- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ورقة الحرب في اليمن والانتخابات الأمريكية القادمة
الخبر:
قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعارض فرض قيود على المساعدات الأمريكية للتحالف العربي في اليمن، وذلك بعد تصويت مجلس الشيوخ على قرار بهذا الصدد، وأضاف بومبيو بمؤتمر صحفي أن تخفيف معاناة اليمنيين يكون عبر دعم هذا التحالف. (قناة روسيا اليوم الفضائية).
التعليق:
بالرغم من تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي لإنهاء الدعم للحرب التي يشنها التحالف بقيادة السعودية في اليمن، والذي يمثل ضربة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لسياسة دونالد ترامب الخارجية وتحالفه مع الرياض، وذلك بموافقة أعضاء مجلس الشيوخ على مشروع قرار ينص على أنه يتوجب على الرئيس ترامب "سحب القوات المسلحة الأمريكية من الأعمال القتالية في اليمن أو التي تؤثر عليها" خلال 30 يوماً، فقد جاء التصويت على مشروع القرار بأغلبية 56 صوتا مقابل 46 صوتا، مع تحدي سبعة من الجمهوريين للرئيس ترامب، والوقوف مع الديمقراطيين، فقد تعهد ترامب باتخاذ إجراءات للحيلولة دون العمل بالقرار في حال تمريره في الكونغرس، رغم أن هذه هي المرة الثانية خلال شهور، التي يوافق فيها مجلس الشيوخ على مشروع قرار بشأن سحب القوات الأمريكية من الصراع العسكري في اليمن.
إن ما يدور بين ترامب ومؤسسات دولته من المواجهة ليظهر عدم الانسجام والتوافق في السياسة الأمريكية الخارجية، رغم ما تبيعه أمريكا من الأسلحة التي تستخدمها السعودية، وما يقدمه الجيش الأمريكي من دعم لوجيستي واستخباراتي للهجمات بدون طيار التي يشنها التحالف.
ترامب وهو يستعد لجولةٍ انتخابية ثانية، لا بد له من أن يقوم بأعمال ليقنع الشعب الأمريكي باختياره من جديد في الانتخابات الرئاسية القادمة ولو على حساب دماء وأموال وأعراض أهل اليمن وغيرهم، وكذلك تشريدهم وهدم بيوتهم على رؤوسهم، وابتزاز السعودية والضغط عليها بكل ما هو متاح لتمرير صفقات الأسلحة بملايين الدولارات، هذا من جانب. وأما من جانب آخر فيتمثل في دعم ولي عهد مملكة آل سعود محمد بن سلمان ليصل إلى الحكم، وقد حقق أمام شعبه في بلاد الحرمين انتصاراً مزعوماً على (الإرهاب) في اليمن والسعودية بجانبيه العسكري والثقافي، والذي في حقيقته حرب على الإسلام وأهله. وفي كلتا الحالتين سيستخدم ترامب ما يقوم به من أعمال لمصلحته الشخصية أولاً لا غير.
لقد أصبحت بلاد المسلمين أمام الغرب ميادين سباق لتحقيق المصالح الشخصية لحكامه، بجانب المصالح العامة للشعوب الغربية توافقاً أو اختلافاً، وما على المسلمين حكاماً ومحكومين حسب ما يريده الغرب وخاصة أمريكا إلا أن يلعبوا الدور المرسوم لهم، مع أن الواجب عليهم هو تحكيم شرع ربهم، ونبذ اختلافهم واقتتالهم والعمل على لم شملهم، وعدم موالاتهم لأعدائهم، وجدهم واجتهادهم في إقامة دولتهم دولة الخلافة على منهاج النبوة التي بها يستقيم حالهم، ويرضى عنهم ربهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي – ولاية اليمن