الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أنقرة وبكين... بين عز المبدئية وذل البراغماتية

 

 

 

الخبر:

 

اعتبر وزير الخارجية التركية مولود تشاوش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصيني وانج يي بعد اجتماع التزم فيه الطرفان العمل معا لمحاربة "الإرهاب"، أن "الأمن الصيني بمثابة أمن بلدنا". وتعهد قائلا "إننا لن نسمح بأي نشاط معاد للصين في تركيا على الإطلاق وسنتخذ إجراءات لمنع نشر أخبار صحفية ضد الصين". مما يعني منع دعم قضية الإيغور في الإعلام التركي ووقف أي نشاط مناهض للصين (رويترز، 3 آب/أغسطس 2017)


التعليق:

 

تجاهل الإعلام التركي محنة الإيغور بينما سلط الضوء على أهمية الشراكة مع الصين واحتفل بتصريحات وزير الخارجية التركي وتصريحاته عن رغبة بلاده في بناء محطتها النووية الثالثة بالتعاون مع الصين والمشاريع المهمة بين الصين وتركيا مثل مشروع إعادة إحياء طريق الحرير التاريخي والتنسيق لرفع عدد السياح الصينيين في تركيا لـ 3 ملايين سائح.

 

وتأتي هذه التصريحات في وقت بدأت الصين فيه عملية واسعة النطاق لترهيب المسلمين الإيغور مما أدى لفرار المئات وربما الآلاف منهم عبر وسط آسيا إلى تركيا. وقد شكا الإيغور من التمييز الديني والاقتصادي والتضييق في العبادات مثل حظر الصيام والزي الشرعي والصلاة في الأماكن العامة، وقد تابع الناس في تركيا مأساة الإيغور تحت الاحتلال الصيني واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2009 بكين بارتكاب "نوع من الإبادة" فى شينجيانغ وشهدت تركيا تظاهرات عنيفة مناهضة للصين في تركيا عام 2015. ولا شك أن التظاهرات ومسيرات الدعم والتصريحات النارية لم تكن سوى تنفيس عن غضب المسلمين بينما استمرت حكومة أردوغان العلمانية في مد الجسور وتنسيق التعاون مع الصين.

 

قرأت الخبر أعلاه وتابعت تسويق الإعلام التركي والإعلام الموالي لتركيا لخيانة قادة الجمهورية العلمانية في تركيا للمسلمين ولأهلنا الإيغور فاستحضرت حادثة وقعت بين المسلمين وحكام الصين يوم كانت للمسلمين دولة مهابة وقادة ديدنهم الحرص على الإسلام وأهله.

 

كانت هذه الحادثة عندما فتح القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي في زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (705-715م) مدينة بخارى وسمرقند ووصل إلى حدود الصين. قال ابن الأثير: "وكان قتيبة بعد أن فتح كاشغر قد كتب له ملك الصين أن يبعث له رجلا شريفا يخبره عنهم وعن دينهم. فانتخب قتيبة عشرة لهم جمال وألسن وبأس وعقل وصلاح، فأمر لهم بعدة حسنة ومتاع حسن من الخز والوشي وغير ذلك وخيول حسنة وكان منهم هبيرة بن مشمرج الكلابي، فقال لهم إذا دخلتم عليه فأعلموه أني قد حلفت أني لا أنصرف حتى أطأ بلادهم وأختم ملوكهم وأجبي خراجهم.

