- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
البلاغة لا تكون بالرد الخطابي على إعلان ترامب
(مترجم)
الخبر:
في يوم الجمعة الماضي، 22 كانون الأول/ديسمبر 2017، وضع المنافسون السياسيون في ماليزيا خلافاتهم جانباً، للتوحد خلف مسيرة "التضامن لإنقاذ بيت المقدس" والتي انطلقت من مسجد بوترا في بوتراجايا. وقد حضر الآلاف لدعم هذه المسيرة بما في ذلك رؤساء السلطة الدينية وأحزاب المعارضة. وقد ألقى رئيس وزراء ماليزيا، نجيب، كلمة قوية جداً خلال المسيرة "نحن لن نتغير، ولن نتزحزح في دفاعنا عن محنة الفلسطينيين؛ وإعادة بيت المقدس لهم... حتى لو أدى ذلك لتقطيعي إرباً، فلن أتخلى عن ذلك حتى آخر رمق، ونحن لن نتزحزح". هذه ثاني مسيرة تنظمها الحكومة للتضامن مع المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد في جميع أنحاء العالم. ففي كانون الأول/ديسمبر 2016، نظم نجيب مسيرةً مماثلةً لدعم مسلمي الروهينجا.
التعليق:
إن الشخص العاقل الذي يشهد هذه الأحداث لا يسعه إلا أن يتساءل عن السبب في عقد مثل هذه المسيرات من قبل الحكومة ذات السلطة عندما يكون من المفترض على هؤلاء الأشخاص أصحاب السلطة والقوة أن يقوموا بالعمل على حل مثل هذه القضايا؟! فعندما تم تنظيم المسيرة لدعم الروهينجا، قام نجيب أيضاً بإلقاء خطاب ناري ذكر فيه "أرفض أن أغلق عيني وفمي. وسوف أستمر في القتال حتى يشعر الروهينجا بالأمان". وكما هو الحال في اضطهاد المسلمين في ميانمار، فإن مسألة بيت المقدس وفلسطين ككل لا يمكن أبداً حلها من خلال الخطابات من قبل السياسيين. وحتى اليوم، لا يزال يعيش مسلمو الروهينجا في اضطهاد. والاتفاق المبرم بين ميانمار وبنغلاديش للسماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم هو في أحسن الأحوال جهد ضعيف لا يذكر لإظهار أن شيئاً "ملموساً" قد حصل. وعندما أعلن ترامب أن مدينة القدس هي عاصمة لكيان يهود، فإن القادة المسلمين، بما في ذلك نجيب اجتمعوا في اسطنبول، وألقوا المزيد من الخطابات.
ومن المؤكد أن كل شخص عاقل يرى أن التجمعات والمسيرات التي تنظمها الحكومة تعمل فقط لجذب مشاعر أهل ماليزيا وإظهار أن الحكومة "تفعل شيئاً" على الرغم من أن هذا في الواقع لن يحل مشكلة بيت المقدس أو فلسطين. إن واجب الحكومة هو إعلان الجهاد لتحرير بيت المقدس، وليس عقد التجمعات والمسيرات. أما بالنسبة للأمة فمن المؤكد أن تنظيم التجمعات والمسيرات هو ما تقدر عليه، ولكن بالنسبة للحكومة، فإن السلطة في يدها وعليها حشد الجيوش، وليس عقد التجمعات والمسيرات الخطابية. إن حكام المسلمين جميعهم، على الرغم من خطاباتهم النارية، لا يزالون متمسكين بحل الدولتين وبحدود فلسطين عام 1967، والتي هي بوضوح أشكال "للاعتراف" باحتلال واستيطان كيان يهود للأراضي الفلسطينية، وهي خيانة واضحة لبيت المقدس وللإسلام وللمسلمين. على الرغم من الخطابات النارية، فلم يتجرأ أي بلد من البلاد الإسلامية، بما في ذلك ماليزيا، على التهديد، بطرد سفراء أمريكا من بلادهم! والأسوأ من ذلك أن تركيا تعلن أن علاقاتها الاقتصادية مع كيان يهود تزداد قوة بحلول العام!
إن بيت المقدس لن يتحرر أبداً بالخطابات النارية لحكام المسلمين. إن الأرض المباركة لن تتحرر إلا بالجهاد. إن واجب حكام المسلمين هو إرسال الجيوش للجهاد في فلسطين من أجل تحرير بيت المقدس من قبضة كيان يهود، المدعوم من أمريكا. ومع ذلك، وبالنظر إلى ردهم الحقيقي على هذه القضية، فإنه ليس من المتوقع أن يقوم هؤلاء الحكام بإعلان الجهاد ضد كيان يهود. إن أملنا الوحيد هو بالخلافة. إن العمل على إقامة خلافتنا الراشدة الثانية على منهاج النبوة، واجب على جميع المسلمين، والتي حال إقامتها قريباً بإذن الله سوف تفرض الجهاد من أجل تحرير بيت المقدس كما فعل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصلاح الدين الأيوبي.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور محمد – ماليزيا
وسائط
1 تعليق
-
الحكام العرب تسمع جعجعتهم ولا ترى طحنا
لا يعرفون من الكلام سوى التنديد والاستنكار والشجب وفي أحسن الظروف خطابات نارية لكن لا يوجد
اي اثر لتحركات ملموسة فهم كالنعام يدسون رؤوسهم في التراب خوثفا على كراسيهم
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل حاكم خان الأمانة