- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ستنهي حكم كل طغاة العالم
الخبر:
ابن سلمان: لن يوقفني عن الحكم إلا الموت (الجزيرة نت 2018/03/19)
التعليق:
نجد والحجاز بلاد الرسول محمد r والصحابة الكرام، مهبط الوحي، فيها بدأ الإسلام ومنها انتشر نوره، وكانت هجرته r إلى المدينة المنورة، نقطة البداية في بناء الدولة الإسلامية، حافظ الخلفاء الراشدون عليها أشد المحافظة وكذلك استمر الخلفاء على مدى عصور الدولة الإسلامية ملتزمين بالنظام الإسلامي إلى أن هدمت الخلافة وظهر من البقعة الطاهرة نفسها مَنْ عطل النظام وهدر الأموال وضيع البلاد وأفقر العباد وأذاق الأمة ضنك العيش.
ففي نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، سعت بريطانيا إلى ضرب الدولة الإسلامية من الداخل، عن طريق عميلها المؤسس الأول للدولة السعودية عبد العزيز بن محمد بن سعود، ثم تحولت تحولا كاملا إلى أمريكا مع انتهاء الحرب العالمية الثانية وتعاقبت بعدها العمالة بين الإنجليز والأمريكان إلى أن انتهت بالعميل الأمريكي الحالي سلمان بن عبد العزيز، والذي واقعيا ليس هو الحاكم الفعلي للبلاد وإنما ولده محمد الذي يعول كثيراً على دعم إدارة ترامب لخطوة تنصيبه ملكاً خلفاً لوالده.
لقد سار حكام آل سعود حسب ما رُسم لهم فكانوا معول هدم فعّالاً في تدمير الدولة الإسلامية، فقد صرّح الملك فهد لمجلة تايمز الأمريكية: "لقد أخطأ (أتاتورك) لأنه سعى لهدم الإسلام من الرأس، أما أنا فسأهدمه من الجذور"، ولله الحمد هلك ولم يستطع فعل ذلك بل شجرة الإسلام لا زالت باسقة وجذورها ثابتة وراسخة وأغصانها ممتدة وأوراقها نضرة وتزداد اخضرارا وحيوية.
واليوم يسير ابن سلمان على الخطا نفسها بل وبجرأة على أحكام الإسلام أشد، متوقعا أن يبقى حاكما للبلاد ولو عاش لخمسين عاما.
فإذا كان معظم من حكم السعودية انتهى حكمهم بالموت، فلا يعني ذلك أن ابن سلمان سيبقى في الحكم إلى انتهاء أجله طال أم قصر، فالأيام دول؛ يوم لك ويوم عليك والتاريخ خير شاهد على ذلك، كما أن أسياده الأمريكان ويهود من ضمنهم لا يؤمن جانبهم، فهم يستمرون في حلب البقرة الحلوب إلى أن يجف ضرعها ثم يذبحونها، ومن المشاهد أن حلب أموال السعودية وخيراتها وتسميم غذائها الفكري يسير بشكل متسارع ينذر بتدمير حكمها قريبا جدا، فقد توقع موقع هافنغتون بوست الأمريكي "أن السعودية قد تتعرض إلى الإفلاس عام 2018م" كيف لا وتوجهات ابن سلمان الاقتصادية سوف تدمر الاقتصاد السعودي، فرؤيته (2030) وما تحوي من خطط فاشلة هي من إملاءات صندوق النقد الدولي التي أدخلت ولا زالت العديد من الدول في دوامة الاستدانة والمشاكل لتملي عليها ما تريده من سياسات تحفظ بها مصالحها ونفوذها. وتم دفع أكثر من 380 مليار دولار من أموال المسلمين للرئيس الأمريكي ترامب واعدا إياه بأنه سيزيد من حجم الاستثمارات السعودية في أمريكا وسيزيد من فرص عمل الشركات الأمريكية في المملكة، فيُحرم العديد من رعايا البلد من مناصبهم ورواتبهم، ويصير المستثمرون الغربيون أعداء الإسلام والمسلمين من أمريكا وأوروبا هم المستفيدين من ثروات المسلمين.
أما سياسيا فقد انضمت السعودية لأمريكا في حربها على (الإرهاب) في سوريا واليمن وغيرها، وهي في واقعها حرب شرسة على الإسلام والعاملين لاستئناف الحياة الإسلامية، سعيا منها لمنع نهضة الأمة بإقامة دولة إسلامية حقيقية، وحمل الدعوة إلى العالم.
ومسرعة الخطا لعلمنة وتغريب الدولة والمجتمع ولإشغال الشباب بتوافه الأمور لإلهائهم عن التفكير في قضايا أمتهم المصيرية أوجدت ما يسمى بهيئة الترفيه والتي كل أعمالها حرفٌ للشباب عن كل ما أحل الله واستساغة ما حرمه بحجة جذب الزائرين للبلاد وتنشيط السياحة، وفي المقابل أضيفت طلبات ومصاريف تعجيزية على الراغبين بالزيارة لأداء الحج أو العمرة لعل وجهة الزائرين تكون للترفيه بدل العبادة، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
وحدها الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة هي التي ستقضي على جرم حكام السعودية وباقي حكام المسلمين؛ وستوقف حكمهم جميعا ومن ضمنهم محمد بن سلمان، ولن تنفعه حينها لا أمريكا ولا كل دول العالم مجتمعة، هذا في الدنيا وفي الآخرة حساب وعقاب، فحريٌ بالأمة أن تغذ الخطا نحو إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، كي تعيد للأمة الحياة الكريمة المنعمة بما حباها الله من خيرات وثروات.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله