- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أطفال اليمن خسروا طفولتهم ثمنا لأزمة الوقود التي شلت مستقبلهم
(مترجم)
الخبر:
في ١٨ كانون الثاني/يناير تحدثت بي بي سي عن حرب اليمن وكيف أنها أثرت على سكان القرى على الرغم من عدم تورطهم بشكل مباشر في الحرب. فسكان الجبال تعرضوا للشلل في حركتهم بسبب ارتفاع أسعار الوقود مما جعل تشغيل وسائل مواصلاتهم أمرا مستحيلا. وهذا أدى إلى عزل السكان عن الخدمات الأساسية كالعناية الطبية ووسائل نقل الطعام والشراب. وتم إجبار العديد من الأطفال على مساعدة عائلاتهم في حمل الأمتعة الثقيلة سيرا على الأقدام لمدة تصل إلى خمس ساعات في اليوم. الأمر الذي يعرضهم إلى خطر الإصابة والخروج من المدارس فضلا عن الضغط النفسي، حيث يحملون عبء الحياة مع أسرهم. إضافة إلى أن العديد من الفتيات يواجهن خطر السير في مناطق معزولة.
التعليق:
إن فكرة أن دولة غنية بالنفط كاليمن تواجه أزمة وقود وضعت سكانها في ظروف أشبه ما تكون بالعصور الوسطى ما هي إلا مأساة كان بالإمكان جدا تفاديها إلا أنه تم التخطيط لها من الدول الغربية التي تنظم الأزمات في اليمن، متلقية كل المساعدة من جميع حكام المسلمين. ونتيجة لممارسة عمل الأطفال القهري فإن ملايين الشباب والشابات في اليمن خسروا شبابهم الذي يمكن أن تعوض فيه سنين الدراسة والفرص التي كان بإمكانهم نيلها.
إن وكالات الإغاثة العالمية لا تملك أي نجاعة في إعادة بناء تلك الأرواح الضائعة، وسنة تلو سنة، لا تملك سوى أن تشاهد وتوثق الموت والدمار الشاخص في أوراق إحصائية لا بمصطلحات إنسانية حقيقية. إن حياة أطفال المسلمين تم استغلالها في حرب لا قيمة فيها سوى للهيمنة الاقتصادية للشركات الغربية. أما حكام المسلمين فلا يأبهون للشباب الأبرياء الذين يعانون يوميا من عبء لا يحتمل من الإهمال السياسي. فملايين الأطفال واقعون في قبضة أسوأ انتشار للكوليرا في العالم، حيث لا يملكون خيارا سوى أن يشربوا من مصادر المياه القذرة غير المعالجة. أما ثروة وقوة أمتنا وجيوشها فلم ترسل لتغيث الملهوفين في اليمن، وإنما تم استخدامها لتمطرهم بالقنابل ولتفرض العقوبات مضيفة المزيد من الرعب على مأزقهم الذي ضاع الأمل منه. ولا يمكن احتمال مزيد من هذا الظلم العظيم، حيث إننا كمسلمين قادرون على امتلاك الصوت الذي يعلن التأهب لإغاثة أطفالنا الأعزاء. فكم من الأحمال أثقل عليهم أن يحملوا صاعدين ونازلين من الجبال، في الوقت الذي لا تقبل شريعة الله سبحانه وتعالى الكاملة بذلك. فالقائد الإسلامي الحق كالخلفاء الراشدين، لن يدير ظهره أبدا عن أي حق إنساني لأي فرد من رعيته. فذلك سيكون عارا وعبئا لا يمكن احتماله يوم القيامة. أما في ظل حكامنا الحاليين فإنه لا يوجد أي حس بالحياء عندما يلعبون دورا مهما في قتل وتجويع النساء والأطفال الأبرياء، في الوقت الذي تذهب فيه ثروات الأمة ومقدراتها في الحسابات البنكية الشخصية أو للقادة الغربيين. وقد حذرنا القرآن من خيانة أولئك القادة. وها نحن الآن نعيش هذه الأوقات. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غّاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» صحيح البخاري.
إن الحصار الحالي الذي تفرضه الحكومة السعودية أدى أيضا إلى إغلاق الطرق وانقطاع المواصلات، فلم يعد بإمكان الأطفال والنساء الحصول على الرعاية الطبية. وأجبر القرويون على حمل مرضاهم نزولا وصعودا في الجبال بشكل يعاكس تماما مقاييس الحياة الحديثة في القرن الـ٢١. وبعودة الخلافة، فإن مثل هذه الصعوبات ستصبح أمرا من الماضي وسيتحرر المسلمون من قبضة الخوف والمرض والفقر. وإننا ندعو مسلمي العالم للعمل معنا إلى عودة الخلافة وندعو الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا نصرا قريبا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وسائط
1 تعليق
-
اللهم خلافة راشدة تخرج الأمة مما هي فيه من البلاء