- الموافق
- 4 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ما يحتاجُه العالم هو خليفةً تقي
يُنهي أزمة اللاجئين اللاإنسانية
(مترجم)
الخبر:
وفقا للأخبار التي نشرت في قناة الجزيرة في 20 حزيران/يونيو 2017، يخشى أن يكون 26 لاجئا على الأقل، معظمهم من السودان، قد غرقوا في البحر المتوسط بعد أن سُرق محرك زورقهم، ما أدى إلى غرقه. وقال أحد الناجين الأربعة الذين قدموا إلى إيطاليا بأنهم بدأوا رحلتهم من ليبيا الخميس الماضي في رحلة عبور خطرة إلى أوروبا. وبعد ساعات قليلة في البحر، اعترضت مجموعة من المهربين الليبيين زورقهم وسرقوا المحرك فبدأ القارب بالغرق. وفي وقت لاحق قامت مجموعة من الصيادين الليبيين بإنقاذ الناجين الأربعة. واعتبارا من حزيران/يونيو، كان يعتقد بأن 1828 لاجئا لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا في عام 2017. ومعظم هؤلاء الأشخاص الذين يخوضون الرحلة المحفوفة بالمخاطر ينحدرون من أصول نيجيرية تليها بنغالية ومن بلدان أخرى في جنوب الصحراء الكبرى. (الجزيرة)
التعليق:
إن غرق اللاجئين اليائسين ليس جديدا على هذا العالم. بل هو حدث متكرر جدا ومقبول إلى درجة أن هذه الحوادث التي تكسر القلوب لم تعد تجذب حتى اهتمام وسائل الإعلام! والحقيقة المحزنة هي أن معظم هؤلاء اللاجئين، الذين قرروا عبور البحر المحفوف بالمخاطر في قارب متقلب للوصول إلى أوروبا، هم من البلاد الإسلامية.
من المعروف بأن أزمة اللاجئين قد تفاقمت بعد أن قامت أمريكا وحلفاؤها باحتلال البلاد الإسلامية واحدة تلو الأخرى، كما قررت القوى الغربية بما في ذلك عملاؤها في العالم الإسلامي دعم نظام الأسد القاتل ضد الثورة السورية. وقد أدى قرارهم المدمر هذا إلى إغراق هذه البلاد كلها في حالة من الفوضى. ومن الناحية الحَرفية، فإن هذه القوى الاستعمارية الجشعة قد سلبت سبل العيش الكريم لملايين الناس في العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان وباكستان واليمن وعدد من بلدان جنوب الصحراء الكبرى وأجبرتهم على الفرار من بلادهم أيضا. والواقع هو أن معظم اللاجئين لا يودون حقا مغادرة بلادهم والذهاب إلى أوروبا. لأنهم يعرفون ما ينتظرهم من تعذيب جسدي وعقلي مقيت واغتصاب وانعدام أمن وتجويع وسجن بل حتى موت مخيف. ووفقا لآخر تقرير للمنظمة الدولية للهجرة، فقد أصبح وضع اللاجئين أكثر خطورة فقد تبين أنهم والمهاجربن يضطرون إلى التسليم بالاسترقاق في هذا العصر الحديث من قبل تجار البشر. ووجد موظفو المنظمة البحرية الدولية بأن مئات الشباب الأفارقة يجري تداولهم علنا فيما وصف بأنه سوق للرقيق!
إننا نعيش في زمن أصبحت فيه حياة هذه الأمة مثقلة بالإهانة والإذلال. فبلاد المسلمين التي كانت فيما مضى رمزا للازدهار والثراء والعدالة أصبحت اليوم رمزا للفقر والفوضى، تدمرها الحروب اللاإنسانية المخطط لها مسبقا. إن الأمة التي كانت ملاذا مرحِّباً يوفر المأوى للضعفاء والمضطهدين والمستضعفين في العالم، دون الالتفات إلى عرقهم أو دينهم، وصلت إلى حال تفر فيه من بلادها هربا من الفقر المدقع وأهوال الحرب! إن هذه الأمة العظيمة التي كانت في يوم تحكم العالم أصبحت الآن تحت (رحمة!) الرأسماليين الكفار.
والحقيقة هي أن هذه الأمة لم تمر طوال تاريخ الإسلام بمثل هذه الحالة اليائسة، ولا هي واجهت مثل هذا العار والإذلال، وما هذا كله إلا لأن الأمة فقدت درعها الحامي (الخليفة). قال رسول الله e: «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» (رواه مسلم)
يقول أبو يعلى، وهو عالم حنبلي يقتبس من كلام الإمام أحمد بن حنبل بأن المسلمين سيعيشون عصرا من الفتن إذا ما غاب الخليفة. واليوم نرى مدى دقة ما اقتبسه! فبغياب الخليفة ظهر الفساد وانتشرت الفتنة في البر والبحر. وبغياب الخليفة، أصبح دم المسلم وحياته وعرضه أبخس ما في الأرض! وبغياب الخليفة، غرق آلاف المسلمين الأبرياء في البحر، وماتوا ميتة ذل وعذاب لا نهاية لها! كل ذلك حصل ولا يزال على عين الأنظمة الخبيثة القائمة في البلاد الإسلامية التي ما قدمت شيئا لإنقاذ هذه الأمة. فاللهم أنزل غضبك على هؤلاء الحكام الإمعات الغادرين الذين لعبوا دور الخيانة مع هذه الأمة وغضوا الطرف عنها في وقت حاجتها الماسة.
ومع ذلك كله، فإن هذه الأمة العظيمة ستسود من جديد ويعود لها مجدها وعزها وقوتها وكرامتها وذلك عندما ستقوم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة قريبا إن شاء الله. وستقف هذه الأمة من وراء درعها الحامي لتحمي شرفها فهو الذي يقاتل من ورائه ويحتمى به. وستقضي الخلافة إن شاء الله على السبب الجذري لأزمة اللاجئين المنتشرة وذلك من خلال إقامة نظام عدل وازدهار، وتدمير أغلال الاستبداد والعذاب وذلك عبر القضاء على النظام الرأسمالي واقتلاعه من العالم الإسلامي بأسره.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فهميدة بنت ودود
وسائط
4 تعليقات
-
بارك الله فيكم
-
بارك الله فيكم
-
بارك الله فيكم
-
بارك الله فيكم