- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تعويد الصغيرات على الالتزام هو من الإسلام؛ فما لكم كيف تحكمون؟!
الخبر:
قالت الإدارة الروحية للمسلمين في كازاخستان إنه من الخطأ أن يُلبس الخمار للفتيات في التاسعة من العمر، حيث إن بلوغ الفتيات سن التكليف يأتي في سن 15 وليس في 9 سنوات.
"ففي الشريعة الإسلامية، النظر إلى الفتيات في عمر 9 سنوات كبالغات غير صحيح، والعلماء المسلمون، استنادا إلى خصائص فسيولوجيا المرأة، مع الأخذ بعين الاعتبار الرأي العام، قد حددوا سن البلوغ للبنات بـ15 عاما"، ولذلك أعلنت الإدارة الروحية للمسلمين في كازاخستان أنه في تلك السن فقط يمكن لفتيات المدارس البدء في ارتداء الخمار".
وذكر في الخبر: "إنّ الإسلام لا يلزم فتاة صغيرة ليس لديها وعي كامل بارتداء الحجاب. نحن ننصح النساء المسلمات في بلادنا أن يلبسن بتَجَوُّدِ، والتمسك بتلك المعايير من الملابس التي تتوافق مع عادات وتقاليد الشعب الكازاخستاني. في تقاليد شعبنا، فلم يكن من المعتاد ارتداء الحجاب والبرقع". وقد أثارت الإدارة الروحية للمسلمين من قبل مسألة ارتداء الخمار في سنة 2016، ونصح ممثلو رجال الدين الآباء والأمهات أن لا يحملوا بناتهم القاصرات على ارتداء الخمار". (موقع إنفورم بيورو)
التعليق:
في السنة الدراسية 2017 وفي أكثر محافظات كازاخستان لم يُسمح بالدخول إلى المدارس للفتيات اللواتي يرتدين الخمار بسبب المنع الرسمي من قبل الحكومة. والفتوى التي أصدرتها الإدارة الروحية للمسلمين في كازاخستان الآن حول سن البلوغ هي في حقيقة الأمر من قبيل مساعدة الحكومة في إجراءاتها المحاربة للباس الشرعي؛ لأنه ومنذ سنوات عدة تشن الحكومة حربا بلا هوادة ضد الجلباب والخمار الشرعيين. فعلى ما يبدو هي تسعى لمنع ازدياد أعداد الفتيات المحجبات والأولاد الصغار التي ينشأون على شريعة الله من الطفولة خوفا منهم في المستقبل.
صحيح أن سن البلوغ وفق شريعة الإسلام لم يُحدد بالتاسعة وفي تلك السن لا يعدّ الأولاد مُكًلًّفين ولا يُجبرون على الالتزام بأحكام الشريعة، ولكن ذلك لا يعني عدم السماح لهم بذلك بل ينبغي السعي لتعويدهم على فعل الطاعات وترك الحرام مثل تعويد الصغيرات على ارتداء الجلباب والخمار، وأداء الصلاة، والصوم، وطلب العلم وهلم جرا. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمُ الصَّلَاةَ إِذَا بَلَغُوا سَبْعًا فَإِذَا بَلَغُوا عَشْرًا فَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ».
إنّ الفتيات اللواتي يرتدين الخمار في سن صغيرة يثرن فزع حكومة كازاخستان لأنهن بشائر الجيل القادم التقي النقي، فرغم محاربة حكومة كازاخستان للباس الشرعي من سنوات عدة إلا أنها لم تستطع قلع الإسلام من قلوب المسلمات، بل حتى تلك الصغيرات لم يجزعن ولم ينزعن الخمار فقد اخترن ترك التعلم في المدارس الحكومية.
إنّ على الإدارة الروحية للمسلمين في كازاخستان بدل تضليل المسلمين وإبعادهم عن الإسلام بفتاويها الضالة، عليها حثهم أي الآباء والأمهات على تربية أولادهم وفق شريعة الإسلام وتقوية صلتهم بالله وتنمية حبهم للطاعات منذ الصغر لو كانوا يفقهون. فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن النبي r قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مخلصة الأوزبيكية