- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
بيانات الجامعة العربية والقمّة (الإسلامية) حول القدس
الخبر:
قال بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن البيان الصادر عن الجامعة العربية في اجتماعها حول القدس، لم يتضمن موقفا أو إجراء واحدا ضد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وقرار إعلانه للقدس عاصمة لكيان يهود.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية على لسان قاسمي قوله: "إن ذلك متوقع" مضيفا: "البيان لم يكن قويا ولم يكن بمستوي مبادئ القضية الفلسطينية والتي يعتبرها العرب قضيتهم الأولى.. والسبب هو اللامبالاة أو اعتماد سياسة خاصة أدت إلى إصدار بيان بهذا المستوى".
ولفت قاسمي إلى أن: "القمة الإسلامية ستعقد بمشاركة الرئيس روحاني ونأمل بتوصل المشاركين في المؤتمر إلى نتائج إيجابية".
ومن جانبه تعهد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن تصدر قمة اسطنبول (الإسلامية) ما أسماه: "رسالة قوية بشأن القدس" والتي تنعقد اليوم الأربعاء بدعوة من الرئيس التركي أردوغان.
التعليق:
إنّ قادة تركيا وإيران لم يعجبهم البيان الهزيل الذي صدر عن الجامعة العربية المتعلّق بالقدس لأنّه "لم يتضمن موقفا أو إجراء واحدا ضد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وقرار إعلانه للقدس عاصمة لكيان يهود"، ولأنّه "لم يكن بمستوى مبادئ القضية الفلسطينية والتي يعتبرها العرب قضيتهم الأولى" وذلك وفقاً لكلام بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ولأنّه كذلك لم يُرسل: "رسالة قوية بشأن القدس" وفقاً لكلام وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي يريد هو ورئيسه أردوغان إرسال رسالة قوية من القمة (الإسلامية) أقوى من بيان الجامعة العربية البائس.
ولكن ما هي هذه الرسالة القوية ذات المفعول السحري التي يريد حكام تركيا وإيران إرسالها زيادة عن رسائل الشجب والاستنكار التي اعتادت الجامعة العربية على إرسالها؟!
وفقاً لما كشفه أوغلو فإنّ الرسالة القوية المتميزة عن رسائل الجامعة العربية الضعيفة تتلخص في "دعوة دول العالم التي لم تعترف بعد بفلسطين إلى الاعتراف بها الآن"، هذه هي الرسالة الجديدة، هذه هي القنبلة التركية الفتّاكة التي ستفجرها حكومة أردوغان في وجه أمريكا وكيان يهود! فيا لها من مهزلة!.
فعلى الأقل لو أعلن حكام تركيا قطع العلاقة الدبلوماسية لدولتهم مع كيان يهود لكان هناك شيء جديد في بيانهم يختلف عن بيان الجامعة العربية، أمّا أن يطلبوا من الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين الاعتراف بها فهذه هي قمة السذاجة والتفاهة والمزايدة.
أمّا حكام إيران الذين أصمّوا آذاننا بالحديث عن القدس وجيش القدس ويوم القدس فقد حوّلوا قواتهم للقتال الفعلي في سوريا والعراق واليمن بدلاً من القتال في فلسطين والقدس، لقد أمعنوا في سفك دماء المسلمين، والدفاع عن الطواغيت والقتلة، ونشر الفوضى والمذهبية البغيضة في ديار المسلمين، بينما ما زالوا مستمرين في المزايدة بالحديث عن مواجهة العدوان الأمريكي والصهيوني.
إنّ فلسطين تحتاج لمن يحرّرها لا لمن يعترف بها نظرياً، إنّها تحتاج لمن يُعلن الجهاد الفعلي لتخليصها من نير الغاصبين وليس لمن يُعلن النفير العام ضد ثورة الشام، ويستجلب لمحاربتها كل مرتزقة الطائفية من كل حدبٍ وصوب، إنّها تحتاج إلى تحريك الجيوش لإنقاذها من براثن الاستعمار الصليبي واليهودي وليس إلى حشد الحشود لخوض الحروب في العراق وسوريا واليمن.
فمزايدات حكام تركيا وإيران حول القدس بقمة اسطنبول لم تختلف كثيراً عن مزايدات الجامعة العربية، والمُتاجرة بالقضية الفلسطينية من قبلهم وقد باتت مفضوحة أمام الشعوب الإسلامية، ولا فرق في ذلك بين خونة الغرب وخونة الترك والفرس، فكلهم يسيرون في الطريق نفسه، وكلهم يزايدون ويبيعون الأوهام للشعوب الإسلامية، ولكنّهم لن يستطيعوا الاستمرار في خداع المسلمين بالعبارات المخادعة والشعارات الزائفة إلى ما لا نهاية، فحبل الكذب قصير، واللعب بقضايا الأمة المصيرية لن يُفضي إلاّ إلى كشف المُتآمرين عاجلاً أم آجلاً.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني