- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام ودولته الخلافة على منهاج النبوة هي الأمل الحقيقي لمصر والعالم
الخبر:
نقلت جريدة الوفد الأحد 2018/11/04م، تأكيد الرئيس المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، على عدم خروج أي شخص أو قارب مصري للهجرة غير الشرعية منذ أيلول/سبتمبر 2016 للحفاظ على أرواح الرعايا واستقرار أوروبا وأمانها والحفاظ على المصالح المشتركة، قائلًا: "إننا لن نسمح لأي مواطن مصري أو قارب واحد يخرج في اتجاه أوروبا"، وأضاف خلال كلمته التي ألقاها بالجلسة النقاشية "أجندة أفريقيا 2063" والمنعقدة بمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ اليوم الأحد: "ببقى متألم لكل شاب وطفل وفتاة يعبرون المتوسط لينظروا لغد أفضل"، مبينًا أنه لا يوجد معسكرات للاجئين في مصر ولكننا نسمح لهم بالعيش وممارسة عملهم. وتابع: "إحنا بندفع ثمن ده بس ألا يكونوا عرضة للدمار في البحر"، موضحًا أنه يوجد تفاصيل صغيرة تحتاج للوصول لشكل ومضمون أفضل يحقق أماني الشعب الأفريقي قبل الوصول لعام 2063.
التعليق:
ما بين مؤتمر الشباب وحادث المنيا ومباراة كرة قدم تتباين الأحداث والمواقف في أرض الكنانة فمن يلهو في برج العرب إنما يلهو على دماء من قتلوا في المنيا ومن يقيم مؤتمرا للشباب كان لزاما عليه أن يحمي ويؤمن أرواح الناس عوضا عن تأمين ثكنات ومراكز وأقسام شرطته وتحويلها إلى ما يشبه القلاع مع علمنا أنه هو المستفيد الأول من سفك تلك الدماء فستكون مبررا جديدا ليسير قدما في ثورته الدينية التي أعلنها محاولا تحقيق غايتها في تدجين الإسلام وإفراغه من مضمونه وكونه دينا سياسيا ومنهج حياة، ثم هي رسالة يرسلها للغرب متزامنة مع المؤتمر وحديثه عن إيقاف الهجرة غير الشرعية عبر الشواطئ المصرية وكأنه يقول لأوروبا ها أنا أحميكم من هذه التفجيرات ومن هؤلاء المسلمين (الإرهابيين) ويسوق نفسه لهم بأنه درع يحميهم كما صُرح من قبل بأن مهمة الجيش المصري هي تأمين كيان يهود...
إن التفجير الذي حدث في المنيا وقتل الأبرياء هو مخالفة صريحة للشرع ولا يقوم به مسلم مطلقا رغم أنهم ألصقوه بالإسلام والمسلمين فورا وقبل أي تحقيق بل وأعلنوا أنهم قتلوا الجناة، وسارع الجميع معزين متبرئين من الحدث وفاعليه، ومع خالص عزائنا فيمن ماتوا بيد غادرة في تلك الأحداث فهم أهل ذمتنا أوصانا بهم نبينا r وبيننا وبينهم عهد عمر بن الخطاب، إلا أن كل من سارعوا بالعزاء لم ينطقوا بكلمة واحدة عزاءً لمن قتلوا ودهستهم الجرافات في رابعة والنهضة ولم يتبرؤوا من القتلة ولم يصفوهم بالإرهاب، وكذلك لم يعزوا أهلنا في الشام الذين يقتلون بشكل يومي ولم يتبرؤوا من قاتليهم ولا ممن يعين على قتلهم، ولم نرهم يصفون أمريكا وروسيا وأذنابهم من الحكام النواطير بالإرهاب رغم أنها أم الإرهاب، ولم تر بلادنا تلك التفجيرات إلا في ظل رجالها من العسكر ورأسماليتها التي يحكمون بها بلادنا، فقد عشنا قرونا في أرض الكنانة مسلمون وغير مسلمين آمنين مطمئنين في ظل الإسلام ودولته منذ فتح مصر عمر بن الخطاب وأمّن أهلها النصارى من بطش الرومان المخالفين لهم في المذهب فلم نسمع عن اضطهاد ولا تمييز بل عن الإسلام يجعل جميع رعايا الدولة متساوين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق أو الطائفة... وهو ما جعل الشعوب تنصهر في بوتقة دولة الإسلام التي لا تعرف مصطلح (الأقليات) الذي يسوقه الغرب الآن فالجميع رعايا للدولة بلا تمييز.
