الأربعاء، 16 صَفر 1446هـ| 2024/08/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الشعب يريد إسقاط النظام: شعار للتغيير وليس للترقيع!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الشعب يريد إسقاط النظام: شعار للتغيير وليس للترقيع!

 

 

الخبر:

 

تظاهر مساء يوم الثلاثاء 25 كانون الأول/ديسمبر 2018 عشرات المواطنين بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، تنديدا بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية وذلك على خلفية انتحار المصور الصحفي عبد الرزاق الزرقي حرقا.

 

وتحولت الوقفة الاحتجاجية إلى مسيرة باتجاه وزارة الداخلية رفع خلالها المحتجون شعارات مختلفة منها ''الشعب يريد إسقاط النظام'' و''لا للحقرة والتهميش'' و''لا خوف لا رعب الشارع ملك الشعب''، "الشعب فد فد من الطرابلسية الجدد" (ديوان إف إم)

 

التعليق:

 

يعتبر شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" من أهم الشعارات التي رفعت في ثورة الأمة التي انطلقت من سيدي بوزيد لتجوب جل البلاد الإسلامية وحتى ربوع وول ستريت، وقد اهتزت به شوارع السودان منذ أيام في مظاهرات حاشدة ضد عمر البشير ونظامه.

 

وفي تونس وبعد سنوات من الثورة اتضح للجميع أن النظام القديم لا يزال قائما بفضل محاولات التزييف وتحريف الثورة، فتغيرت وجوه الحكام وتداولت الحكومات وتعدل شكل السلطة، ولكن السياسات والمنهجية واحدة ظلت بالمعايير السابقة نفسها، بل وبمزيد من التبعية والارتهان والصراعات على المناصب والكراسي بعناوين قديمة جديدة.

 

وكلما ازدادت أزمة الحكم وتفاقم معها ضنك العيش وتوتر الأجواء ازداد الناس يقينا أن النظام الفاسد المتجبر لم يسقط بعد، بل ظل في عمليات الترقيع وإعادة التدوير المتواصلة.

 

ولكن هذا الوضع أيضا لم يسلم من محاولات استغلاله في الصراعات الحزبية السياسية الضيقة من ناحية وفي محاولات امتصاص غضب الناس من ناحية أخرى، فتجد أطرافا سياسية كانت بالأمس تمسك بغنيمة الحكم تتحرك اليوم في ثوب الناطق باسم الشعب وباسم قضاياه وتتاجر بمآسيه سعيا لإسقاط غريم سياسي أو إحداث فوضى تخدم مصالح أطراف أجنبية لها أجنداتها في المنطقة.

 

إن النظام لا يقتصر على مسؤولين فاسدين، بل هو يشمل منهجا في الحكم والتشريع يؤسس للفساد ويعطيه شرعية زائفة، وإسقاطه لا يكون بمجرد تبادل مكشوف للأدوار، فكلا الطرفين هما وجهان لعملة واحدة مع اختلاف في الشعارات والعناوين، وربما في بعض الخطوط الحمراء.

 

فالذين يقبلون بالتفريط في ثروات البلاد ولو بشفافية، والذين لا يرون مانعا في تحول سفارات الدول الأجنبية مقرات لاجتماعات السياسيين والإملاء عليهم، والذين لا يعتقدون في ضرورة التشبت بهوية هذه الأمة وتشريعها الإسلامي... هؤلاء كلهم جزء من النظام الفاسد، مهما ادعوا محاربة الفساد ونادوا بتغيير النظام.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد ياسين صميدة

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع