- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
علماء علمانيون أم علماء ربانيون يا أمة محمد r؟!
﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾
الخبر:
انتخب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في مؤتمره المنعقد في 2018/11/7 العالِم المغربي أحمد الريسوني لرئاسته خلفا للمؤسس الشيخ يوسف القرضاوي، وجاء الانتخاب في ختام مؤتمر الجمعية العمومية للاتحاد المنعقد في مدينة إسطنبول، وقد شارك في المؤتمر السنوي لاتحاد علماء المسلمين 1030 عالما و50 جمعية إسلامية.
وقال الاتحاد في تغريدة على تويتر إن الريسوني انتخب لرئاسة الاتحاد بنسبة تصويت تجاوزت ٩٣% شارك فيها المئات من أعضاء الاتحاد، وكان الرئيس الجديد نائبا للقرضاوي في الفترة الماضية.
كما بحث المؤتمرون طرق ووسائل تحقيق المصالحة بين جميع مكونات الأمة بين الحكام وشعوبها، وبين الحكام بعضهم وبعض، وبين أفراد وجماعات الأمة، واختيار الطريق الكفيلة بإنهاء الخلافات القائمة.
ودعوا في بيانهم الختامي إلى ضرورة التعايش السلمي والتواصل الحضاري والتعددية الدينية والحضارية، ودعم حق الشعوب في نيل حريتها وكرامتها وتقرير مصيرها.
التعليق:
لقد تحدثتم كثيراً وأفضتم في الحديث والقرارات التي تناقلتها الفضائيات ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة فيما سمحت لكم به الأنظمة الحديث عنه، كيف لا ورئيس الاتحاد الجديد أحمد الريسوني (العلماني المحايد) يهاجم الحركات الإسلامية بل والتيارات الإسلامية والقطبية، ويرفض الثورات والخروج على الحكام والعمل السياسي، ويهاجم بقوةٍ الخلافة الإسلامية!
قرارات لم تُشر لا من قريب ولا من بعيد إلى الشريعة الإسلامية ولا إلى تحكيم الكتاب والسنة ولا إلى الخلافة الراشدة التي هي شكل الحكم في الإسلام! بل هي قرارات ودعوات للدولة المدنية وما هي إلا الدولة العلمانية نفسها، ودعوات إلى الديمقراطية وما هي إلا نظام الحكم في المبدأ الرأسمالي.
ألا يعلم هؤلاء - العلماء - أن للإسلام نظام حكم؟! فدولته دولة الخلافة، والحاكم هو الخليفة الذي يبايعه المسلمون على السمع والطاعة على تطبيق كتاب الله وسنة رسوله r. وليس لأحد لا الخليفة ولا مجلس الشورى ولا الأمة لو اجتمعت أن يشرع خلاف شرع الله، إذ ليس هناك مسألة كانت أو تكون أو ستكون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إلا ولها حكم أو محل حكم في الشرع.
ألا يعلم هؤلاء - العلماء - أنّ الخلافة التي هي تاج الفروض، والتي جاء بفرضيتها القرآن الكريم والسنة المشرفة وإجماع الصحابة الأطهار، هي من الأحكام القطعية في الدين، ولن يضيرها مثل تلك الدعاوى التي سترتد على أصحابها وبالاً وخسراناً في الدنيا والآخرة؟! قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 21].
وإننا إذا وجدنا بعض من يسمون بالعلماء المسلمين أو بالحركات الإسلامية يقبلون أن يسيروا مع الغرب الكافر في مسعاه لضرب الإسلام والمسلمين… فإن هناك على الضفة الأخرى من لا يرضيه إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى، ولا يقبل إلا أن يكون مع الله قلباً وقالباً، ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.
كلنا يذكر هؤلاء العلماء الربانيون المخلصون الذين اجتمعوا في جاكرتا قبل سنوات، في مؤتمرهم الذي لم تتناقله الفضائيات ولا وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، لأنه يزعج الأنظمة ويقلق مضاجع الحكام، مؤتمر حضره الآلاف من العلماء الربانيين برعاية حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، مؤتمر يمثل علماء الأمة الحقيقيين ويمثل تطلعات الأمة للعزة والكرامة والمكانة الكريمة التي تستحقها، مؤتمر صدرت فيه قرارات مشرفة، قرارات مستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله r، وقعوا فيه ميثاقاً - سيشهد لهم يوم القيامة - على العمل لاستئناف الحياة الإسلامية وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ميثاقاً ينذر الكفار المستعمرين وعملاءهم من الحكام الظالمين وأعوانهم، بأن الأمة الإسلامية تختزن في ذاكرتها كل جرائمهم ضد الإسلام والمسلمين، وأن الخلافة عند قيامها قريبا بإذن الله ستقيم عليهم العقوبات الشرعية التي يستحقونها. ويبشر الأمة الإسلامية بأن بزوغ فجر الخلافة الراشدة قد أزف وقته، وآن أوانه، تصديقاً لوعد الله سبحانه وتعالى بالاستخلاف لعباده المؤمنين الصالحين، ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [النور: 55] وتحقيقاً لبشرى رسوله r في حديثه الصحيح بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بعد الملك الجبري الذي نحن فيه: «ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» (أخرجه أحمد)، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الروم: 4-5].
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام