الجمعة، 18 صَفر 1446هـ| 2024/08/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
العنصرية والإسلاموفوبيا تحتجب خلف الشعارات النسوية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

العنصرية والإسلاموفوبيا تحتجب خلف الشعارات النسوية

 

 

 

الخبر:

 

أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية "إير فرانس" عن تراجعها عن موقفها السابق والسماح للنساء من أطقمها بتجنب السفر إلى طهران بعدما طلب منهن ارتداء الحجاب عند الوصول، وقد سبق هذا القرار ضجة إعلامية وشجب لموقف الشركة السابق التزامها بقرار طهران (بي بي سي 2016/4/5). وفي سياق آخر ازدادت وتيرة الحملة على الزي الشرعي في فرنسا وانضمت الفيلسوفة الفرنسية الشهيرة إليزابيث بادنتر لقائمة الشخصيات العامة الداعية لمقاطعة دور الأزياء التي تقدم منتجات للمرأة المسلمة واعتبرت في لقاء مع الليموند (2016/4/3) "أن العشر سنوات الأخيرة شهدت تصاعداً في عدد الفتيات اللواتي يرتدين الحجاب بسبب الضغوط الإسلامية عليهن". وقد سبق هذه التصريحات الضجة التي أثارتها وزيرة شؤون الأسرة والطفولة وحقوق المرأة في فرنسا، لورانس روسينول، حين شبهت النساء اللواتي اخترن الزي الشرعي عن قناعة بـ "الزنوج الذين ساندوا الاستعباد في الولايات المتحدة الأمريكية" ثم تراجعت عن هذا التشبيه. وقد قادت الوزيرة موجة من الانتقادات على إقبال أشهر دور الأزياء العالمية مثل "دولتشي غابانا" على "الموضة الإسلامية" ووصفت هذا التوجه بأنه "غير مسؤول" وأنه يروج لفكرة حبس جسد المرأة.

 

وعلى الصعيد الرسمي حذر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس من هيمنة السلفيين على الخطاب الإسلامي في فرنسا، وحذر من أن "أقلية" سلفية لا تتجاوز الواحد بالمئة بصدد كسب المعركة الأيديولوجية والثقافية حيث قال: "هناك مشكلة ثقافية في أوسع معانيها: تراجعنا عن معاركنا من أجل الجمهورية والعلمانية" (لوفيغارو، 2016/04/04). واعتبر أن الحجاب ليس مجرد ظاهرة أو لون إنما "استعباد" للمرأة.  (فرانس 24، 2016/4/4)


التعليق:

 

بالرغم من الزخم الإعلامي حول زي المرأة المسلمة وهوس فرنسا بالحجاب والنقاب فإننا لا نجد في تصريحات الساسة والمثقفين الفرنسيين طرحا فكريا يستحق الرد بل هو امتداد لإرث استعماري بغيض وعنصرية متأصلة. وهم في طرحهم لا يستدلون إلا بما يعرفونه من لغة الاستكبار والتحقير للغير، ولا يتجاوز حديثهم إطار الاستعباد والتحرر الزائف. تراهم يواصلون من طرح استشراقي مبني على الفرضيات والخيالات، طرح يستخدم المرأة كأداة للطعن في الإسلام، ويتبع منهج الإسقاط، فلا يعترف بعبودية سوى عبودية الرجل الأسود للرجل الأبيض وتبعية الإنسان للإنسان وبشرية كل الأديان بما فيها الإسلام.

 

اللافت في التصريحات الفرنسية ولغة وزيرة المرأة ومن سار على نهجها من نسويات الشرق والغرب أن كراهية واحتقار المرأة أو يسمونه "الميسوجينية" ليست حكرا على الرجل بل إن من النساء من هي عدوة للمرأة تصادر حقوقها وتقمعها وتشن الحملات ضدها لتحجر على رأيها. أصبحت النسويات جبهة مضادة لكل امرأة تخالفهن الرأي، تترصد لها وتعاديها وتشحن الرجال والنساء لمعاداتها. لم تكن للنساء في يوم من الأيام جبهة موحدة بل مصالح مشتركة. والمفارقة أن تكون وزيرة الأسرة والطفولة عدوة لهم.

 

لطالما لعب الغرب على وتيرة الدفاع عن "المرأة المسلمة المستضعفة المرغمة على تغطية جسدها" وأن الحجاب رمز للعبودية ولقهر النساء، فإذا به يواجه جيلاً من المسلمات الفرنسيات المثقفات اللواتي اخترن الالتزام بالشريعة الإسلامية فاستبدلن بالتبرج والسفور الحجاب والحشمة والوقار. فتيات في مقتبل العمر تركن الموضة ودور الأزياء فلحقت بهن دور الأزياء لكي لا تخسرهن وتجني الربح من ورائهن فصممت لهن أزياء تخاطب ذوق المسلمات (تنصاع له تارة وتحاول أن تطوعه ليسير في فلكها تارة أخرى). لقد تحول الاتهام فجأة من شفقة على امرأة مغلوبة على أمرها لتخوُّف من صوت امرأة علا صوتها ولكنها في الإطار الاستشراقي لا تزال "مغيبة مسلوبة الإرادة"، تحول الهاجس من امرأة محاصرة في الضواحي لامرأة معترف بها وحاضرة في المجتمع. لقد تصاعد صوت المسلمة ولكنها تشبثت بزيها حتى أصبح الأمر يشكل تهديداً للعلمانية المتطرفة وأثبت فشل سياسة ساركوزي في حظر النقاب فلم يزد الحظرُ المسلماتِ إلا ثباتا.

 

إن هذا الهوس الفرنسي من الزي الشرعي للمرأة المسلمة يثبت أن الحجاب ليس مجرد قطعة قماش بل هو رمز للإسلام يجابه صنم العلمانية، وهذه الهجمات الإعلامية كسابقاتها لن تزيد المسلمات إلا تمسكا وإصراراً وتعزيزا لهويتهن الإسلامية.

 

تهكمت وزيرة المرأة على زي المرأة المسلمة التي أعملت عقلها واختارت أن تكون أَمَةً للواحد القهار، فكشفت الوزيرة عما في صدرها من عنصرية وكراهية للإسلام وأهله، وعن ضيق أفقها. ولن يضير هذا من أدركت أن للكون إلهاً خالقاً مدبراً له الأمر من قبل ومن بعد. اختارت المسلمة شرع ربها فإذا بها تتيه على الكون به وترتدي الزي الشرعي وكأنه تاج على رأسها، فالحمد لله على نعمة الإسلام وبارك الله في هذه الأمة الإسلامية العظيمة.

 

﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

هدى محمد (أم يحيى)

آخر تعديل علىالخميس, 07 نيسان/ابريل 2016

وسائط

4 تعليقات

  • أم راية
    أم راية الخميس، 07 نيسان/ابريل 2016م 14:39 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • ام عبدالله
    ام عبدالله الخميس، 07 نيسان/ابريل 2016م 12:22 تعليق

    ثبتكن الله وايدكن بنصره فكل افعالهم واعمالهم لا تزيدنا الا قوة وثبات على الحق بعون الله

  • إبتهال
    إبتهال الخميس، 07 نيسان/ابريل 2016م 10:54 تعليق

    جزاك الله خيرا أختاه

  • khadija
    khadija الخميس، 07 نيسان/ابريل 2016م 08:07 تعليق

    في ميزان حسناتكم وبارك الله في جهودكم وسدد خطاكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع