الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
التجارة مع أمريكا كالمعتاد على الرغم من انتهاكات حقوق الإنسان (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

التجارة مع أمريكا كالمعتاد على الرغم من انتهاكات حقوق الإنسان

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قال ترامب لـ(سي بي إس) في 13 تشرين الأول/أكتوبر "نحن في طريقنا للوصول إلى الحضيض، وسيكون هناك عقابا صارما" بعد أن اطلعت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي على الاختفاء الغامض للصحفي السعودي المنشق، جمال خاشقجي، الذي يبدو أنه اغتيل داخل القنصلية السعودية في تركيا. وقال بوب كوركر، الرئيس الجمهوري للجنة، لشبكة CNN إنه يلوم السعوديين "أعتقد أنهم فعلوا ذلك وللأسف أعتقد أنه متوفى، ولكن بالتأكيد يمكن تغيير الرواية". وكان بوب كوركر واحدا من 22 عضوا في الكونجرس الذين كتبوا إلى ترامب لإجباره على التحقيق في مصير الصحفي المفقود، الذي ألقى الضوء على ترامب وعلاقته مع السعودية.

 

التعليق:

 

في حين إن الكثيرين في مجلس الشيوخ الأمريكي يضغطون من أجل رد صارم، إلا أن ترامب كان حذراً بشكل غير معهود بتوضيح أن جمال خاشقجي اختفى في تركيا وأن خاشقجي لم يكن من رعايا أمريكا. ومع ذلك، قال: "نحن لا نحب ذلك ولا حتى قليلا، ولكن ما إذا كان ينبغي لنا أن نوقف 110 مليار دولار من أن تنفق في هذا البلد، مع العلم أن لديهم بدائل جيدة جدا"، وتابع قوله "وهذا لن يكون مقبولا بالنسبة لي". وتابع: "أنا لا أحب وقف كميات هائلة من الأموال التي تجري في بلدنا، إنهم ينفقون 110 مليار دولار على المعدات العسكرية وعلى الأشياء التي تخلق فرص عمل لهذا البلد". لذا لا يروق لترامب فكرة قتل الصحفيين في السفارة السعودية، لكنه أيضا لا يحب أن تفقد أمريكا المال على حساب حقوق الإنسان!

 

إن ترامب واقعي في التعامل مع السعودية: "أنا لا أحب فكرة وقف استثمار 110 مليار دولار في الولايات المتحدة الأمريكية لأنك تعرف بماذا سيقومون، وأنهم ذاهبون إلى أخذ هذا المال وإنفاقه في روسيا أو الصين، إذا تبين أنه سيئ، وهناك بالتأكيد طرق أخرى للتعامل مع الوضع". منطق ترامب واضح. وإذا ثبت أن الجريمة ارتكبتها السعودية، فإنها لم ترتكب في أمريكا ولم يكن الضحية شخصا أمريكيا، فلماذا يجب على أمريكا أن تخسر عقودا ثمينة للأسلحة لإظهار سخطها الأخلاقي؟!

 

إن منطق أولئك الذين ينتقدون رد ترامب الناعم على القضية هو أن أمريكا قامت ببناء قيادة في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية على أساس القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان إلى جانب المؤسسات الدولية لدعم المثل العليا التي روجت لها أمريكا، لذا فإنه من خلال إدارة ظهره لانتهاكات الحقوق والمعايير الدولية، ينفي ترامب القيادة الأمريكية للعالم. وإضافة لذلك، وباستخدام الأعمال التجارية والوظائف كسبب لذلك، فإن أمريكا تظهر الأنانية والجشع، وقد ذهب الكثيرون إلى أبعد من ذلك، فهم يتساءلون عما إذا كان ترامب لديه دوافع لأعمال تجارية شخصية وبدأوا بعرض تاريخ ترامب الطويل في التعاملات التجارية مع رجال الأعمال والسياسيين في السعودية.

 

لماذا ينبغي انتقاد ترامب لكل هذا؟ إن إضفاء الطابع الخاص على هذه القضية هو في الواقع تسليط الضوء على حقيقة أن أمريكا كانت تستنزف منذ عقود موارد السعودية بعيدا عن أصحابها الشرعيين وتدعمهم بغض النظر عن التناقضات العديدة مع المعايير الأمريكية، طالما ظل النفط يتدفق واستمر الخنوع للمصالح الأمريكية، ولم يتغير أي شيء مع هذا الرئيس، وقد استخدم الرؤساء الأمريكيون السابقون حقوق الإنسان كنقطه ضغط لتطبيقها على أولئك الذين ضايقوهم، وتجاهلوا انتهاكات حقوق الإنسان عندما ارتكبها قادة موالون لهم، إن الشيء الوحيد المختلف عند ترامب هو أنه ليس لديه الصبر ليقول مثل هذه الأكاذيب المتقنة مثل أسلافه.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور عبد الله روبين

آخر تعديل علىالأربعاء, 17 تشرين الأول/أكتوبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع