الإثنين، 21 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
حكام المسلمين لا يعبؤون بجرائم الصين ضد المسلمين فيها (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حكام المسلمين لا يعبؤون بجرائم الصين ضد المسلمين فيها

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

ذكرت صحيفة جلوبال تايمز الإنجليزية الرئيسية بالصين يوم السبت الخامس من كانون الثاني/يناير، بأن الحكومة الصينية أقرت قانوناً يهدف إلى جعل الإسلام يتماشى مع الاشتراكية. وذكرت الصحيفة بأن المسؤولين الحكوميين "وافقوا على توجيه الإسلام ليكون متوافقاً مع الاشتراكية وتطبيق إجراءات تهدف إلى إضفاء الطابع الصيني على الدين" (التكيف مع الطريقة "الصينية" كممارسة) خلال السنوات الخمس القادمة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أغلقت السلطات في مقاطعة يونَان الصينية 3 مساجد أنشأها مسلمو عرقية الهوي المهملة.

 

التعليق:

 

هذه التحركات الأخيرة للنظام الصيني هي استمرار لحملته الوحشية التي تهدف إلى محو الإسلام من أذهان سكان البلاد من المسلمين وإجبارهم على تبني معتقداته الملحدة عبر الإرهاب والتخويف. وقد حظر النظام بالفعل في أجزاء من الصين الصيام، وارتداء الزي الإسلامي، وإطالة اللحية، والسماح للأطفال دون سن 18 عاما من دخول المساجد للاستماع إلى الخطب الإسلامية. كما منعت الحكومة الآباء من إعطاء أطفالهم المولودين حديثاً أسماء إسلامية مخصوصة، ومن توفير التعليم الإسلامي لأطفالهم أو المشاركة في الأنشطة الإسلامية. هذا إلى جانب الضغط على المسلمين الإيغور ليتزوجوا من أفراد من الهان من غير المسلمين. وفي عام 2016، وكجزء من حملة القمع ضد الإسلام، أطلق النظام حملة "أن نصبح عائلة" - يقوم فيها مسؤولون أو صينيون من الهان بالانتقال للعيش مؤقتاً مع العائلات المسلمة في شينجيانغ وذلك لإجراء عمليات المسح والإبلاغ عن مؤشرات تشير إلى ارتباط العائلة التي تستضيفهم بالإسلام بل ربما "التطرف" بما في ذلك رفض شرب الخمور، وأداء صلاة الجمعة، والصوم في رمضان، أو حتى وجود صور تحمل نصوصا إسلامية على جدران بيوتهم. وفي كانون الأول/ديسمبر 2017، قامت سلطات شينجيانغ بتعبئة كادر مكون من أكثر من مليون شخص لقضاء أسبوع في منازل مسلمين من الإيغور لهذا الغرض. كما تم وصف الأنشطة الإسلامية الأساسية الأخرى بأنها متطرفة، مثل اختيار تناول الطعام الحلال وحتى إلقاء التحية الإسلامية عند تبادل السلام. بدأ قادة الحزب الشيوعي في أورومتشي، عاصمة إقليم شينجيانغ، حملة ضد المنتجات الحلال، ما أدى بالكوادر القيادية إلى أداء اليمين "لخوض معركة حاسمة" ضد ما وصفوه بـ"التحرر من الهلال". وبالفعل، فإن كراهية هذا النظام التي يحملها للإسلام جعلته يجبر المسلمين على التخلي عن الدفن الإسلامي وبدلا من ذلك القبول بالتقليد الصيني الذي يحرق الجثة والذي تعمل الدولة على توسيع العمل به سريعا في إقليم شينجيانغ الغربي.

 

وإلى جانب ذلك كله، فإن أكثر من مليون مسلم من الإيغور معتقلون إلى أجل غير مسمى في معسكرات الاعتقال في شينجيانغ وفقا للأمم المتحدة، وهناك يضطرون إلى التخلي عن عقيدتهم وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير، وكذلك التعهد بالولاء للحزب الشيوعي الحاكم الملحد. كثير من المسجونين يتعرضون للتعذيب أو حتى القتل. وعلاوة على ذلك، يوجد ما لا يقل عن مليونين من الإيغور المسلمين في "معسكرات إعادة التثقيف" حيث يخضعون للتلقين السياسي والثقافي القسري للتخلي عن دينهم، وكذلك انتقاد معتقداتهم الإسلامية واتباع الدعاية الشيوعية. ووفقاً لوكالة فرانس برس، فإن وثيقة حكومية ذات صلة بأولئك في "مراكز إعادة التثقيف"، تنص على أنه لبناء مواطنين صينيين أفضل، يجب على هذه المراكز أولاً أن "تكسر نسبهم، وتكسر جذورهم، وتقطع روابطهم وتكسر أصولهم". كما تدير الدولة الصينية دور أيتام للأبناء الذين يؤخذون من الآباء المسجونين في معسكرات الاعتقال أو الذين يعيشون في المنفى. في دور الأيتام هذه، يتم تعليم الأطفال بطريقة تمحو هويتهم الإسلامية وتسلخهم عن عقيدتهم الإسلامية. هدف النظام هو تحويل أجيال المستقبل من الأطفال المسلمين الإيغور إلى رعايا مخلصين يعتنقون الإلحاد، والعادات الصينية في هان، ويؤمنون برؤية بكين القائمة على إبادة سكان الإيغور المسلمين وتطهير شواطئها من الإسلام.

 

مع ذلك، وعلى الرغم من هذه الحرب العلنية التي تشنها الدولة الصينية ضد الإسلام، وحملتها للتطهير العرقي ضد سكانها المسلمين، فقد كان هناك صمت مخجل ولكنه غير مفاجئ من أنظمة وحكام العالم الإسلامي. في الواقع، حتى إعلان الحكومة الصينية عن أن الإسلام "مرض عقلي أيديولوجي" و"فيروس في الدماغ"، لم يكن كافياً لإشعال شرارة من الغضب والاستجابة الحقيقية من هذه الحكومات ومن على رأسها من حكام المسلمين عديمي الفائدة الذين لا يهتمون بقدسية الإسلام أو حياة المسلمين. إن هذه الأنظمة وعلى رأسها الحكام ينتشون إذا ما تعلق الأمر بذبح المسلمين في سوريا واليمن وأفغانستان وباكستان وأماكن أخرى... وفوق ذلك يرفضون استخدام أوقية من النفوذ السياسي أو العسكري أو الاقتصادي من أجل الإسلام والمسلمين. فعلى سبيل المثال، نشرت حكومة باكستان 15 ألف جندي لتأمين ممرها الاقتصادي الصيني-الباكستاني والمواطنين الصينيين الذين يعملون في مشاريع البنية التحتية في البلاد. في حين لم تقم بتجنيد جندي واحد لتأمين شرف الإسلام والأمة الإسلامية! لا شك في أن مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تقدر بمليارات الدولارات، والتي تهدف إلى تسهيل التجارة العالمية، بما في ذلك مع آسيا والشرق الأوسط مع بكين، من خلال بناء طرق التجارة، والتي ستمر بشكل أساسي عبر شينجيانغ... ستشتري المزيد من صمت هذه الأنظمة الإسلامية التي تُوُدّع منها في اتخاذ موقف يتصدى لما تراه من حملة الحكومة الصينية الصليبية ضد الإسلام. وهكذا، ففيما يبقى الوضع الراهن على ما هو عليه، حيث لا توجد قيادة إسلامية حقيقية تذود عن شرف الإسلام والمسلمين، فإن حملة الصين الملحدة ضد المسلمين الإيغور ستستمر بلا هوادة؛ وستبقى أيديها حرة طليقة تضطهدهم دون عقاب ودون أن يقف في طريقها أحد. لذا فإننا نسأل أولئك في الجيوش الإسلامية... ما الذي لا يزال يربطكم بهؤلاء الحكام الجبناء الذين باعوا أرواحهم لأعداء دينكم؟ كيف يمكنكم أن تتحملوا العيش تحت ظلهم وفي خدمة غدرهم؟ ساندوا على عجالة العمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بها سيكون لكم الشرف والعز، وستكونون أبطال دينكم وتنالون شرف الدفاع عن الأمة!

 

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د.نسرين نواز

مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع