- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سفير بريطانيا يؤم المصلين في الخرطوم
الخبر:
نشر حساب سفارة بريطانيا في السودان على تويتر تغريدة ذكر فيها أن السفير البريطاني في الخرطوم عرفان صديق أقام مأدبة إفطار أمام منزله دعا إليها المارة وتبادل أطراف الحديث معهم، وأضافت السفارة أن السفير صديق أمّ المصلين في صلاة المغرب. (الجزيرة نت، 2019/05/25).
التعليق:
منذ أن انطلقت شرارة الربيع العربي في أكثر من بلد عربي والدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا يمكرون بهذه الثورات مكر الليل والنهار مكرا سيئا، ونحن إذ نؤمن أن المكر السيئ سيحيق بأهله في نهاية المطاف بإذن الله، إلا أن هذا الصراع المحموم بين أمريكا وأوروبا على مناطق النفوذ في بلاد المسلمين التي يعتبرونها مستعمرات لهم، هذا الصراع حوّل بعض بلاد المسلمين إلى أطلال، فها هو اليمن قد دمر أو يكاد، وليبيا حولتها أمريكا وأوروبا إلى بحر من الدماء، وأما الشام فقد تآمر الجميع عليه، العدو ومَن يدعي أنه صديق، فكادت أن تختفي من خارطة العالم، حيث دمرت المدن وسويت بالأرض، وغدى أهلها بين مقتول وبين مشرد في دول العالم، وما زال مكر الدول الغربية مستمرا والصراع الدولي بينهم على أشده خشية أن تخرج بلد من بلاد المسلمين من هيمنتهم وسلطانهم فتقلب الطاولة في وجوههم القذرة، فتقلع نفوذهم من بلاد المسلمين من جذوره وإلى غير رجعة.
وها هو السفير البريطاني يكمل مسرحيته ومكره ويستمر في سياسة خداع المسلمين في السودان، هذه السياسة التي دأبت عليها حكومته لأكثر من قرن من الزمان، فيقيم مأدبة إفطار ومن ثم يتولى إمامة المصلين في صلاة المغرب! ليس هذا فحسب بل تقوم سفارة بلاده بنشر هذا الخبر مع صورة السفير وهو يؤم المصلين، ما يعني أن هذا العمل ليس عملا فرديا أو مبادرة شخصية من السفير بل هو أمر متفق عليه، مبارك من حكومته، من أجل خداع البسطاء من الناس ومن أجل إيجاد موضع قدم لبريطانيا في الحراك السوداني.
نقول لسفير بريطانيا ولحكومته من ورائه إن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لم ولن ينسوا ما اقترفته أيادي بريطانيا السوداء من جرائم بحق المسلمين، فبريطانيا الأفعى اقترفت أكبر جريمتين بحق المسلمين، الجريمة الأولى هي هدم دولة الخلافة العثمانية التي كانت تجمع المسلمين وكانت تدافع عن بيضة الإسلام وتجاهد في سبيل الله لرفع راية الإسلام وكانت سدا منيعا في وجه الدول الاستعمارية الغربية التي كانت تتنافس على احتلال بلاد المسلمين، والجريمة الثانية يوم أصدرت بريطانيا وعد بلفور الذي يقضي بإقامة كيان ليهود في الأرض المباركة فلسطين، فهيهات هيهات أن ينسى المسلمون هاتين الجريمتين ولو تعلق سفراء بريطانيا بستائر الكعبة، وإن ثورات المسلمين ستستمر بإذن الله حتى تقضي على النفوذ الغربي كله من كافة بلاد المسلمين وإن غدا لناظره قريب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام