- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مئة عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى!
الخبر:
بدء الاحتفالات المئوية في فرنسا لنهاية الحرب العالمية الأولى.
التعليق:
مئة عام على بداية أفول دولة الخلافة رسميا بعد أن كانت الدولة الأولى في العالم لمدة 13 قرناً. مئة عام على بداية المرحلة الانتقالية من الملك العاض إلى الملك الجبري. مئة عام على تحكم الغرب الكافر المستعمر بشؤون المسلمين بعد أن كانوا أسياد العالم لقرون. مئة عام على بداية تكريس مفهوم الدولة القطرية ليصبح لاحقاً "الوطن" صنماً يعبد من دون الله تُرتكب باسمه و"دفاعاً عنه" أبشع الجرائم من صفقات مالية ومؤامرات على الناس ومجازر بحق الأبرياء...
وبعد مرور المئة عام هذه أين وصل العالم اليوم؟
فها هي أمريكا تشعل حرباً عالمية تجارية ضد كل من الصين وأوروبا، وتنسحب من اتفاقيات دولية مثل اتفاق المناخ الذي عقد في باريس والاتفاق النووي مع إيران ومن معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى وتنسحب من مجلس حقوق الإنسان الدولي...
وها هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يدعو لإنشاء جيش أوروبي موحد بهدف الدفاع عن القارة التي قد تضطر لمواجهة قوى كبرى، مثل روسيا والصين وحتى أمريكا، وفقا لكلام ماكرون. وبريطانيا تُجاري فرنسا في طلبها هذا. فلقد ذكرت صحيفة "الجارديان"، أن رئيس الوزراء الفرنسي السابق بيرنارد كازنوف وأمين عام حلف الناتو السابق البريطاني جورج روبرتسون قد دعيا إلى تقوية التعاون بين بريطانيا وفرنسا للوقوف ضد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب واتفقا على أن الرئيس الأمريكي ترامب لديه مواقف عدوانية تجاه أوروبا تستدعي التقارب بين بريطانيا وفرنسا لمواجهته.
وها هي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تدعو لاتباع سياسية أمنية وخارجية أوروبية مشتركة مشيرةً إلى قصور في توحيد الصف في مواجهة روسيا مثلاً، أو أمريكا أو الصين.
هذا عدا عن مواقف كل من الصين وروسيا ومدى تدهور علاقتهما مع أمريكا. وهكذا يتضح أن حالة الدول قبل الحرب العالمية الأولى ما زالت كما هي في يومنا هذا. وهذا سببه تغليب القيمة المادية والمصالح الاستعمارية نتيجة هيمنة المبدأ الرأسمالي وحتى الاشتراكي الذي لم يعد له وجود يذكر في زمننا هذا.
إن هيمنة المبدأ الرأسمالي لم تحصل نتيجة تفوقه كمبدأ على المبادئ الأخرى بل هيمن نتيجة انحطاط المسلمين قبل بداية الحرب العالمية الأولى، فكانت الحرب هي نقطة التحول في أفول نجم الخلافة وتقسيم بلاد المسلمين تباعا حسب مصالح دول الغرب الاستعمارية.
حصد المسلمون خلال مئة عام ثمار انحطاطهم، وما زالت الأمة الإسلامية تعاني من نتائج هذا الانحطاط. وما من حل لخلاص المسلمين والبشرية كافة إلا في إقامة الخلافة على منهاج النبوة التي لا تضع القيمة المادية كأولوية في سياستها الداخلية والخارجية بل تضع الأولوية للإنسان بوصفه إنساناً له حاجات يجب إشباعها بشكل صحيح.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف الداعوق
نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان