- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
فاسدون مقصرون وجب خلعُهم
الخبر:
ارتفعت حصيلة ضحايا السيول والأمطار الغزيرة التي تعرض لها الأردن، مساء الجمعة، إلى 12 شخصاً، وفق ما أعلن الدفاع المدني ومصادر رسمية السبت. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني إياد العمرو لفرانس برس، إن "عدد ضحايا الأحوال الجوية السائدة والسيول ارتفع إلى 12 حالة وفاة، بينهم أحد غطاسي كوادر الدفاع المدني".
وعُزل 93 شخصاً و71 مركبة جنوب العاصمة السعودية الرياض؛ جراء أمطار غزيرة اجتاحت المنطقة، وأغرقت مياه الأمطار، وفق مقاطع فيديو تداولها نشطاء التواصل، مطار الملك خالد الدولي في الرياض، وألحقت أضراراً بسقفه، كما أغرقت أيضاً إحدى صالات القدوم. (مصادر إعلامية)
التعليق:
لا يعلم المرء أيعزي الغرقى بسبب مياه الأمطار أم يرثي حالهم، ففي الأعوام الماضية تكرر حدوث هذه الكوارث المؤسفة، فحق لنا أن نسأل هل يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين؟ أم إن هذه الأحداث تفضح وتعري الحكام والأنظمة المتسلطة على رقابنا. فمنذ مدة ليست ببعيدة غرق أطفال أبرياء في سيول الأردن ومات منهم من مات، فما حرك هذا الحدث شيئاً، سوى أن خرج علينا البعض باستقالات لم تقدم أو تؤخر شيئاً، وملك الأردن، الذي يتفانى في خدمة أسياده في الغرب، لم يخرج علينا حتى بتعزية أو اعتذار على ما قصّر فيه هو ووزراؤه النواطير لكيان يهود.
مَن المُلام على هذه الكوارث والتقصير؟ أليس النظام الذي أهلك الناس بالضرائب تحت ذريعة إنشاء البنية التحتية التي لم تصمد أمام الأمطار؟! أليس النظام الذي تسول المال من الناس تحت ذريعة الخدمات؟! أليس النظام الذي أنشأ المباني التي تقف شامخة أمام الزلازل لأنها حصون أمنية وثكنات تحمي المتآمرين داخلها؟! أليس النظام الذي يسارع في الزج بالشرفاء الغيورين على الأمة وأهلهم في الأردن في السجون وينزل عليهم أقصى العقوبات لا لشيء سوى حملهم دعوة الإسلام؟! أليس هو النظام الذي يتبجح صباح مساء بالأمن والأمان في الأردن وهم يعيشون تحت الخوف والبطش من أزلامه؟! نعم هذا النظام الذي يدّعي أنه هاشمي، هو المذنب الأول والوحيد والمقصّر بلا منازع.
إنه من المعلوم أن من واجبات أي نظام توفير الأساسيات والأمن والأمان للرعايا، ومن واجبات أية دولة فيها ذرة احترام لشعبها أن لا تدعهم في مرمى المهالك والموت بسبب التقصير في تهيئة البنية التحتية القادرة على مواجهة أي حادث قد يقع بسبب الطبيعة أو الناس. فأين نظام الأردن من هذا الأمر؟! واللافت للنظر أن الأمر نفسه يتكرر كل عام، ولا يوجد من يحرك ساكناً أو ينكر هذا التقصير ويتحمل مسؤوليته.
وهناك من يدافع عن النظام مدّعياً أن الدولة لا تملك القدرة والإمكانيات...! حسناً، فما بال الرياض أرض البترول والمال؟ لماذا يحدث فيها الشيء نفسه؟! أنقص المال أم نفد بعد أن أُنفق في قتل المسلمين في اليمن وإرسال الدولارات إلى سيد البيت الأبيض؟! إن هذه المشاكل ليست مرتبطة بتوافر المال، بل بنهج هؤلاء الحكام وعدم اكتراثهم برعيتهم، وأنى لهم وهم مشغولون بالزج بالمخلصين في السجون ما استطاعوا، وتقطيع المعارضين والتخلص من جثثهم أو رميهم من الطائرات!
لا يقتصر الأمر على أرض الحجاز والأردن، بل حتى مصر الكنانة شابهت فيها الكوارث في مدن عدة لسبب واحد هو التقصير وعدم المبالاة، وكذلك تونس والكويت قد طالهما الأمر...
إن هذه الأحداث تعري الأنظمة وتمحص الناس، تعري الحكام بفشلهم بالقيام بأبسط واجباتهم، وتفضح منهم المصفقين المدافعين عن هذه الأنظمة الجبرية. إن النظام الوحيد الذي يهتم برعاياه وينذر نفسه لخدمتهم في المقام الأول هو النظام الإسلامي، والتاريخ شاهد، فذلك عمر بن الخطاب يخاف أن يسأله الله عن بغلة تعثرت في أرض العراق... والأمثلة أكثر من أن تحصى؛ لتفاني الحكام المسلمين الصادقين المخلصين في رعاية الناس، فالإسلام هو مصدر الخير، وكل الخير.
يجب ألا نصمت ونسكن بعد هذا الفضح الواضح للحكام وزبانيتهم، وأضعف الإنكار هو الإنكار بالقول، وهو مستطاع. فهبوا يا أمة الإسلام لقلعهم من جذورهم واستبدال المخلصين الصادقين بهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا