- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
القدس عاصمة الخلافة على منهاج النبوة وليست عاصمة كيان يهود ولا سلطة أوسلو
الخبر:
بتاريخ 2017/12/06 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لكيان يهود، وتناقلت العديد من وسائل الإعلام أنه قبل إعلانه هذا اتصل بسلمان ملك آل سعود، وملك الأردن عبد الله ورئيس مصر السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية عباس يطلعهم على عزمه إعلان القدس عاصمة أبدية لكيان يهود.
التعليق:
أمام هذا الإعلان الذي يكرس واقع الاحتلال وأمام تخاذل حكام البلاد الإسلامية، تداعت الحركات والأحزاب والفعاليات الشعبية للتنديد بهذا القرار والتعبير عن غضبها في مسيرات ومظاهرات وفعاليات تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين"، ولكل في هذا الشعار شأنه؛ فعموم الأمة ينادون بالقدس كامل القدس عاصمة، والحكام ومن رضي بدولة على حدود 67 من الحركات إسلامية وغير إسلامية ومن الأحزاب والمنظمات يهتفون بالقدس عاصمة ويهمسون بين أضلعهم "قدس شرقية"، فهم قد اعترفوا لكيان يهود بالوجود على ما قبل 67 ومنها الشطر الغربي من القدس، وفي رفعهم لهذا الشعار تدليس على المسلمين وسوقهم لحل الدولتين وهم لا يشعرون وسنراهم يهرولون إلى بريطانيا وفرنسا وروسيا بدعوى أنهم اعترضوا على قرار ترامب ويريدون القدس عاصمة للفلسطينيين دون أن يذكروا أنهم إنما يقصدون تقسيم القدس بين المحتل وأهل البلد أو تدويلها فيخلف احتلال احتلالا.
وتوجيهاً للمسلمين، نقاط ثلاث ينبغي أن تصير قطعيات تحدد معالم السير لتحرير بيت المقدس وسائر فلسطين:
1- إن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أعداء يجب اتخاذ حالة العداوة تجاههم ولا يقبل بوساطتهم ومشاريعهم وحلولهم لقضية فلسطين، فبريطانيا أنشأت كيان يهود، وفرنسا أمدته بأسباب القوة النووية، وأمريكا رعته ودعمته ودافعت عنه إلى أن أعلنت القدس عاصمة له.
2- إن حكام المسلمين جميعا باعوا وسمسروا ولم نر لهم سابقة خير لتحرير فلسطين، وعلماء السوء من حولهم يزينون لهم أعمالهم ويمدونهم في الغي، فالواجب على كل مسلم أن لا يصدق الحكام وبطانتهم في كذبهم وأن لا يعينهم على ظلمهم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ». قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي فَمَنْ أَتَى أَبْوَابَهُمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلا يَرِدُوا عَلَى حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ أَبْوَابَهُمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ وَسَيَرِدُونَ عَلَى حَوْضِي».
3- إن فلسطين بلاد إسلامية محتلة وتحريرها لن يكون إلا باجتثاث كيان يهود وقتاله، فالانتفاضة المطلوبة هي انتفاضة الأمة على عروش الحكام لتحرير الجيوش التي تحرر فلسطين.
لقد وعد ترامب كيان يهود بالقدس عاصمة أبدية له، والله وعد عباده الصالحين بدخول الأرض المقدسة وبشرنا رسول الله rبأن الخلافة كائنة ببيت المقدس، قال رسول الله rللصحابي الجليل ابن حوالة: «إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةِ فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَابِلُ وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْ النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ» رواه أبو داود، وأنبأنا rأن عقر دار الخلافة بيت المقدس أي عاصمتها، ورد في تاريخ ابن عساكر، عَنْ يُونُسَ بْنَ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: «هَذَا الأَمْرُ كَائِنٌ بَعْدِي بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ بِالشَّامِ، ثُمَّ بِالْجَزِيرَةِ، ثُمَّ بِالْعِرَاقِ، ثُمَّ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَإِذَا كَانَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَثَمَّ عُقْرُ دَارِهَا، وَلَنْ يُخْرِجَهَا قَوْمٌ فَتَعُودَ إِلَيْهِمْ أَبَدًا». فأيهم أصدق حديثا ترامب أم الله ورسوله r؟ كذب ترامب وصدق الله ورسوله r.
إن القدس لن تكون عاصمة أبدية لكيان يهود ولا يجوز أن تكون عاصمة فلسطين بحدود سايكس وبيكو الوطنية، فهي عاصمة الخلافة وعقر دارها والخلافة كائنة بإذن الله «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ رَاشِدَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن عبد الله
وسائط
1 تعليق
-
تعليق ممتاز بوركتم