- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
21 آذار عيد الأم
يزعمون تكريمها في يوم ونحن نكرّمها كل يوم!
الخبر:
يوم الأم أو عيد الأم (بالإنجليزيّة: Mother's Day) هو احتفال سنويّ يُقام بأوقات مُتفاوتة كثيراً من السّنة لتكريم الأمّهات، وتقوية علاقة الأم بأبنائها، وتأثير الأمّهات على المجتمع، يتميّز هذا اليوم بالعديد من المظاهر العائليّة، مثل تقديم الأطفال الهدايا لأمهاتهم، والأزواج لزوجاتهم. يُحتَفل بعيد الأم في العديد من الأيام التي تختلفُ بين المدن في العالم، ولكن الأغلب يحتفل به في شهر آذار/مارس.
التعليق:
يقول ربنا عزّ وجلّ: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً﴾، ويقول: ﴿وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً﴾، وفي الحديث أنّ صحابيّاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحقّ الناس بحسن صحابتي؟ فقال له الرسول: «أمّك». قال: ثمّ من؟ قال: «أمّك». قال: ثمّ من؟ قال: «أمّك». قال: ثمّ من؟ قال: «أبوك».
ففي برِّهما خير عظيم، ولكن يفهم من هذا الحديث وغيره أنّ فضل برِّ الأمِّ عند الله أعظم من برِّ الأب. فالأمّ هي التي حملت ولدها في بطنها تلك الشهور، والأمّ هي التي تألّمت عند الولادة تلك الآلام، والأمّ هي التي أرضعت ولدها الليل والنهار، والأمّ هي التي رعت في بيتها أسرتها فأوْلتها العناية وأعطتها الاهتمام لتخرج إلى المجتمع قادةً وسادة وخلفاء وأمراء وعلماء وأمّهات وزوجات.
وقد جاء عن بعض الصحابة أنه من شدّة حرصه على ذلك كان لا يأكل في قصعة، أي في صحن واحد، مع أمّه وذلك حتى لا يأكل شيئاً لعلّ عين أمّه وقعت عليه.
إنّ إسلامنا العظيم قدّ أصّل في القلوب والعقول البرّ بالوالدين، وجعل للأمّ مكانة عظيمة لم تصل المرأة عموماً ولا الأمّ خصوصاً إليها عند من سبقونا من أمم وحضارات، بل إنّ العالم يشهد حال المرأة عند الغرب الذي يزعم حرصه بالمرأة وتباكيه على مكانتها وموضعها، فنرى التفسّخ الأسريّ ابتداءً، كما نرى إهمال الأبناء لأمهاتهم حين تبلغ من الكبر عتياً، فتكون نهايتها إما وحيدة في بيتها أو كئيبة في بيوت العجزة، أو شريدة في الشوارع دون مأوى ولا بيت.
إنّ تكريم المرأة، والأم على وجه الخصوص ليس له يومٌ ولا عيد، لأنّ من أسباب تخصيص يوم أو عيد لها هو لأنها مهملة طول العام على مدى أيامه وساعاته، أما في ديننا الحنيف، وعند كل مسلم يلتزم أحكام ربّه فتجد الأبناء لا يكادون يفارقون أمهاتهم ويلبّون كل احتياجاتها ويطلبون رضاها ويحرصون على راحتها وتكريم مقامها.
يقول الله تعالى: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾، وفي الحديث: «رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف»، قيل: من؟ يا رسول الله قال: «من أدرك أبويه عند الكبر: أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة». رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فمن أراد طاعة ربّه فلا يقلّدن الشرق والغرب في عاداتٍ قد وضع الشارع لها قواعد وأصولاً، وفصّل فيها فأحسن البيان والتفصيل، ولسنا نحن المسلمين بحاجة لمن يعلمنا العلاقة بالأمّ وبرّها ورعايتها، فهذا من أحكام ربنا وهو أمرٌ قرنه الله تعالى بالإيمان به وجعل ثوابه رضاه والجنّة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام