- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل فاز بشار فعلاً؟
(مترجم)
الخبر:
علق المبعوث الخاص للأمم المتحدة (ستافان دي ميستورا) مؤخراً خلال الفترة التي سبقت محادثات وقف إطلاق النار في كازاخستان قائلاً: قد آن الأوان لتعترف قوات المعارضة بأنها لم تفز بالحرب السورية التي دامت ست سنوات ونصف. "بالنسبة للمعارضة فإن الرسالة واضحة جدا: إن كانوا يخططون للفوز بالحرب، فإن الحقائق تثبت أنهم ليسوا بفائزين. وقد حان الوقت ليعم السلام".
التعليق:
إذا ما قارنا هذا التصريح مع الحقائق على الأرض، يمكننا أن نرى طول الطريق أمام سوريا. فمنذ سقوط حلب في كانون الثاني/يناير 2017 أعلن بشار الأسد النصر لأنه اعتبر أنه سدد ضربة قوية للجماعات المعارضة. إن أهل سوريا والمعارضة في حلب الذين صمدوا في أكبر مدينة في سوريا قد تخلت عنهم تركيا في أهم محنة تمر عليهم، على الرغم من الحصول على أسلحة سابقاً. ولم يكن أمام المقاتلين المحاصرين على مدى شهور طويلة أو سكان حلب أي خيار سوى قبول الشروط، خاصة وأن تركيا قد تخلت عنهم. فمنذ الاستسلام فإن إدلب هي المنطقة الوحيدة التي يتركز فيها المقاتلون من المعارضة.
بالرغم من أن الانتصار في حلب يميل لصالح الأسد فإن الحقيقة لا يزال مفادها أن النظام في دمشق يفتقر إلى المقاتلين للفوز بالبلد بأكمله. فمنذ سقوط حلب بدأت مرحلة جديدة من القتال، حيث حاول النظام تعزيز انتصاراته. وقد حدثت العديد من المواجهات منذ سقوط حلب بين القوات الكردية وتنظيم الدولة في الرقة ودير الزور. وقد واجه الجيش السوري حالات من الهروب والوفيات والخسائر الكبيرة، وهذا هو السبب في حاجته لمساعدة إيران وروسيا. وليس لدى النظام القدرة على مراقبة المناطق التي يدعي أنه انتصر فيها. ومن عدة جوانب فإن النظام السوري قد دمر نفسه أثناء محاولته الفوز.
مع العلم بهذه الحقيقة إلا أنه تم توقيع مذكرة في أيار/مايو 2017 بين روسيا وإيران وتركيا وبعض الفصائل المعارضة. وفي مؤتمر أستانة الرابع "المناطق الآمنة" تم الاتفاق على أن تصبح مناطق "لا قتال فيها" وسيتم بناء نقاط تفتيش على طول حدود هذه المناطق لضمان حرية تنقل المدنيين العزل، ولضمان وصول المساعدات الإنسانية واستمرار الأنشطة الاقتصادية. وستكون كل هذه المناطق خاضعة لسيطرة إيران وتركيا وروسيا. من هذا يمكن أن نرى أن النظام السوري لن يكون قادراً على تعزيز مكانته في جميع أنحاء البلاد، الأمر الذي قد يؤدي إلى انخراط النظام في حرب العصابات وفقدان هذه الأراضي مرة أخرى. وهذا هو السبب في أن القوى الدولية والإقليمية ستقدم دعما كبيراً للأسد إن كان الشعب في سوريا سيفوز.
لقد فشل مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستيفان دي ميستورا في وضع الحل السياسي لسوريا. إن الحل السياسي بمظاهره المختلفة من جنيف وأستانة والرياض ينهي الثورة ويحافظ على النظام في دمشق. ولكن بجميع أشكاله لم يشمل أبداً غالبية المجموعات المعارضة، وهذا هو السبب في فشل المحادثات دائماً. وبعد نصف عقد من توفير غطاء للنظام فشل العالم في فرض حل سياسي على الشعب السوري.
والتعليقات التي أبداها الجميع حول بداية انتهاء الثورة في سوريا سابقة لأوانها، وتؤثر على الحقائق على الأرض، حيث لا يتمتع النظام بأي قدرة على تنفيذ أمره على الدولة أو المدن أو البلدات.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عدنان خان
وسائط
1 تعليق
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم