الخميس، 17 صَفر 1446هـ| 2024/08/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحدود والسيد كلوني (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحدود والسيد كلوني

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

لقد دعا تنفيذ بروناي للقانون الشرعي، وعلى وجه التحديد قانون الحدود، انتقادات من مختلف الدوائر بما في ذلك مشاهير هوليوود تتراوح بين إلتون جون وجورج كلوني. ودعا هؤلاء النجوم هوليوود لمقاطعة الفنادق المملوكة لبروناي. كما حث الممثل جورج كلوني الذي جادل بحملة المقاطعة ضد فندق سلطان بروناي على تأجيل تنفيذ عقوبات الحدود الواقعة على أفعال الشاذين جنسيا. وفي وقت لاحق، مدد سلطان بروناي، السلطان حسن البلقية، الوقف الاختياري لعقوبة الإعدام بموجب الحدود لجرائم الشذوذ الجنسي بعد أن واجه ضغوطا من أطراف مختلفة، وخاصه الغرب. وفي مقابلة معه، حذر كلوني أيضا دولا مثل إندونيسيا وماليزيا من السير على خطا بروناي.

 

التعليق:

 

إن تطفل كلوني بالتدخل في شؤون البلاد الإسلامية يظهر غطرسة الكفار كما لو كان لهم الحق في التدخل في كل قضية في العالم. وبصرف النظر عن هذه الحملة، تواجه بروناي أيضا ضغوطا من مختلف الأطراف بما في ذلك الأمم المتحدة والسياسيين في عدة بلدان الذين يعتبرون تنفيذ الحدود في بروناي بأنه "انتهاك" لحقوق الإنسان.

 

الحدود هي جزء من الشريعة الإسلامية التي أمر بها الله سبحانه وتعالى لتنفذ على الرغم من أنف المعترضين، إن الله سبحانه وتعالى خالق الإنسان والكون ويعلم ما يصلح الإنسان، وإذا ما تمت المقارنة، فإن البشر محدودي الفكر وبالتالي فإن النظم التي يتخذونها من صنعهم ستكون دائما ضعيفة بسبب منظورهم المحدود للعالم الذي يعيشون فيه، ويتناقض العقل البشري باستمرار بسبب عناصر من البيئة المحيطة به ويتأثر بالفروق الطفيفة، وبالتالي، فإن الشيء الذي يتناقض مع معايير المجتمع وغير مقبول في الوقت ذاته، المثليون مثلا، أصبحوا الآن شيئا "مقبولا" ومسموحا به في مجتمع اليوم الذي له تأثير كارثي عليه، ويمكن أن يحدث العكس أيضا، كما رأينا في المجتمعات القائمة على النظم التي وضعها الإنسان اليوم. فبدون توجيه الوحي، يكون الإنسان عرضة للأفعال التي يمكن أن تضره وتدمره، وقد ذكرنا الله سبحانه بهذا بقوله: ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾.

 

وردا على هذه القضية، يجب على المسلمين ألا يخضعوا لضغوط الكفار لدرجة إعفاء أنفسهم وتخليصها من مسؤولية تنفيذ أوامر الله، وللأسف، فإن حكام المسلمين يترددون اليوم في تنفيذ الشريعة لأنهم يشعرون بالقلق إزاء موقفهم وثروتهم. إن بعض القادة يفكرون في تنفيذ الشريعة وغيرهم يعارضون تنفيذها بشدة، وعلى الرغم من أن سلطنة بروناي كانت شجاعة في مواجهة ضغوط الغرب ضد قرارها بتنفيذ الحدود، إلا أنه ينبغي تذكيرها بأن الحدود ليست سوى جزء صغير من العقوبات في النظام الإسلامي في مجمل الشريعة، إن التنفيذ الحقيقي للإسلام لا يمكن تحقيقه إلا تحت ظل وحكم القوى السياسية الإسلامية، فإذا ما تم حشد 1,6 مليار مسلم بقيادة خليفة، فحتما لن يجرؤ الكفار، بمن فيهم السيد كلوني على الحركة قيد أنملة. ومع الأسف، فإن المسلمين منقسمون وفي حالة سيئة من التشرذم وتحت سيطرة الرأسمالية – النظام العالمي الحالي المهيمن. نسأل الله أن يمدنا بالقوة والتوجيه للعمل من أجل إقامة الخلافة وتخليصنا من أغلال الأنظمة الوضعية إلى رحمة الإسلام.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور محمد – ماليزيا

آخر تعديل علىالسبت, 01 حزيران/يونيو 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع