الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
السودان بحيرة نفط في باطن الأرض وفقر وشقاء في ظاهرها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السودان بحيرة نفط في باطن الأرض وفقر وشقاء في ظاهرها

 

 

 

الخبر:

 

توصلت شركة صينية لاكتشاف حقل نفطي بولاية النيل الأبيض بالسودان بتقدير دخل سنوي يقارب سبعة بلايين دولار، وذلك في حقل الراوات الذي يتوقع أن ينتج نحو 300 ألف برميل يومياً، بحسب ما نقل محرر (كوش نيوز) نقلاً عن موقع "أويل برايس" لأخبار الطاقة، الذي نشر الاكتشاف على موقعه مساء أمس الاثنين 16 نيسان/أبريل 2018م.

 

التعليق:

 

لقد من الله على أهل السودان بثروات كبيرة في باطن الأرض وظاهرها ولكنها تتبخر في هواء الانحراف المبدئي والفساد السياسي اللذين يخيمان على البلاد منذ أكثر من تسعين عاماً، فهل ثمة شعاع في آخر النفق؟ وهل ثمة مخرج من عنق الأزمات الطاحنة التي أتت على الأخضر واليابس؟ وهل من سبيل لاسترداد أموال النفط والملكيات العامة والتي تقدر بـ250 مليون دولار التي ابتلعتها القطط السمان بحسب تعبير رئيس الجمهورية؟

 

إن سبب الغلاء والفقر والمعيشة الضنكى التي يعاني منها الأهل في السودان هو الانحراف عن منهج الله والفساد البنيوي الذي يتمثل في القوانين والتشريعات الرأسمالية التي تتبناها الدولة لإدارة المال، تلك المعالجات السرطانية التي تنتج الأزمات تلو الأزمات، ومن تلك النفايات الفكرية الغربية التي تتبناها الدولة هي النظرة الفاسدة للملكيات العامة، حيث لا تجعل لها اعتباراً البتة، وهذا بخلاف ما جاء به الإسلام حيث جعل الملكيات العامة حقا للأمة يجب أن يصان بل يجب على الدولة تمكين الناس من الانتفاع بالملكيات العامة.

 

فالملكية العامة تعرف بأنها إذن الشارع للجماعة في الانتفاع بالعين. وهذه الأعيان تتحقق في ثلاثة أنواع هي الأعيان التي تعتبر من مرافق الجماعة بحيث إذا لم تتوفر للجماعة تفرقوا في طلبها، والمعادن التي لا تنقطع، والأشياء التي طبيعة تكوينها تمنع اختصاص الفرد بحيازتها. فعن ابن عباس أن النبي عليه الصلاة والسلام قال «النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍالْمَاءُ وَالْكَلَأُ وَالنَّارُ». ما يعني أن الماء (كالأنهار والبحار وشواطئها والأحواض المائية) والمراعي الشاسعة في الجبال والسهول والمروج والغابات، والنار بمعنى مصادر النار كالغابات الخشبية ومناجم الفحم والغاز والنفط كلها ملكية عامة، أي تكون هي أو ما ينتج عنها من مال مملوكة لجميع أفراد الرعية سواء بسواء ويمكَّن الجميع من الانتفاع بها مباشرة أو من خلال تنظيم معين تقوم به الدولة. أما المعادن التي لا تنقطع أي التي تتوفر بشكل لا ينفد فقد روى الترمذي «عَنْ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ : أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَقْطَعَهُ الْمِلْحَ، فَقَطَعَ لَهُ.  فَلَمَّا أَنْ وَلَّى قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمَجْلِسِ: أَتَدْرِي مَا قَطَعْتَ لَهُ؟ إِنَّمَا قَطَعْتَ لَهُ الْمَاءَ الْعِدَّ! قَالَ: فَانْتَزَعَهُ مِنْهُ »  والماء العد الذي لا ينقطع، شبه الملح (وهو معدن) بالماء العد لعدم انقطاعه. ما يدل على أن مثل هذا المعدن كمناجم المعادن المختلفة كالحديد والنحاس والفوسفات واليورانيوم والذهب وغيرها كلها من الأشياء التي لا يجوز أن تكون مملوكة للأفراد.

 

والدولة اليوم جعلت من أموال الأمة وملكياتها العامة حكراً لها تملكها للشركات العدو وكأنها من ملكياتها فقد صرح رئيس المجلس التشريعي بولاية كسلا محمد طاهر بيتباي قائلا: (إن الأرض ملك الدولة ولا سلطة لأحد عليها سوى الدولة، وطالب الشركات التي تدافعت للتعدين بمنطقة تلكوك بتنفيذ المشروعات ذات الأثر الباقي، وتابع أن التزام الشركات بتنفيذ مشاريع قوية يؤمن لها الاستمرارية واحترام المجتمع).

 

وهكذا يتحدث المسؤولون في الدولة عن أموالنا باعتبارها ملكية لهم يشترون بها مرتزقة السياسة ومتسوليها ويسعون بها في الأرض فساداً، فها هو رأس الدولة لا يعرف أين تذهب أموال الأمة، فقد صرح البشير بتاريخ 31 كانون الثاني/يناير 2018، (عميل واحد سحب مبلغ "90" مليار جنيه من أحد المصارف دون تحديد مصدر المال وأوجه صرفه).

 

ولم تخل صحف الخرطوم الصادرة صباح اليوم من أخبار شبيهة عن الفساد فقد صرح رئيس لجنة الصناعة والتجارة بالبرلمان عبد الله علي مسار خلال حديثه في جلسة اليوم (الاثنين) 2018/4/16م قائلاً: ("هنالك قرض هندي بقيمة "35" مليون يورو أين ذهب هذا القرض؟" وأضاف: "القرض الهندي مخصص لصناعة النسيج بالبلاد لكن اختفى ما معروف مشى وين").

 

إذا فالقضية أكبر من كونها فساد أشخاص يرتعون في أموال الأمة العامة بل الطامة الكبرى هي غياب النظرة الصحيحة للملكيات العامة بوصفها أموال الأمة ولا علاقة للدولة بها سوى استخراجها وإدارتها لمصلحة المسلمين حتى يمكَّن كل فرد من أفراد الرعية من الانتفاع بتلكم الملكيات العامة، ولكن لا يكون ذلك في ظل نظام رأسمالي فاسد ونظرة منحرفة بل يكون من خلال تطبيق نظام الإسلام في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، فلنعمل لإيجادها وتمكين الناس من ثرواتهم.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار

آخر تعديل علىالأحد, 22 نيسان/ابريل 2018

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الإثنين، 23 نيسان/ابريل 2018م 12:37 تعليق

    لافض فوك أختنا الفاضلة ولا جف قلمك

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع