- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرى وفاة فارس المنابر.. الشيخ عبد الحميد كشك
الخبر:
قبل أيام - وبالتحديد في 6 كانون الأول/ديسمبر - مرت الذكرى الـ22 لوفاة فارس المنابر.. الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله تعالى.
التعليق:
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر. ففي هذا الزمان الذي كثر فيه العلماء الخانعون وقل فيه العلماء الربانيون، وجب علينا أن نتذكر فرسان كلمة الحق، كالشيخ كشك وسيد قطب وابن عاشور وغيرهم...
لقد عايش الشيخ عبد الحميد كشك كلًّا من جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، ولم يسلم أيٌّ منهم من لسانه.. فسجنوه، وعذبوه بوحشية لدرجة أن آثار التعذيب بقيت على جسده، ولكنه عاش ومات عبد الناصر، وعاش ومات السادات، وفي عام 1996 توفي وهو ساجد يصلي - فلا نامت أعين الجبناء.
إن العالم لا يوزن بغزارة علمه، بل بمواقفه. فعلماء المسلمين في تاريخ المسلمين الحديث والقديم الذين خلد التاريخ ذكراهم لم يشتهروا ويُعرفوا إلى يومنا هذا لغزارة علمهم وسعة فقههم فقط، بل لمواقفهم الرجولية أيضا حيث سخروا علمهم الشرعي للقضايا العظيمة التي عاصرتهم. فعلى سبيل المثال لا الحصر: أحمد بن حنبل تصدى لمسألة خلق القرآن، وعبد الله بن عباس تصدى للخوارج، وسعيد بن جبير تصدى للحجاج، والعز بن عبد السلام باع أمراء المماليك، وابن تيمية قاتل التتار.. وهكذا، فكانت هذه المواقف هي التي خلدت ذكراهم إلى يومنا هذا.
فأين علماء المسلمين اليوم؟! أين هم من قضايا الأمة المعاصرة؟! أين هم من قوله تعالى ﴿لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾؟! أين هم من قول الغزالي: فساد الرعايا بفساد الملوك، وفساد الملوك بفساد العلماء؟! يا معشر القراء يا ملح البلد، ما يُصلح الملح إذا الملح فسد!
اللهم ارحم الشيخ عبد الحميد كشك وجميع العلماء الربانيين واحشرنا معهم مصداقا لقول رسولنا r «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
جابر أبو خاطر