- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
كبير الذئاب الرأسمالية "ماكرون" ينحني أمام السترات الصفراء
الخبر:
في محاولة لامتصاص غضب الشارع الفرنسي بعد الأسبوع الرابع من حركة "السترات الصفراء" أعلن الرئيس الفرنسي في خطاب تلفزيوني "سنعمل على زيادة الرواتب اعتبارا من مطلع العام المقبل، ولا ضرائب على العمل الإضافي في الفترة المقبلة".
وفي كلمته التي حرص فيها على إظهار تفهمه لخطورة الوضع قال ماكرون "فرنسا في لحظات تاريخية" و"إن هناك استياء وثمة غضب شعبي"، ووعد الشعب الفرنسي بـ"بإصلاح الدولة من أجل الإنصاف والعدالة" وأنه "سيقوم بعملية التنسيق وسيستقبل كل الآراء"، ولكنه أصر على عدم التراجع عن إلغاء الضريبة على الثروة التي طالب بها المحتجون. (فرانس 24، وكالات الأنباء، 2018/12/10)
التعليق:
يتباهي الديمقراطيون بأن نظامهم الذي يشرع ويحكم باسم الشعب هو أكثر الأنظمة ضمانا للتمثيل الشعبي، وأن الأحزاب والبرلمان والبلديات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني وفّرت كل ما يلزم لاستيعاب مختلف الأفكار والآراء وسماع كل الانتقادات بكل شفافية.
ولكن حركة السترات الصفراء أثبتت وجود قطاع كبير من المهمّشين والمحرومين من ثمار القوة الاقتصادية الفرنسية الذين لم يجدوا في النظام السياسي ومختلف هياكله الحزبية والنقابية من يعبر عن همومهم أو يشعر بمعاناتهم، لذلك رفض هؤلاء أن يتحدث باسمهم أي من النواب في البرلمان أو الأحزاب أو النقابات أو المنظمات لأنهم كفروا بهم جميعا وبخداعهم.
كما أثبتت هذه الحركة الخارجة عن دائرة النظام السياسي أنها أرعبت النظام الفرنسي وجعلته يلهث في البحث عمن يمثل الثائرين للاعتذار لهم ومحاولة استرضائهم ببعض القرارات السريعة رغم رفعهم لسقف مطالبهم ومطالبتهم بإقالة الرئيس ماكرون.
لقد أثبتت الوقائع الأخيرة في فرنسا أن السلطان الحقيقي هو للجماهير الشعبية حين تُظهر رفضها واستياءها من الحكام بأي أسلوب، حتى لو كان عنيفا كما في الحالة الفرنسية التي لم يتحرّج المحتجون فيها من القول بأن حكام فرنسا لا يسمعون ولا يهتمون بالاحتجاجات حينما تكون سلمية.
وإذا كان الحصول على بعض المكاسب المادية البسيطة كما في الحالة الفرنسية استوجب التحرك من خارج النظام السياسي الفرنسي والدخول في مواجهة شعبية مباشرة مع النظام لأربعة أسابيع متتالية، فإن إحداث التغيير الجذري والشامل لأوضاع الأمة الإسلامية يستوجب مواجهة أكبر وأطول من خارج النظام السياسي وليس من خلال أوهام اللعبة الديمقراطية والانتخابات الدورية التي يُراد إشغال المسلمين بها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد مقيديش
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس