- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل ينجو ترامب من الملاحقة القانونية كما نجا من سبقوه؟!
الخبر:
شهدت محكمتان أمريكيتان في نيويورك وفرجينيا من دراما، يوم 22 آب/أغسطس 2018م ما كان يشبه حلبة مصارعة، ولو كان أي شخص في منصب الرئاسة غير دونالد ترامب لانتهت المبارزة بترنحه من شدة الضربات التي تلقاها إن لم تسقطه أرضاً. بدا الرئيس الأمريكي ترامب، وسط أنصاره على الأقل، كما لو أنه محصن، غير أن هذه الحصانة مرحلية ولا تعني أنها دائمة، وقد تظهر آثار الضربات التي تلقاها ترامب عندما يخسر الجمهوريون الانتخابات النصفية المقررة بعد نحو شهرين، ويفقدون السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ. (المصدر بي بي سي).
التعليق:
أكدت التحقيقات والمحاكمات الأخيرة مع محامي ترامب ورئيس حملته الانتخابية فساد السياسة والعملية الانتخابية التي تجري في العالم الغربي، في معقل الديمقراطية ورئيسة العالم الحر، في مشهد يعزي حكام العالم الإسلامي على المسرحيات الانتخابية الهزلية التي يجرونها وطريق وصولهم إلى الحكم، فقد تكشف أن الحملات الانتخابية في النظم الديمقراطية وعلى رأسها أمريكا، لا تسير بشفافية ونزاهة واختيار للأفضل، فلم تبق موبقة إلا واقترفها ترامب ومن كانوا قائمين على حملته الانتخابية، ليزينوا للناس فسادهم بكل المعايير، فقد قامت الحملة على الكذب والتدليس والرشا والدعارة والتدخلات الخارجية... والمخفي أعظم، فهنيئا للداعين إلى الديمقراطية في العالم الإسلامي من المضبوعين بالغرب وحضارته!
على الرغم من كشف المحاكمات لكل ما سبق، إلا أن ترامب لا يخشى المحاكمة ولا إجباره على التنحي، فكل الحديث يدور حول خسارة حزبه في الانتخابات النصفية فقط، كما أن ملاحقته هي في قضايا الحملة الانتخابية وليس على سياسته الفاشلة في العالم، من شنّ حروب اقتصادية مع الصين وأوروبا، وملاحقته أطفال أمريكا اللاتينية ووضعهم في الحجز وتفريقهم عن ذويهم، وقوانين الهجرة التي جعلت من أمريكا محاطة بسور حديدي أعلى من جدار برلين، فأصبحت كالشاة الجرباء، ووقوفه بجانب طواغيت الأرض الذين عاثوا في الأرض الفساد من بشار إلى السيسي وابن سلمان وغيرهم من عملائه من العاملين في شركته "بلاك ووتر" سيئة الصيت... إلى آخر قراراته السياسية، وصمت القضاء الأمريكي على كل هذه الجرائم يدل على فساد القانون والجهاز القضائي الأمريكي، وهكذا تكتمل حلقة الفساد في الدولة الأمريكية؛ الجهاز القضائي والجهاز التنفيذي.
إن سبب تربع أمريكا على العالم، ليس قوة في مبدئها أو رفعة في قيمها، بل سبب واحد، وهو خلو العالم من نظام الإسلام، ولو كان الإسلام مطبقا ولو في جزيرة من جزر العالم الإسلامي، لانفضت الشعوب عن الحضارة الغربية برمتها، ولنادت بتطبيق الإسلام كما طُبق من قبل، فمسألة سقوط الحضارة الغربية غير متوقف على إثبات فسادها وعدم مواءمتها للطبيعة البشرية، ومدى الانحطاط التي هي فيه، فقد تحقق ذلك وتبين للقاصي والداني، بل هي مسألة وقت، حيث تقام دولة الخلافة على منهاج النبوة، وهو كائن قريبا بإذن الله ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – باكستان