يا أهل الكنانة! ألا من يخبر هذا الرئيس أن من يلقي بنفسه في البحر مع احتمال غرقه فيه قد تيقن من موته على يابسةٍ ضيّقها عليه حكام باعوا أنفسهم للغرب بثمن بخس، ولو وجدوا في أرضكم ضالتهم وأملا لمستقبلهم لما تركوها؟! ولا أمل سيتحقق طالما بقيت الرأسمالية تحكم وبقيت مصر رهينة في نظامها تابعة لأمريكا أو غيرها من دول الغرب، فالأمل في المستقبل يأتي بفكرة صحيحة تنبثق عنها حلول حقيقية لكل المشكلات وهو ما تفتقده الرأسمالية ويملكه الإسلام بدولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي يحاربها ويحارب عودتها أمريكا وأدواتها من حكام بلادنا الذين يتسابقون لنيل الحظوة من سيدتهم بإظهار كمّ الحقد الكامن في نفوسهم على الإسلام وأهله وجاهزيتهم بل وبدئهم في الحرب على كل من يسعى لإعادته في دولة تطبقه على الناس ولو بشكل خاطئ.
يا أهل الكنانة! إن وعد هذا الرئيس لكم هو من وعد الشيطان وما يعد الشيطان إلا غرورا، وهو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ولكنه هوة سحيقة يدعوكم ويدفعكم نحوها دفعا فلا تنساقوا له وانفضوا أيديكم منه وممن حوله ومن لف لفيفه، واسمعوا لمن يريد بكم الخير ويحمله لكم ويسعى بينكم لنيل رضوان الله وسعادة الدنيا والآخرة بتطبيق الإسلام الذي ارتضاه الله لكم والذي يضمن لكم حقوقكم ويساوي بينكم بعدل الله فيحمي الضعيف وينصر المظلوم ويغيث الملهوف ويقيل العثرات... نظام لا نرى في ظله تفجيرات بل نسمع فيه قول رسول الله r: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» فإنما بعثنا لنخرج العباد من عبادة الحكام والأنظمة الفاسدة الفاشلة التي تنهب ثرواتهم إلى عبادة الله عز وجل والتعبد له بنظامه الذي أنزله على نبيه r، بعثنا لنخرج الناس من جور الرأسمالية وما تفرع عنها من علمانية وديمقراطية إلى عدل الإسلام الذي ليس بعده عدل، لنخرج الناس من ظلمات الديمقراطية وعفنها الموحل إلى نور الإسلام الذي عم الحجر والشجر وطير السماء فضلا عن البشر، ورحم الله حاكما كان يحكم بالإسلام في دولة الخلافة قال: "انثروا القمح على رؤوس الجبال كي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين"، بينما نرى في عصور الديمقراطية التي يبشر بها حكامنا ويجبروننا على قبولها والانصياع لها وهي أوثان تُعبد من دون الله نرى في ظلها من يلقي القمح في المحيط حتى لا ينخفض ثمنه! اللهم أعد لنا دولة تبني أعشاشا للطيور وتضع لهم فيها الطعام.
يا أهل الكنانة! إن مستقبلكم الحقيقي في دولة تحكمكم بالإسلام وتطبق عليكم أحكامه التي أتت بوحي الله تحكم الحاكم والمحكوم لا تشريعات وضعها بشر تتفاوت عقولهم فوق كونهم كبشر مثالاً حياً للعجز والنقص والاحتياج لخالق مدبر، وهذه الدولة يدعوكم لها حزب التحرير ويحمل لكم مشروعها كاملا جاهزا للتطبيق فورا لا ينقصه إلا احتضانكم لها ونصرة المخلصين في العمل لها من أبناء الأمة في جيش الكنانة درع الأمة لا درع أوروبا ويهود، فطالبوا أبناءكم بنصرة المخلصين العاملين لتطبيق الإسلام عسى الله أن يفتح على أيديكم فيكون العز الذي ليس بعده عز... اللهم اجعله قريبا واجعلنا من جنوده وشهوده.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر