- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
من يعرقل تشكيل الحكومة؟ ومتى تنتهي مشاكل لبنان؟
الخبر:
ذكرت صحيفة الشرق الأوسط في عددها 14636 الصادر يوم الاثنين - 24 كانون الأول/ديسمبر 2018م - خبرا بعنوان "بعد تعطل تشكيل الحكومة اللبنانية... الحريري في إجازة... تبادل الاتهامات بالمسؤولية بين الأطراف... ولا مبادرات جديدة".
التعليق:
مرت ثمانية أشهر على حكومة تصريف الأعمال والقوى السياسية تتقاذف الاتهامات حول فشلها في تشكيل حكومة، والسلطة غائبة عن رعاية شؤون الناس، والسرقات تنهش في مقدرات البلاد، والبلد يزداد غرقا في الدين، حيث شارفت الأرقام على مئة مليار دولار، وتبلغ قيمة خدمة الدين (الربا) اليومية لهذا الدين 16 مليون دولار، إذ يترتب على لبنان زيادة ربوية للدين في كل سنة حوالي ستة مليارات دولار، في وقت تنعدم البنى التحتية في كثير من المناطق، والبطالة وصلت إلى حد غير مسبوق، والغلاء الفاحش يعم جميع الحاجات، والكهرباء بأسوأ حالاتها، كما الطرقات، ويعجز الكثير من المرضى عن العلاج في المشافي وشراء الأدوية إذ إنها تحتاج أموالا طائلة، والناس تزداد فقرا.
إن الجزء الداخلي في لبنان من عدم التشكيل هو تكالب القوى السياسية على مناصب لمؤسسات أو وزارات ذات ميزانيات مالية مرتفعة من أجل نهبها، وعراقيل طائفية ومذهبية، وانقسام ولاءات تلك القوى بين الدول الإقليمية والدولية؛ لكن السبب الأهم والأقوى هو الإشارة الأمريكية ببقاء الوضع على ما هو عليه، فإذا خشيت من سقوط في البلد يؤدي لفقدانها السيطرة أوعزت لكل الأقطاب وجمعتهم في ساعات قليلة لتكون بعدها المتناقضات كأنها لم تكن!!
إن دولة لبنان منذ نشأتها كيان غير قابل للحياة السليمة، البعيدة عن تولي دولة أخرى سياسته إقليمية أو عالمية، ولذلك منذ إعلانه تولته فرنسا ثم بريطانيا ثم مصر ثم سوريا ثم إيران والسعودية وأمريكا...
وفي ظل الفشل في تأليف الحكومة وقبلها بقاء لبنان بدون رئيس جمهورية لما يقارب سنتين، والبلاد على ما هي عليه، وحتى في ظل سلطة قائمة منذ استعمار فرنسا وبريطانيا لبلادنا وإنشاء دولة لبنان، والمشاكل فيه تتوالى وتتجدد وتتنوع في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية ما يجعلنا نؤكد المؤكد أن دولة لبنان دولة فاشلة منذ نشأتها لأنها تفقد مقومات الدولة الناجحة، وبالتالي إن وجود حكومة وانعدامها أو وجود رئاسة وانعدامها لن يغير من هشاشة دولة لبنان وعدم قابليتها لإزالة المشاكل ورعاية شؤون الناس.
وختاما نؤكد أن الحلول للمشاكل التي يعاني منها لبنان تكمن في إنهائه كدولة وانضمامه إلى بلاد الشام، وحكمه بشرع الله، من قوى سياسية صادقة ومخلصة وواعية ومتحررة من العمالة للخارج.
وإننا نرى أن قابل الأيام ستتوحد فيها بلاد المسلمين وسيتحقق وعد الله ليس بالاستخلاف فقط بل وبالتمكين أيضا، وحينها سيعود لبنان إلى أصله في بلاد الشام وجزءا من دولة الخلافة الراشدة، التي ستزيل كل الحدود التي رسمها الاستعمار وقسم بها بلادنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ الدكتور محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان