- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحاكم العميل مضيعة لكل خير
الخبر:
لطالما كان الاقتصاد السوداني، تحت وطأة عقوبات طالت لـ 20 عاماً، ونخبة حاكمة استحوذت على أجزاء الاقتصاد القليلة الفاعلة وأرباحها، لطالما كان ذلك الاقتصاد أحد أضعف اقتصادات القارة أداءً تبعاً لظروف اقتصادية لا يمكن عزوها بطبيعة الحال للسودانيين أنفسهم، والبالغ تعدادهم نحو 40 مليون نسمة، لذا، كان متوقعاً للأزمة الاقتصادية والمالية الطاحنة أن تنتج طال الأمد أم قصر احتجاجات واسعة كتلك في ظل تردي أوضاع معيشية لا يتوقف، إلا أن نظرة على تفاصيل إدارة تلك النخبة للمشهد السوداني الاقتصادي ربما يكشف نقاطاً أهم يمكن أن ترسم مسار الاحتجاجات الحالية ومستقبلها. (الجزيرة نت)
التعليق:
دولة من أكبر دول العالم بأراض صالحة للزراعة تفوق المئتي مليون فدان مع توافر المياه اللازمة للزراعة. بلد تعتبر من أغنى الدول العربية والأفريقية بثروة حيوانية هائلة تقدر بـ١٠٤ مليون رأس من حيوانات الغذاء و٤ مليون رأس من الفصيلة الخيلية و٤٥ مليون من الدواجن وثروة سمكية هائلة تعد ١١٠ كيلو طن للمصائد الداخلية والخارجية. ثروة حيوانية يمكن مضاعفتها بسبب توفر الثروات الطبيعية الضخمة في السودان. احتياطي نفطي بمليار ومائتي مليون برميل. أما اليورانيوم فيوجد أكبر مخزون له في العالم بإقليم دارفور ذلك الإقليم الذي يطفو على بحيرة بترول. ناهيك عن العديد من المعادن الأخرى المتوفرة بكميات كبيرة مثل الذهب والنحاس والكروم والرخام والجرانيت.
أما العامل الديموغرافي القوي فيبلغ عدد سكان السودان 39 مليوناً و600 ألف نسمة حسب إحصائيات ٢٠16 معظمهم من الشباب.
فكيف يجوع ويفقر شعب عنده كل هذه الخيرات والثروات والإمكانيات والأيدي العاملة؟! كيف يعاني الناس الأمرين عبر عقود من الزمان وهم يجلسون على بحيرات نفط ومخازن يورانيوم هي الأكبر بالعالم؟! لا بد أن الطبقة الحاكمة في السودان لديها الجواب الشافي على هذه الأسئلة وغيرها. لا بد أنها تعلم كيف يتم إفقار وإذلال المسلمين في السودان بسياسات مبرمجة وممنهجة على يد أمريكا التي يدين حكام السودان لها بالولاء والبراء. لا بد أن الطبقة الحاكمة في السودان تعلم تماما كيف تجنى الثروات في السودان وإلى أين تذهب وكيف يتم سرقتها من أمريكا والطبقة الحاكمة. الأسئلة كثيرة والتهم كبيرة والمجرمون معروفون والمظلومون ملايين مملينة، بدأت تثور وتنتفض بعدما أصبح الظلم عظيماً وغير محتمل.
ولكن العامل الأقوى والأفعل الذي لم يذكر بعد في السودان وفِي خيراتها هو العامل المبدئي الإسلام، الذي لطالما حمى السودان عبر القرون، وطالما عاش أهل السودان متراحمين ومتحابين وسعيدين في ظله... هذا الدين الذي إن تمسك به أهل السودان وأهل المنطقة كلها لكفاهم شر حكامهم ودول الغرب كلهم. وأقصد بالإسلام كل الإسلام، وليس إسلام العبادات فقط، ولكن إسلام السياسة والاقتصاد والاجتماع والعبادة.
هل سيغفله المتظاهرون والثائرون في السودان أم أنهم سيتخذونه نبراسا لهم في ثورتهم ضد الظلم والحكام؟ هل سيجعلونه مشعل الثورة أم سيتركونه لتبوء ثورتهم بالفشل والبوار؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج ممدوح