السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إدلب ثمن الخيانة

 

الخبر:

 

صرح وكيل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية نعمان قورتولوش قائلا: "تعتبر قضية إدلب بالنسبة لنا قضية حساسة، أي لا ينبغي لِأحد أن يجعلنا أمام الأمر الواقع". (خبر ترك، 2018/9/3)

 

التعليق:

 

إن إدلب التي تعتبر القلعة الأخيرة للمعارضة السورية والمحطة الأخيرة للثورة السورية، أصبحت اليوم محط أنظار الجميع ومنهم تركيا بسبب الهجوم المتوقع عليها من قبل النظام السوري والمليشيات الإيرانية المدعومة من روسيا. لهذا السبب فإن التصريحات والزيارات بهذا الشأن تتتابع. إذ إن الرأي السائد في الإعلام العربي يعتبر وقوع الهجوم على إدلب مسألة وقت. فصحيفتا رأي اليوم والعربي الجديد ذاتا التوجه الإنجليزي تتحدثان عن محاولة أمريكا عرقلة الهجوم المرتقب على إدلب، ولا أدري هل هذا من قبيل ما يتمنونه أم هي حرب نفسية أم هي عملية تزكية لأمريكا في نظر المعارضة؟! أما صحيفة اليوم المصرية ذات التوجه الأمريكي فقد تحدثت عن أن الجيش السوري سيقوم بالسيطرة على المدينة من خلال عمل عسكري.

 

إن الحقيقة هي أن أمريكا تسعى لكي يسيطر النظام السوري من جديد على البلد وإنهاء الثورة حتى ولو أدى ذلك إلى قتل المئات وتشرد مئات الألوف، وهذا ليس وليد الساعة إذ إنها كانت تسعى إلى ذلك منذ البداية. لهذا السبب فإن أمريكا لم تعترض على ضرب النظام لدوما والغوطة الشرقية وحماة وحمص وخان شيخون بالأسلحة الكيميائية، كما أنها لم تعترض على العمليات العسكرية ضد درعا وحلب. لهذا السبب فإنها أرادت لكل من عملائها تركيا وإيران والسعودية وجنديها المطيع روسيا أن يلعبوا دورا فاعلا في هذا السياق.

 

انطلاقا من هذه الحقيقة يمكننا القول بأن أمريكا ستسعى للقيام بعملية عسكرية ضد إدلب وذلك بمساعدة أداتيها تركيا والسعودية وبدعم من روسيا وقوات النظام السوري الغاشم والمليشيات الإيرانية. لا شك أننا لا نتمنى ذلك. إذ إنهم بحجة (مكافحة الإرهاب) لن يسلم من شرهم البشر ولا الحجر والشجر. كما أن الثوار سيخيرون بين الرجوع إلى الجيش السوري والمجتمع أو ترك البلاد أو الموت. فمن يترك سلاحه سيسلم، ومن يود ترك البلاد فسيذهب بحرا بحماية القوات التركية للقتال مع قوات حفتر في ليبيا، أما من لا يريد الاستسلام وترك السلاح من المقاتلين الأجانب الذين يقدرون بعشرة آلاف مقاتل فستكون إدلب مقبرة لهم. إذ إن العالم بأسره مجمع على عدم عودة المقاتلين الأجانب في سوريا والمجتمعين في إدلب إلى بلدانهم الأصلية.

 

ولتبرير أي عمل عسكري صرح الممثل الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا بوجود 10 آلاف عضو من النصرة والقاعدة في إدلب. كما أن إعلان الاستخبارات التركية عن وضعها هيئة تحرير الشام في (قائمة الإرهابيين) وإعلانها في يوم الجمعة الماضي عن تدخلها للفصل بين من هم تحت سيطرتها عن (الإرهابيين)، كل ذلك ليس من قبيل الصدفة!

 

أما عن موعد العملية العسكرية فإن ممثل أمريكا الخاص للقضية السورية جفري سيقوم بزيارة إلى تركيا، وفي 7 أيلول وبعد إجرائه المباحثات اللازمة مع ضيفه سيطير أردوغان على إثرها إلى إيران لإجراء القمة الثلاثية الخيانية، وبعد إبلاغه التعليمات التي سيتلقاها من أسياده إلى كل من إيران وروسيا سيتم إعطاء الضوء الأخضر للقيام بالعملية العسكرية المرتقبة.

 

أما عن الحشود العسكرية التي قامت بها تركيا على الحدود فإنها ليست لمنع العمل العسكري أو لحماية المدنيين من النظام السوري، بل هي لمنع أي موجة لجوء بشرية تحصل بسبب العمل العسكري، أو لمنع تسرب (الإرهابيين) عبر الحدود، أو لاتخاذ موقف لصالح النظام بحجة حماية نقاط التفتيش.

 

أما عن التحذير الأوروبي والأمريكي من استخدام الأسلحة الكيمياوية فما هو إلا لخداع الرأي العام العالمي، حيث أعلنت شبكة حقوق الإنسان السورية في 4 نيسان 2018 عن قيام النظام السوري باستخدام السلاح الكيمياوي 215 مرة في مناطق مختلفة من البلاد منذ بداية الثورة وحتى الآن. كما أننا يمكننا فهم التحذيرات من قبل القوى الكبرى للنظام السوري القمعي على أنها إطلاق يده في القتل دون استخدام الأسلحة الكيمياوية.

 

لهذا السبب فإن قول نعمان قورتولوش بأن قضية إدلب حساسة بالنسبة لنا هو قول لا قيمة له. نعم! قد يكون الأمر حساساً ولكن فيما يتعلق بموجة الهجرة التي قد تظهر، وإلا فإن من ينتظر الموت في سوريا أو من تُرك للموت، بل حتى الثوار، كل هؤلاء ليسوا موضع بحث البتة. لأن النظام التركي سبق وأن قام بالخيانة من قبل في حلب والغوطة، فما الذي سيمنعه الآن من القيام بذلك؟ إذ إن مقياسه الوحيد هو إرضاء سيده. لهذا السبب فإن المقاتلين في إدلب لا ينبغي لهم أن يأملوا خيرا بالجهود الدبلوماسية التركية، ففي هذه المرة فإن إدلب هي التي ستكون ثمن الخيانة.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إرجان تكين باش

 

آخر تعديل علىالجمعة, 07 أيلول/سبتمبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع