الخميس، 17 صَفر 1446هـ| 2024/08/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الإسلام هو استسلام لأوامر الله ونواهيه لا للهوى ووساوس الشياطين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإسلام هو استسلام لأوامر الله ونواهيه لا للهوى ووساوس الشياطين

 

 

 

الخبر:

 

نشر موقع "آر تي أل" الإخباري الهولندي يوم الجمعة الموافق 2019/06/07م مقالاً لصحفية من أصول تركية بعنوان "هل هولندا جاهزة لبناء مسجد تؤمه امرأة؟"، وكانت قد كتبته بعد زيارتها لما تسميه مسجدا ليبراليا مختلطا في مدينة برلين الألمانية، ومقابلتها للمرأة التي "تؤم" الناس فيه، ومما ورد في مقالها هذا "كما أن الهواء حق للجميع، فإن الدين أيضأ حق للجميع، وعلى هذا فالنصراني واليهودي والمثلي وغيرهم له الحق بالدخول إلى "بيت الله"، والصلاة فيه، كما للمرأة حق أيضأ في الصلاة جنباً إلى جنب مع الرجال، بل إمامتهم كذلك"، هذا وقد ختمت مقالها بالقول "إن الإسلام يعني الاستسلام، والاستسلام بدوره يعني التسليم والقبول بكل ما هو مختلف ومغاير".

 

التعليق:

 

لقد تزايدت وتنوعت في أوروبا، بل في العالم كله، أشكال الهجوم على الإسلام وأفكاره وأحكامه، وحتى طريقة فهم هذه الأفكار والأحكام لم تعد بمنأى عن هذا الهجوم، وصار الكثير من الكفار الحاقدين على الإسلام والمسلمين يصلون ليلهم بنهارهم في محاولة تشويه صورة الإسلام وإظهاره كدين رجعي لا يتسامح مع الآخر، يهضم حقوق المرأة ويضطهدها، مما يفقد معتنقيه القدرة على التعايش في المجتمعات الغربية... وغير ذلك من افتراء وتدليس، وأصبحت حفنة من المسلمين أو المنتسبين للإسلام المضبوعين بالثقافة الغربية وما نتج عنها من أفكار مسمومة وطرق تفكير ملتوية، أصبحت هذه الحفنة من أمثال صاحبة المقال أعلاه، تتودد وتتملق الكفار المجرمين، باتباع طرق تفكير شيطانية لطمس الحقائق، والجرأة على الله عز وجل وعلى دينه.

 

صحيح أن الهواء حق للجميع، ولا يمنع الناس بعضهم بعضا منه، وهو نعمة وفضل من الخالق سبحانه وتعالى، تماما كما أن الإسلام نعمة وفضل ورحمة لمن اعتنقه وكيّف حياته بحسب أحكامه، فانظر كيف قامت الصحفية بالمغالطة عندما قارنت بين الهواء والإسلام وقلبت الموازين وأرادت أن تجعل للعبد حقاً على خالقه! تعالى الله عما يصفون.

 

 أما أن معنى الإسلام هو الاستسلام، فهذا كلام ناقص ومضلل، فالإسلام هو الاستسلام لله رب العالمين فقط وليس لأهواء البشر ووساوس الشياطين، والاستسلام لله سبحانه وتعالى يكون بالانقياد لأحكامه من أوامر ونواه، والله سبحانه هو مَن قرر أن المرأة لا يجوز لها أن تؤم الرجال، وليس لها أن تقف إلى جانب الرجال في صفوف الصلاة، فقد نهى الشارع عن ذلك وحرمه أيما حرمة، وبالتالي لا معقب لحكمه، وليس أمام العبد إلا الإذعان لأمر خالقه ونهيه، وليس له أن يتعبد خالقه حسب هواه، فعبادته هذه إن لم تكن بالكيفية التي فرضها الله سبحانه وتعالى، فإنها باطلة ومستوجبة لغضبه عز شأنه، هذا لمن جهل كيفية التعبد، فما بالكم بمن خالف ذلك عامداً متعمداً؟!

 

إن الجرأة على الله عز وجل واتباع أهواء الكفار، لهو هلاك وفساد للمرء والمجتمعات والأمم، قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ﴾. فالمسلم الحق يقيد أفعاله كلها بحسب أحكام الشرع، ويتحرى الدقة في ذلك راجيا من ربه العفو والقبول، ولا يلتفت لما يقوله الكفار ولا يذعن لهم، فدينه الحق وليس بعد الحق إلا الضلال.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وليد بليبل

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع