السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أرواح المسلمين هي العزيزة علينا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أرواح المسلمين هي العزيزة علينا

 

 

الخبر:

 

كشفت الخارجية الأمريكية في تقرير لها أن إيران أنفقت خلال الثمانية أعوام الماضية أكثر من 18 مليار دولار لدعم (الإرهاب) في العراق وسوريا واليمن. وأكد التقرير الذي أعدته مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأمريكية أن نظام طهران، ومن خلال فيلق القدس، نقل هذه الأموال بطرق ملتوية إلى المليشيات والجماعات التي تقاتل نيابة عنه في دول المنطقة. كما أشار التقرير إلى استمرار إيواء إيران لأعضاء تنظيم القاعدة وتأمين الإقامة والمرور لهم، ما مكن التنظيم من نقل المقاتلين والأموال إلى سوريا ومناطق في جنوب آسيا. وكانت إيران قد أقرت بإنفاق المليارات في سوريا، فضلاً عن التضحية بآلاف الجنود من أجل حفظ نظام بشار الأسد، حيث قال يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري الأعلى للمرشد الإيراني، علي خامنئي، إن بلاده تحاول تعويض هذه الخسائر من خلال عائدات النفط والغاز والفوسفات في سوريا. (الحدث نت)

 

التعليق:

 

لا يضيف هذا الخبر لنا جديدا، فمن المعلوم عند الجميع أن النظام الإيراني ومنذ إنشائه على أيدي المخابرات الأمريكية التي تولت أمر تربيته ورعايته بعناية فائقة وهو يتفانى في خدمة سيدته أمريكا وتنفيذ سياساتها في المنطقة، بل إنه يجد ويجتهد في تنفيذ أجنداتها بكافة الوسائل والأساليب الخبيثة. فبالعودة إلى أيام خامنئي الأولى في الحكم نجد كيف أن هذا النظام حرص على تطبيق وتنفيذ السياسات الأمريكية في المنطقة كلما أرادت أمريكا ذلك؛ فعندما أرادت أمريكا محاربة الاتحاد السوفياتي، فتحت إيران أراضيها بصدر رحب من أجل تمكين أمريكا من هدفها، بل وكانت تدعمها لوجستيا وعسكريا إن لزم الأمر في بعض الأحيان، حتى نجحت في تحقيق ما أرادت. ثم ما لبث أن سارع النظام الإيراني بتنفيذ سياسة أمريكا في كبح جماح النظام العراقي في حرب دامية استمرت ثماني سنوات، قتلت فيها من قتلت من أبناء المسلمين، فأهلكت الحرث والنسل وعاثت في الأرض فسادا لا لشيء إلا لتنفيذ أوامر أسيادهم في البيت الأبيض، ثم أكمل هذا النظام العميل خدماته في لبنان عن طريق إنشاء حزب له هناك ودعمه وتسخير كافة الإمكانيات حتى تستخدمه أمريكا كلما أرادت من أجل تنفيذ سياستها، وزد على هذا وذاك ما فعلوه في أماكن عدة في بلاد المسلمين مستخدمين حججا وذرائع متعددة، تارة باسم نشر المذهب الشيعي وتارة أخرى تحت مسمى حماية الشيعة هناك. واستمرت إيران في هذا الأمر حتى أيامنا هذه، فهي تنفذ حاليا ما أوكل لها من مهمة قذرة في سوريا من أجل تثبيت النظام السوري والقضاء على الثورة السورية.

 

وفي سبيل تنفيذ ما سبق كان الأمر يحتاج إلى عاملين مهمين، هما القوة البشرية القادرة على تنفيذ هذه السياسات الخبيثة أولا، والقدرة المادية التي تعزز القوة البشرية وتدفعها ثانيا، وهذا الأمر بلا شك مكلف جدا ويحتاج إلى أموال طائلة، فلا شك بأن دعم إيران كنظام لسياسة أمريكا في أفغانستان إبان الحرب مع الاتحاد السوفيتي وما حصل بعدها في العراق وأفغانستان عندما ساعدتها في احتلالهما، ومن ثم تدخلها الوقح في سوريا، لم يكن ذلك كله مجانا، بل كان كله بلا شك من أموال المسلمين الذين يقطنون إيران وأموالهم التي تجمعها من بيع البترول إلى العالم كله تاركين الناس يعانون الأمرين لا لشيء إلا لإبقاء نظام خامنئي في سدة الحكم وإبعاد المسلمين عن الحياة السليمة التي ترضي الله تعالى.

 

وهنا نجد أن هذا الخبر ليس بالخبر المستغرب، بل إن هذه الأرقام هي أرقام منقوصة، والمبالغ المنشورة ليست بصحيحة، بل إن الواقع ينطق بأن المبالغ المنفقة هي أكثر بكثير من هذا المبلغ الزهيد بالمقارنة بما أنفق في الحروب التي شارك فيها النظام الإيراني، ولو أردنا جمع هذه الأموال التي أنفقوها في حروبهم بالوكالة عن أمريكا وقمنا بإنفاقها في بلاد المسلمين، فلن تجد فقيرا في بلادنا، ولكن عندما يتولى أمرنا لئيم حاقد على الإسلام والمسلمين فإننا لن نلقى سوى الخراب والدمار.

 

وأخيرا فإننا نقول عن هذا النظام كما قلنا عنه من قبل بأنه نظام يسير في فلك أمريكا سيرا يقترب من العمالة، وإن الذي يفجعنا ليست الأموال التي ضاعت ولا زالت تضيع، بل إن ما يحزننا أكثر هو الأرواح التي أزهقت بغير وجه حق وبجهالة من أصحابها، فهذه الأرواح لو بذلت من أجل غاية سامية وهي نوال رضوان الله تعالى، ولو ذهبت هذه الأرواح في الجهاد والقتال في سبيل الله ونال أصحاب هذه الأرواح الشهادة، لكان حالنا غير حالنا هذا، ولَكُنّا أعززنا ديننا في الدنيا وتقبلنا الله عنده في جنات النعيم في الآخرة.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل من واع راشد يعود إلى صوابه فيقف وقفة عز أمام هذا النظام وغيره فيقلب الطاولة على رؤوسهم جميعا؟ وهل هناك من يستمع لنا فيعود إلى أمته التي تفتقر أمثال سعد بن معاذ؟ والجواب على ذلك بأن هناك الكثير الكثير ولكن الله تعالى قد جعل لكل شيء قدرا، وهو سبحانه سينصرنا ويعيد لنا عزتنا ومجدنا إن نحن عدنا لشرع ربنا واستقلال أمرنا، وإن هذا الأمر لن يتم إلا بأيادٍ واعية صادقة مخلصة لهذه الأمة ولهذا الدين العظيم، وهم بحمد الله موجودون، وإنما النصر صبر ساعة لا غير.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. ماهر صالح – أمريكا

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع