفسه الذي نشرت فيه العربية نت خبر بكاء أوباما، كانت جريدة الراية السياسية قد نشرت تعليقا على ما صرح به السفير الأمريكي السابق دان سيمبسون تحت عنوان: (لا سلام على وجه الأرض قبل أن تكف أمريكا عن تجارة الأسلحة وإشعال الحروب) الرابط: ، وقد قام السفير بذكر بعض الأمثلة على جرائم ووحشية دولته أمريكا في أفغانستان والعراق واليمن وليبيا وغيرها من البلدان التي ذاقت الويلات وما زالت بسبب السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وبما أن هذا الكلام قد صدر من شخص محسوب على الإدارة السياسية الأمريكية، فهل سمع الأمريكان تصريحات هذا السفير يا ترى؟ فإن كان الجواب نعم، فما هي ردة فعلهم إزاء هذه التصريحات التي تُحمِّل الإدارة الأمريكية المسوؤلية فيما يجري من قتل للأطفال وغيرهم في أمريكا نفسها؟ وما الذي جال بخاطر عائلات الضحايا وهم يشاهدون أوباما وهو يذرف الدموع؟!!
هل أدركوا أن دموعه لا شبيه لها إلا دموع التماسيح أم على قلوب أقفالها؟ هل أدركوا أنها دموع مجرم فاجر يبكي على أطفال قتلتهم "سهولة شراء السلاح" كما يدعي، بينما لا يرف له جفن وجيوشه تصول وتجول في بلاد المسلمين، فتقتل أطفال المسلمين ونساءهم وشيوخهم دون رحمة أو شفقة وحولت بلاد المسلمين إلى أطلال؟ لِمَ لَم تسأله عائلات الضحايا عن تقصُّد قتله للمسلمين؟ أم أن المسلمين لا بواكي لهم، وأن الأمريكان فقط هم الضحايا وهم من يستحق الحياة ومن أجلهم تذرف الدموع بينما غيرهم وخاصة المسلمون لا يستحقون إلا القتل والسحق؟!
إن صور أشلاء أطفال الشام الذين مزقتهم الصواريخ الأمريكية وصواريخ حلفه الصليبي اللئيم ليتفطر من قسوتها الحجر ويبكي من هولها الشجر، بينما الذين هم على شاكلة أوباما وشاكلة عملائه من الرويبضات الذين آمنوا بالحضارة الغربية واتخذوا من مفاهيمها مقياسا لأعمالهم ومعيارا لقيمهم، فإن أمثال هؤلاء قد فقدوا إنسانيتهم وأصبحت قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة، فلا يتأثرون ولا يبكون إلا إذا كان في البكاء مصلحة ومنفعة لهم، ولذلك فإنه من غير المستغرب أن تزداد وتيرة القتل والعنف، والسبب في ذلك ليس سهولة شراء السلاح كما يدعي أوباما، بل هي الحضارة الرأسمالية القذرة التي لا تقيم للإنسان وزنا، وجعلت من بيع السلاح سلعة ترفيهية تدر الأموال والأرباح، وجعلت أمريكا تتصدر منذ أعوام قائمة الدول المصدرة لآلات الفتك والقتل، ولذلك نرى أمريكا تشعل نار الحرب أينما حلت وارتحلت، وتحتل البلاد فتقتل العباد وتهلك الحرث والنسل وتفتك حتى بالدواب، وتثبت عملاءها وتبيعهم السلاح للبطش بشعوبهم ولحماية مصالحها.
نعم إن الرأسمالية وما انبثق عنها من مفاهيم ومقاييس خطرة هي السبب وراء ما وصلت إليه البشرية من شقاء وتعاسة وكثرة قتل وسفك للدماء، ولا خلاص للعالم إلا بعودة الحضارة الإسلامية للوجود عبر إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي ستنشر مفاهيم شرعنا الحنيف وتعمل جاهدة ومجاهدة على إخراج الأمم من ظلمات الرأسمالية وجورها إلى نور الإسلام وعدل أحكامه ونقاء قيمه، نسأل الله أن يكون ذلك قريبا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد خالد بليبل