- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تغول المخابرات على القضاء في الأردن
الخبر:
نقلت قناة رؤية بعضا من وقائع محاكمات أجرتها محكمة أمن الدولة في قضايا عدة أهمها محاكمة الأستاذ حمزة بني عيسى بتهمتي "مناهضة نظام الحكم" و"الانتماء لجمعية غير مشروعة"، ثم أتبعتها بمحاكمة الذين سطوا على بنك والذين قاموا بأعمال إرهابية.
التعليق:
إن التخبط في وضع القوانين والتشريعات واضح وجلي في النظام الأردني. كانت محكمة أمن الدولة سابقا ترجع قضايا شباب حزب التحرير إلى محاكم مدنية لعدم اختصاصها فتحكم المحكمة بالبراءة أو السجن بضعة شهور، أما اليوم وبقدرة قادر صارت محكمة أمن الدولة هي صاحبة الاختصاص في محاكمة المدنيين وإصدار الأحكام المغلظة عليهم، وتغولت السلطة الأمنية على السلطة القضائية بفرض أحكام السجن المغلظة عليهم وعدم قدرة القاضي على القضاء بمقتضى القانون؛ فمواد القانون أصنام من تمر يأكلها عُبّادها متى تعارضت القوانين مع رغباتهم.
وكذلك تغولت السلطة الأمنية على السلطة السياسية فلم يعد المحافظ أو المتصرف قادراً على رعاية شؤون رعاياه بما يمليه عليه القانون رغم أنه قانون بشري قاصر عن تحقيق العدالة، كما أن قيام قيّم محكمة أمن الدولة بجعل المحاكمات العلنية والجمع بين محاكمة حزب التحرير ومحاكمة السطو على بنك ومحاكمة إرهابيين تبعث برسالة خفية للمتلقي أن جريمة سرقة البنك والعمل الإرهابي تساوي الانتماء إلى حزب التحرير الذي يسعى بالطرق السلمية إلى إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة!!
إلى متى يستمر النظام القمعي الظالم في الأردن بالتغول على الدولة التي يتغنون أنها دولة القانون والمؤسسات ويسعون إلى تسويق هذه الدولة المدنية للناس ومع ذلك هم أول من ينقضها؟!
وإلى متى يبقى النظام القمعي الظالم يستقوي على الناس ويزج بهم في السجون والمعتقلات بسبب مقال أو إعجاب ويطلب منه فوق ذلك أن يمول النظام وينفق عليه من قوته وقوت عياله ويطلبون منه أن يكون جنديا وحارسا أمينا يدافع عنه؟!
فليتق الله واضع القانون ومنفذه فهم في الإثم سواء، وليتق الله القاضي الذي يقضي بما يفرض عليه من المخابرات، والأولى به أن يبرئ حملة الدعوة إلى الله لا أن يجرمهم ويعصي أمر الله، ويطيع غيره في ظلمه، وأذكر القضاة الحاليين بالقضاة الرجال الذي رفضوا الخضوع لأحكام المخابرات الجاهزة في قضية مؤتة وقدموا استقالاتهم الواحد تلو الآخر ورفضوا طاعة المخابرات في ظلمهم، فاتقوا الله في أنفسكم وانظروا حولكم إلى المصائب التي يبتلى بها رجل المخابرات في نفسه وعياله وأهله عقوبة له على الظلم والبغي...
عافانا الله وإياكم من عذاب الله وسوء العاقبة...
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة عبد الله – ولاية الأردن