السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فلسطين بين الوعد الرباني الحق ووعد بلفور الأثيم

 

 

 

الخبر:

 

تصادف اليوم 2017/11/02م الذكرى المئوية لوعد بلفور الأثيم...

 

التعليق:

 

"وعد بلفور" الأثيم كان، في ظاهره، وعداً من قبل الحكومة البريطانية موجهاً إلى شخص (حاييم وايزمن)، تتعهد فيه الحكومة البريطانية بالمساعدة في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. هذا الوعد، الذي صدر في الثاني من تشرين الثاني 1917م، أي في أوج الحرب العالمية الأولى التي لم تكن قد وضعت أوزارها بعد، هو باطل جملة وتفصيلا لصدوره عن دولة تمنح أرضاً ليست لها، لشعب مبعثر في العالم، على حساب شعب راسخ الجذور في أرضه عبر القرون.

 

عادة ما ينصبّ الغضب الشعبي على بريطانيا، وفي هذا الخضم، يتم القفز فوق حقيقة وعد بلفور الذي جسد إرادة الدول المستعمرة في حينها: فرنسا وإيطاليا وأمريكا، بالإضافة لبريطانيا صاحبة الوعد الأثيم، وبموافقة اليابان بل وبابا الفاتيكان بينيدكت الخامس عشر الذي صرح في 4 أيار 1917م بأن اليهود والنصارى سيكونون جيرانا متفاهمين في فلسطين. ووعد بلفور كان سيبقى حبراً على ورق لولا احتضان "عصبة الأمم" له وتبنيه حين أدرجته كاملا في نص صك الانتداب الممنوح لبريطانيا على فلسطين. بل إن صك الانتداب منح وعد بلفور شرعية أكبر حين نص على أنه "يجسد الصلة التاريخية بين اليهود وفلسطين ما يشكل الأرضية القانونية لإعادة بناء وطنهم القومي فيها".

 

فواقع الأمر أن عصبة الأمم هي التي حولت الوعد إلى وثيقة قانونية دولية، بينما كان هذا الوعد صادراً عن جهة استعمارية فاقدة للشرعية ولا تملك الصلاحية لاغتصاب الأرض. وبالطبع جاءت منظمة الأمم المتحدة سنة 1947 لتكرس هذا الوعد في ظل "الشرعية الدولية" و"القانون الدولي".

 

وهكذا يتضح أن إرادة الدول المستعمرة، برئاسة رأس الكفر يومذاك بريطانيا، هي التي أرادت إيجاد هذا الكيان الغاصب في أرض الإسراء والمعراج وأولى قبلتي المسلمين. وبعد هذا كله يأتي المتفذلكون الداعون إلى تحرير "ما أمكن" في ظل "المواثيق الدولية" و"الشرعية الدولية" وقرارات "الأمم المتحدة ومجلس الأمن". ومَن رفع، فيما مضى شعارات "تحرير فلسطين من البحر إلى النهر" انتهى متعذرا بأن سقف المجتمع الدولي لا يسمح بأكثر من أوسلو، وإقامة شبه دويلة مسخ على أي شبر محرر من فلسطين "67"! مع يقينهم أنه ما من تحرير غير الضحك على الذقون، فتحرير أي شبر مرهون بموافقة يهود وكرمهم بالسماح بهذا القدر أو ذاك من فتات خدمات يمنون بها على المنبطحين أمامهم المتسولين لمناصب وأوصاف ما أنزل الله بها من سلطان على شاكلة وزارة وحكومة وبرلمان، بينما هم في حقيقتهم ليسوا أكثر من حماة لكيان يهود يترصدون العاملين للتحرير الفعلي ليس فقط لأرض فلسطين بل لتحرير الأمة من الهيمنة الاستعمارية التي فرضها الغرب الكافر بعد هدم دولة الخلافة. فما كان ليهود أن يدنسوا أرض الإسراء والمعراج لولا ضياع دولة الخلافة، وفلسطين لن تتحرر إلا بعودة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ومع هذا كله فوعد الله هو الحق ولو كره المرجفون، قال تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور عثمان بخاش

مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالأربعاء, 01 تشرين الثاني/نوفمبر 2017

وسائط

1 تعليق

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الخميس، 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2017م 17:31 تعليق

    ان وعد الله هو الحق ولو كره المرجفون. (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ)

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع