- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
وفروا شجبكم وتنديدكم يا رجال الأزهر!
الخبر:
نقل موقع مصراوي الجمعة 2019/3/15م، تنديد الأزهر وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بالهجوم الإرهابي المروع الذي استهدف مسجدين في مدينة "كرايست تشيرش" بنيوزيلندا، أثناء أداء صلاة الجمعة، ما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات. وحذر شيخ الأزهر في بيانٍ اليوم نفسه من أن الهجوم يشكل مؤشرا خطيرا على النتائج الوخيمة التي قد تترتب على تصاعد خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب وانتشار ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في العديد من بلدان أوروبا، حتى تلك التي كانت تعرف بالتعايش الراسخ بين سكانها، وشدد الأزهر الشريف على أن ذلك الهجوم الإجرامي، الذي انتهك حرمة بيوت الله وسفك الدماء المعصومة، يجب أن يكون جرس إنذار على ضرورة عدم التساهل مع التيارات والجماعات العنصرية التي ترتكب مثل هذه الأعمال البغيضة، وأن يتم بذل مزيد من الجهود لدعم قيم التعايش والتسامح والاندماج الإيجابي بين أبناء المجتمع الواحد، بغض النظر عن أديانهم وثقافاتهم.
التعليق:
عزاؤنا أولا في إخواننا المغدورين من أبناء الأمة بيد إرهاب الغرب التي لم تكن لتمتد إليهم لو كان للمسلمين دولة وخليفة، ولولا وجود حكام جبناء رويبضات يقتلون أبناء الأمة ويحرضون على مراقبتهم وقتلهم.
إن أسوأ ما في تلك المجزرة أنها تفتح شهية كل حاقد موتور على الإسلام ليعيث فسادا وقتلا وترويعا، فهذا القاتل الإرهابي تحرك في العلن وقتل إخواننا بأريحية وكأن النظم في تلك البلاد تقول للقتلة اقتلوا واذبحوا من شئتم طالما أنكم تقتلون مسلمين، وفي رسالة موجهة لأبناء الأمة جميعا بكل أطيافهم أنه لم يعد لكم أمان على ظهر الأرض في غياب دولتكم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
ثم يأتي تحرك باهت من حكام بلادنا وشيوخها وعلمائها بالتنديد والشجب والاستنكار، ومَن تشدد منهم يطالب بالتحقيق في تلك المجزرة أو يعقد مؤتمرا ينفس فيه غضب الناس ويفرغ حماسهم كما فعل أردوغان! بينما لم يوجه أحدهم نظره نحو الجيوش الرابضة في ثكناتها أو تلك التي تقمع وتقتل أبناء الأمة بلا ذنب ولا جريرة، ولم نر من يقولون إن جيوشهم على بعد مسافة السكة لحماية عروش بعض العملاء يحركون جنديا واحدا لنصرة المستضعفين المغدورين، ولكن رأينا من يطالبون أبناء الأمة بالاندماج في تلك المجتمعات والانصهار فيها والانسلاخ من هويتهم وكأن هذا هو سبيل حمايتهم!! بينما الحقيقة أن هؤلاء لم يلجأوا لتلك البلاد إلا عندما ضاع أمنهم في بلادهم أو ضيقت عليهم أرزاقهم بواسطة الحكام العملاء وجراء نهب الغرب المستمر لثروات أمتنا... فهلا طالبتم أيها العلماء بكف أيدي الغرب عنا وقطعها حتى تعود بلادنا مأوى آمنا لكل الناس كما كانت وتعود ثروتها لأهلها المشردين في شتى بقاع الأرض؟ هذا دوركم والله سائلكم عنه يوم القيامة فجهزوا إجابتكم فصحفكم ملآى.
إن الواجب الحقيقي الآن على علماء الأمة لو كانوا حقا علماءها وأبناءها كما يزعمون، يا رجال الأزهر، هو تحريض الجيوش ودعوة الحكام لتحريك الجيوش نصرة لهؤلاء المغدورين، ولكم عبرة بما فعلته أمريكا في أفغانستان بعد تفجير البرجين رغم عدم ثبوت أن التفجير قام به أبناء الأمة، وهكذا فعل رسول الله عندما أغارت بنو بكر على خزاعة وقت صلح الحديبية وكانت خزاعة في حلف رسول الله r فقال النبي «نُصِرْتَ يَا عَمْرَو بْنَ سَالِمٍ» وكان فتح مكة، وكذلك المعتصم عندما أُسرت امرأة واحدة في بلاد الروم ونادت وا معتصماه فلبى نداءها وأقسم ألا يذوق الماء حتى ينتصر لها، وجيش جيشه وخرج على رأسه فاتحا عمورية وأخرج المرأة وقال لها أهكذا أكون قد أجبتك يا أختاه؟ فكم من نساء الأمة الآن تسجن وتعتقل ويعتدى على عرضها في بلاد المسلمين قبل الغرب ولا من معتصم يلبي نداءهن ولا معتصم ينصرهن؟! فاللهم أعد لنا معتصما تعصم به أعراض بناتنا ونسائنا وتحقن به دماءنا التي تسيل كأنها ماء فلم يعد أرخص من دم المسلم الآن.
إن هذا القاتل الإرهابي الذي ربما يعلن بعد أيام أنه مجنون وثق جريمته وبثها مباشرة ليظهر حقده ويحرض غيره أن يحذو حذوه، ومما كتب على سلاحه يظهر كيف أنه درس من التاريخ ما لا يدرس في مدارسنا وما يجهله أبناؤنا عن تاريخهم وحقد الغرب عليهم ومجازرهم في حق الأمة التي يلصقون الإرهاب بها.
هذا الحادث ليس الأول ولن يكون الأخير طالما بقيت الأمة بلا خلافة تحميها من سعار الغرب وحقده المعلن، فما بين إرهاب الغرب وعملائه من الحكام الخونة سواء في قمع شعوبهم أو في صراع سادتهم لبسط سلطانهم، وما بين حقد شعوبهم على الإسلام الذي لا يعرفونه لغياب دولته التي تحمله وتطبقه على الوجود، لا ترى دماء تسيل غير دماء المسلمين الذين امتهنت كرامتهم وأصبحوا كالأيتام على موائد اللئام، ولن يوقف هذه الدماء التي تسيل في شتى بقاع الأرض إلا دولة تطبق الإسلام؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة.
ورسالتنا إلى أبنائنا وإخواننا في جيوش الأمة وجيش الكنانة خاصة، أحفاد عمرو بن العاص وصلاح الدين والمظفر قطز، وكلهم لم يكونوا من أبناء مصر ولم يولدوا فيها، فلم تكن بين الأمة حينها حدود، بل كانت دولة واحدة ولم تكن لها رايات، بل كانت راية واحدة هي راية رسول الله r راية العقاب فاحملوها كما حملها أجدادكم العظام ولا تضعوا حدود سايكس بيكو في رؤوسكم وانصروا إخوانكم وأعيدوا سلطان أمتكم بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة مع حزب التحرير ففيها عز الأمة الذي ليس بعده عز، واعلموا أنكم بهذا تنالون منزلة لم يصلها قبلكم غير أنصار النبي r فاحرصوا على الخير الذي ندعوكم إليه عسى الله أن يفتح على أيديكم فتفوزوا فوزا عظيما، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر