- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
العنف إفراز طبيعي للمبدأ الرأسمالي
الخبر:
طالب وزير داخلية النمسا هيربرت كيكل، اليوم الأربعاء، الحكومة والبرلمان بضرورة إصلاح قوانين اللجوء وسد الثغرات التي يستغلها طالبو اللجوء خاصة من العناصر الإجرامية الخطرة.
وأبدى في بيان له اليوم قلقه من زيادة جرائم القتل في النمسا منذ بداية العام الجاري.. مشددا على أهمية القضاء على ظاهرة العنف في المجتمع خاصة أنه يضم العديد من الأشخاص اللاجئين والأجانب القادمين من ثقافات مختلفة.
وطالب كيكل بإقرار عقوبات أوسع في جرائم الاعتداء على رجال الشرطة وكذلك كل الإجراءات الممكنة للحد من جرائم العنف والاغتصاب والتحرش بالنساء والأطفال. (اليوم السابع).
التعليق:
لا يدرك الكثير من الناس، وخاصة من هم في بلاد الغرب أن المبدأ الرأسمالي هو سبب العنف وارتفاع نسبة الجريمة، ذلك أنه أعطى الإنسان الحرية في ما يعتقد وما يرى وكيف يتملك وينفق وكيف ينظم سلوكه بحسب ما يراه الإنسان نفسه محققاً لمصلحته ومنفعته، ولما يحبه ويهواه، إضافة إلى أنه لا رادع للإنسان عن فعل الجريمة إلا القانون، فليس هناك مانع ذاتي ولا مانع مجتمعي يمنع الإنسان من ارتكاب الجريمة، حتى ما سمّوه بالضمير لا يكفي لأن يكون مانعاً من الجريمة، ذلك أن ضمير كل إنسان يتوافق مع مفاهيمه، فإذا كانت مفاهيمه خاطئة أصبح ضميره تابعاً لمفاهيمه.
والمبدأ الرأسمالي ترك للإنسان أن يحدّد وجهة نظره في الحياة وغايته فيها، والقيم التي يسعى لتحقيقها في سلوكه وتصرفاته، وعليه نجد الكثير من الناس في الغرب مَن لا يعرفون معنى لحياتهم إلا بقدر ما ينالون فيها من مُتَعٍ وشهوات، وما يحققون من منافع مادية، وذلك لعدم الارتباط باليوم الآخر، وهذا يعني الجنوح نحو العنف والجريمة في سبيل تحقيق تلك المنافع، حتى لو كان على حساب الآخرين.
وكل ما سبق يعني أن العنف والجريمة مرتبطان بالمبدأ الذي يحمله الفرد ويقوم عليه المجتمع، وبالقاعدة الفكرية التي يبني على أساسها سلوكه، وليس مرتبطاً بالعرق أو الجنس أو النوع، فليس العنف مرتبطاً باللاجئين لمجرد أنهم لاجئون، ولا بالرعايا لمجرد أنهم كذلك، بل لما يحملون من أفكار ومفاهيم ومقاييس.
فهل يدرك الغربيون أن مصيبتهم وسبب شقائهم إنما هو في مبدئهم الرأسمالي الذي لا يقيم وزناً إلا للقيم المادية، ولا يقيم وزناً للقيمة الإنسانية أو الروحية أو الخلقية؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – ولاية الأردن
وسائط
1 تعليق
-
بارك الله الجهود الطيبة