- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا توظف سياسة إثارة العداء في خضم محادثات السلام
(مترجم)
الخبر:
قدمت أمريكا مكافأة بمقدار مليون دولار مقابل الحصول على معلومات حول مكان وجود حمزة بن أسامة بن لادن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، في الوقت الذي تواصل فيه الجولة الخامسة من المحادثات مع طالبان في قطر البلد المضيف للقاعدة سابقا، وقد زعم المسؤولون الأمريكيون أن حمزة بن لادن بدأ يظهر كأحد القادة الرئيسيين للجماعات "الإرهابية" والإسلامية المقيمين في منطقة بين أفغانستان وباكستان، كما أكد المسؤولون الأمريكيون أن حمزة، عن طريق التصريحات الصوتية والمرئية، حث على شن هجمات على أمريكا وحلفائها الغربيين كرد انتقامي على اغتيال والده.
التعليق:
تعد سياسة إثارة العداء واحدة من أهم المواضيع في السياسة الخارجية الأمريكية التي تهدف إلى تشويه الأفكار العامة وتجنب خرق النظام الداخلي من خلال إلهاء الرأي العام حول ظهور عدو أجنبي، وقد قدمت الحكومة الأمريكية دائما عدوا جديدا للمواطنين الأمريكيين في أوقات مختلفة وتماشيا مع سياستها الخارجية، فكثيرا ما تطلق الحملات وتنشر الدعايات فيما يتعلق بعدوها الذي أثار نفسه بحيث يرتجف المواطنون الأمريكيون عند ذكره، ولا سيما دافعي الضرائب، الذين يُخدعون في النهاية لتمويل ودعم الحرب.
وفي ضوء ذلك، أطلقت أمريكا أجندة "الحرب على الإرهاب" في 2001 أي بعد عقد من انهيار الاشتراكية، والتي بدورها فقدت شرعيتها العالمية بعد 18 عاما عندما تم الكشف عن أنها أطول حرب أمريكية، في الواقع كانت مبنية على افتراضات وادعاءات خيالية، ولكن وعلى النقيض من ذلك، فإن الهدف الرئيسي لها هو القيام بمحاربة المسلمين في جميع أنحاء العالم، والحقيقة أن شعار "الحرب على الإرهاب" يحمل موقفا تافها في السياسة الخارجية لأمريكا، ولهذا السبب، دأبت الحكومة الأمريكية على تحديد القوة الاقتصادية للصين والقدرة السياسية لروسيا بوصفهما المهددات الرئيسية للهيمنة العالمية الأمريكية، وعلى الرغم من أن أمريكا لا تزال العدو الذاتي لنفسها في البلاد الإسلامية فإن الدعاية والتهويل حول حمزة بن لادن هي إحدى تلك المؤامرات والمزاعم، في حين ليس لديهم أية أدلة حقيقية لإثبات هذه الادعاءات، على الرغم من أن الحرب من أجل هزيمة أمريكا هي الهدف الأساسي لأي ثائر مسلم.
قال مايكل إيفانوف، مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمن الدبلوماسي، إن "حمزة بن لادن قد عبر إيران وموجود في مكان ما على الحدود بين أفغانستان وباكستان"، ويكشف هذا الإعلان مرة أخرى عن الهدف الشائن لأمريكا الذي يبرر - بعد فشل أجندة تنظيم الدولة في أفغانستان - وجودها العسكري في أفغانستان من خلال عرض عودة تنظيم القاعدة إلى المنطقة.
ومن ناحية أخرى، تشارك أمريكا في جولتها الخامسة من المحادثات مع طالبان، وعلى الرغم من أن حركة طالبان كانت توصف بأنها (إرهابية) وعدو لها، ولكن وبالتماشي مع السياسة الخارجية الأمريكية عقب تغيير السياسة الأمريكية من الحرب إلى السلام تم اعتبارها معارضة للحكومة الأفغانية، أما الآن، فإنها تمضي في محادثات معها.
وتشمل القضايا الأساسية في الجولة الخامسة من المحادثات "انسحاب القوات الأمريكية" وأنه "لا ينبغي استخدام أرض أفغانستان ضد أمريكا وحلفائها"، ومع وضع هذا في الاعتبار، فإن الدعاية المضادة حول ظهور القاعدة، في خضم محادثات السلام، تدعم أمريكا لاستخدام هذا كخيار للضغط على طالبان خلال المفاوضات حتى تتفق طالبان مع نشر وحدة عسكرية أمريكية احتياطية في أفغانستان للقتال ضد (الإرهابيين) الدوليين، مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة.
ويبدو أن طالبان متفائلة جدا بشأن انسحاب القوات الأمريكية، فقد قال سهيل شاهين، المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في قطر "إذا لم تكن طالبان متفائلة بنتائج المحادثات، فلن يتم الانتقال إلى الجولة القادمة من المحادثات"، ولذلك فإن قضية انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان هي أحد الإجراءات والأساليب الخادعة التي تريد بها أمريكا دمج طالبان في نظام سياسي أمريكي، وفي الوقت الذي تتواصل فيه المحادثات، يتحدث الجانبان عن تقدم ملحوظ، تتداول طالبان بأن أمريكا ستنسحب من أفغانستان، بينما يبدو أن أجندة انسحاب القوات الأمريكية أشبه بفاتح الشهية لإقناع طالبان من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات، ولكن من المرجح أن أمريكا بهذا الوعد الكاذب تخدع طالبان، ومن جهة ثانية تحاول أيضا عرض التهديدات المحتملة من مجموعة أخرى لضمان وجودها في أفغانستان.
لذلك، يجب علينا نحن المسلمين أن نعي سياسة العداء الاستفزازية التي تنتهجها أمريكا. من حيث سياستها الخارجية، وبالتلاعب قد تصف إحدى الجماعات بين المسلمين على أنها عدو ومن ثم تسعى لتحقيق أهدافها الإقليمية والاستراتيجية من خلال احتلال البلاد الإسلامية تحت ستار "الحرب على الإرهاب"، كما يظهرون أن عدوهم هو عدو للمسلمين، في حين إن أمريكا نفسها هي العدو اللدود للمسلمين، ولهذا ينبغي أن لا ننخدع بسياسة العداء التي تنتهجها أمريكا والتي تستخدمها في البلاد الإسلامية، وبالتالي، إنه لمن الضروري لطالبان أن تدرك السياسة الخادعة والماكرة الجارية وأن تنسحب من عملية التفاوض من أجل السماح بإغراق أمريكا في مستنقع أفغانستان وتخليص أفغانستان من المعاناة والإذلال والهزيمة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان
وسائط
1 تعليق
-
حسبنا الله ونعم الوكيل , اللهم رد كيدهم في نحرهم