 

فساروا وعليهم هبيرة فلما قدموا عليهم دعاهم ملك الصين فلبسوا ثيابا بياضا تحتها الغلائل وتطيبوا ولبسوا النعال والأردية ودخلوا عليه وعنده عظماء قومه فجلسوا ولم يكلمهم الملك ولا أحد ممن عنده فنهضوا فقال الملك لمن حضره: كيف رأيتم هؤلاء؟ فقالوا: رأينا قوما ما هم إلا نساء. فلما كان الغد دعاهم فلبسوا الوشي والعمائم الخز والمطارف وغدوا عليه فلما دخلوا قيل لهم ارجعوا وقال لأصحابه كيف رأيتم هذه الهيئة؟ قالوا أشبه بهيئة الرجال من تلك، فلما كان اليوم الثالث دعاهم فشدوا سلاحهم ولبسوا البيض والمغافر وأخذوا السيوف والرماح والقسي وركبوا. فنظر إليهم ملك الصين فرأى مثل الجبل فلما دنوا ركزوا رماحهم ودفعوا خيلهم كأنهم يتطاردون. فقال الملك لأصحابه: كيف ترونهم؟ قالوا ما رأينا مثل هؤلاء!

 

فلما أمسى بعث إليهم أن ابعثوا إلي زعيمكم فبعثوا إليه هبيرة فقال له ملك الصين: "قد رأيتم عظم ملكي وأنه ليس أحد منعكم مني وأنتم في يدي بمنزلة البيضة في كفي وإني سائلكم عن أمر فإن لم تصدقوا قتلتكم". قال: سل. قال: "لم صنعتم بزيكم الأول اليوم الأول والثاني والثالث ما صنعتم؟". قال هبيرة: "أما زينا الأول فلباسنا في أهلنا والثاني فزينا إذا أمنا أمراءنا والثالث فزينا لعدونا". قال: "ما حسن ما دبرتم دهركم فقولوا لصاحبكم ينصرف فإني قد عرفت قلة أصحابه وإلا بعثت إليكم من يهلككم". فقال له هبيرة: "كيف يكون قليل الأصحاب من أول خيله في بلادك وآخرها في منابت الزيتون؟ وأما تخويفك إيانا بالقتل فإن لنا آجالا إذا حضرت فأكرمها القتل ولسنا نكرهه ولا نخافه وقد حلف أن لا ينصرف حتى يطأ أرضكم ويختم ملوككم ويعطى الجزية".

 

أعادت هذه المقالة ملك الصين إلى صوابه فاعتدل في كلامه وقال لهبيرة: فما الذي يرضي صاحبكم؟. قال: إنه حلف ألا ينصرف حتى يطأ أرضكم، ويختم ملوككم، ويعطى الجزية. قال: فإنا نخرجه من يمينه ونبعث تراب أرضنا فيطأه ونبعث إليه ببعض أبنائنا فيختمهم ونبعث إليه بجزية يرضاها فبعث إليه بهدية وأربعة غلمان من أبناء ملوكهم ثم أجازهم فأحسن فقدموا على قتيبة فقبل قتيبة الجزية وختم الغلمان وردهم ووطئ التراب.

 

فقال سوادة بن عبد الملك السلولي:

 

لا عيب في الوفد الذين بعثهم ** للصين إن سلكوا طريق المنهج

 

كسروا الجفون على القذى خوف الردى ** حاشا الكرم هبيرة بن مشمرج

 

أدى رسالتك التي استرعيته ** فأتاك من حنث اليمين بمخرج

 

وختاما نقول: ما كانت الصين لتستأسد على أهلنا الإيغور وتمنعهم من عبادة ربهم وأداء شعائرهم لولا هذه المواقف الذليلة لحكام المسلمين، فاللهم أعد علينا عز الإسلام بدولة منيعة مهابة الجانب تحرر البلاد وتوحد الأمة وتحمي المستضعفين وتنسي الطغاة وساوس الشيطان.

 

﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هدى محمد (أم يحيى)

آخر تعديل علىالأحد, 06 آب/أغسطس 2017

وسائط

3 تعليقات

  • سفينة النجاة
    سفينة النجاة الأحد، 06 آب/أغسطس 2017م 11:59 تعليق

    بارك الله فيكم

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأحد، 06 آب/أغسطس 2017م 11:59 تعليق

    جزاكم الله خيرا

  • نسائم الخﻻفة
    نسائم الخﻻفة الأحد، 06 آب/أغسطس 2017م 10:43 تعليق

    بارك الله فيكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع