- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مؤتمر حوار الأديان بعنوان "الأديان وحقوق الإنسان"
في ظل نظام من تشريع الإنسان
الخبر:
يُعقد في العاصمة القطرية، الأسبوع المقبل، مؤتمر الدوحة الـ13 لحوار الأديان. وينظم مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان (حكومي) هذا المؤتمر، يومي 20 و21 شباط/فبراير الجاري، تحت عنوان "الأديان وحقوق الإنسان".
وخلال مؤتمر صحافي في الدوحة، قال رئيس مجلس إدارة المركز إبراهيم النعيمي، إن "المؤتمر سيتناول حقوق الإنسان من وجهة النظر الدينية، وموقف الأديان من انتهاك حقوق الإنسان، وتفعيل القيم الدينية لتعزيز القوانين الدولية لدعم حقوق الإنسان". (القدس العربي)
التعليق:
تأسس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان عام 2007، وهو مؤسسة قطرية معنية بحوار الأديان والثقافات، وتتبع وزارة الخارجية. وقد تم اختيار عنوان مؤتمر الدوحة الـ13 لهذا العام "الأديان وحقوق الإنسان" في ظل عالم تتعرض فيه هذه الحقوق لانتهاكات متواصلة من جانب الدول والجماعات والأفراد، وفق تصريحات رئيس مجلس إدراة المركز إبراهيم النعيمي.
سنوات وبلاد المسلمين ترعى عقد مؤتمرات حوار الأديان في سبيل مواءمة وموافقة الدين الإسلامي لكل الأديان، وكأن المشكلة لديهم تتمحور بأحكام الدين الإسلامي حتى يتم تمييعها كل سنة وفق أجندة السياسات الخارجية للبلاد الغربية التي جعلت الإسلام هو (الإرهاب). فحوار الأديان وما يعنيه من تنازل وتطويع للأحكام الشرعية مرفوض ومستهجن لدى الواعين من المسلمين.
كما تجدر الإشارة إلى أن شعار حقوق الإنسان مرفوض أيضاً لأنه آت من المبدأ الرأسمالي بعقيدته الفاسدة المنتنة وكونها تعبيراً عن نظرة هذا المبدأ للفرد والمجتمع. إذ نشأت فكرة حقوق الإنسان في أوروبا في القرن السابع عشر الميلادي، بعد أن انتصر رجال الفكر على رجال الكنيسة، فقرروا فصل الدين عن الحياة، وبرزت فكرة حقوق الفرد مقابل الدولة، التي أصبحت تعرف فيما بعد بحقوق الإنسان، والتي اكتسبت بعداً دولياً بعد الحرب العالمية الثانية، على يد هيئة الأمم المتحدة، لتصبح بمثابة قانون دولي على مقاييس دول الغرب الكافرة.
تلك الدول الكبرى التي تمارس أعمالاً بعيدة كل البعد عن كرامة الإنسان، فهي تمارس التمييز العنصري، وتمارس سياسة الاستعمار ضد غيرها من الشعوب، وتكيل بمكيالين في مواقفها من المشاكل الدولية، حاملة مشعل حقوق الإنسان لما له من بريق أخّاذ في عيون الكثيرين من المسلمين، بسبب الظلم والبطش الواقع عليهم من حكامهم. فأتت تلك الدول المستعمرة ورفعت شعار رفع الظلم وحماية الحريات، ولكن على طريقتها ووفق وجهة نظرها في الحياة.
فتكون بذلك فكرة (حقوق الإنسان) كما (حوار الأديان) فكرة رأسمالية استعمارية، لا تمت إلى أفكار الإسلام بصلة، لأنها بنيت على أساس مناقض للإسلام، باستبعاد فكرة وجود قوانين إلهية تُحدّد حقوق الإنسان واستبدال قوانين مستندة إلى العقل البشري بها.
فعلى المسلمين أن لا يُخدعوا بالشعارات الزائفة، وبالمصطلحات الغربية البراقة، وأن يزنوا أفعالهم وكل ما يعترضهم من مشكلات وكل ما يستجد من أحداث ومصطلحات، في ميزان الشرع لا غير، قال تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ فبالإسلام وحده، نُخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن الركون لحقوق الإنسان إلى معرفة الحقوق الشرعية للإنسان.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى