- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الراقصون على حبال الغرب، توكل كرمان مثالا
الخبر:
طالبت الناشطة اليمنية توكل كرمان على حساباتها في مواقع التواصل بإرساء "دولة ديمقراطية وعلمانية" حيث غردت على تويتر: "دولة علمانية ديمقراطية هي الحل، العلمانية للتخلص من الكهنوت، والديمقراطية للتخلص من القيصر.. صباحكم علمانية وديمقراطية قادمتان لا ريب فيهما".
التعليق:
الصحفية اليمنية توكل كرمان العضو في حزب الإصلاح اليمني - الجناح السياسي لجماعة الإخوان في اليمن، ترأس منظمة صحفيات بلا قيود وهي عضو في بعض النقابات والمنظمات الحقوقية والصحفية داخل وخارج اليمن، وشاركت في البرامج والمؤتمرات حول حوار الأديان، والإصلاحات السياسية في العالم العربي ومنه اليمن، وهي أول امرأة عربية تحصل على جائزة نوبل للسلام عام 2011.
كما حصلت على جائزة الشجاعة من السفارة الأمريكية، وتم اختيارها كأحد سبع نساء أحدثن تغييرًا في العالم من قبل منظمة مراسلون بلا حدود.
إن هذه اللمحة المختصرة في التعريف بهذه الناشطة ليضع علامة سؤال عن توجهها الفكري والسياسي، فما الذي جعلها تتحول من مناهضة لفكرة فصل الدين عن الدولة ومحاربة لفكرة حرية المرأة لتصبح من الداعيات لها؟!! ولتقول في إحدى ردودها على تويتر إن العلمانية التي تدعو إليها قد حددت ملامحها مخرجات الحوار الوطني بصنعاء وأنها ستدافع عنها؟!!
إن تاريخ الغرب الحاقد على الإسلام والمسلمين يظهر مدى قدرته على تصيُّد من يرى فيه النزعة القيادية في شعبه فيستخدم معه ما يستطيع من حيل تخويفية أحيانا وتلميعية وإعلاء وإبراز للشخصية من ناحية أخرى، إضافة إلى الإغداق عليه من المناصب والأموال المسمومة القذرة بحيث إن تلوث الشخص بسمومها وضبع برائحتها انقاد إليهم كانقياد الفريسة نحو الضبع حتى إذا وصل إليه واختلى به افترسه.
والغرب العلمانيون وعملاؤهم راعهم ما رأوا من ثورات "الربيع العربي" وما صحبها من صحوة إسلامية وشجاعة وجرأة على حكامهم الذين أذاقوهم مرّ الحياة وضنك العيش، الذين حكموا البلاد بمبدأ فصل الدين عن الحياة، فأرادوا أن يجعلوا من بعض القياديين البارزين في بلادهم أبواقا تنادي وتتكلم نيابة عنهم ولو كلفهم ذلك الوقت والمال الكثير، فكان لهم ما أرادوا، ولم لا فهناك من اتخذ من الإسلام شعارا ومطية للوصول إلى أهداف شخصية ومناصب مرموقة، فكان من السهل عليه التنازل عن أفكاره وأحكامه شيئا فشيئا، ومحاولة ترويض بعض الجهلة والسذج من الناس ليقبلوا بما يقول فهو قائدهم الوطني أو القومي بغطاء إسلامي، الذي لا يخطئ، وكل من يخالفه هم المخطئون!
إن توكل كرمان ما هي إلا واحدة من كثيرين ممن تاهوا في متاهات الغرب ورقصوا على حباله إلى أن سقطوا وانحدروا في فكرهم ويخشى إن هم استمروا في تيههم أن يصلوا إلى قاع الهاوية وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، نسأل الله لهم النجاة قبل فوات الأوان.
ولا نجاة لكل ما يلحق بالأمة الإسلامية وفكرها وما تعانيه من فساد في جميع أنظمة حياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها إلا بعودة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فهي قارب النجاة وهي الحاضنة الراعية، وهي القائدة للأمة الإسلامية نحو العز والتمكين، وهي المنقذة لغير المسلمين من لوث الكفر بكل أشكاله...
نسأل الله أن يكون وعده لنا بها قريبا جدا، وأن نكون من جنودها وشهودها، وأن يحمينا من أن نقع في حبائل ومكائد الحاقدين على الإسلام والمسلمين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله