الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أنت تُدين... لكن فلسطين ما زالت تحت الاحتلال

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أنت تُدين... لكن فلسطين ما زالت تحت الاحتلال

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في مكة، والذي استمر من ليلة الجمعة وحتى صباح السبت، أكد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز أن بلاده لا توافق بأي حال على أي أضرار تلحق بالقدس، وأن فلسطين كانت دائما على رأس أولويات الرياض والعالم الإسلامي. وعبر الملك سلمان عن أن قضية فلسطين هي إحدى أعمدة وأساسات منظمة التعاون الإسلامي. وكانت قضية فلسطين في لب الإعلان النهائي. بعد نشر البيان، تم رفض أن تكون القدس هي عاصمة "كيان يهود". (الشرق الأوسط)

 

 

التعليق:

 

بغض النظر عن البلد الذي يرأس قيادة منظمة التعاون الإسلامي، فإنه لم يحل أيا من المشاكل التي يواجهها المسلمون، ولا يمكنها أن تذهب أبعد من ذلك في حل القضية الفلسطينية. ربما كان الاختلاف الأكبر في المؤتمرات الأخرى هو إضافة عبارة "قوية" و"شديدة" لرسالة الإدانة غير المطبقة على أرض الواقع. إن التفسيرات مثل "فلسطين كانت دائماً أولوية قصوى بالنسبة للرياض والعالم الإسلامي" والتي قالها الملك سلمان، الذي تولى قيادة منظمة التعاون الإسلامي، لا تعكس الحقيقة. إن هذه الكلمات هي كلام أجوف فارغ وبعيد كل البعد عن الممارسة العملية. على العكس من ذلك، ومع الإشارة إلى المبدأ المقبول إلى حد كبير والذي يقول "الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات"، فإن أولوية حكام المسلمين لم تكن أبداً كرامة وقيمة المسلمين. ومع ذلك، فقد أعطيت الأولوية دوماً لرغبات الكافر المستعمر في الإذعان له. مثل هذه المؤتمرات والإدانات الشديدة المتتابعة لم تكن حصيلتها إلا أن عززت صلف كيان يهود ووحشيته.

 

هذه حقيقة، أليس كذلك؟ ألا يزال اغتصاب يهود للأرض المباركة مستمرا في تزامن مع رسائل إدانة هؤلاء قادة المسلمين لعقود؟ وبخاصة خلال شهر رمضان، ألا ترتكب المجازر ضد إخواننا وأخواتنا في تزامن مع رسائل التنديد في اجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي؟ علاوة على ذلك، ألم يكن الاعتراف بالقدس، وهي أول قبلة للمسلمين وأرض الإسراء والمعراج، عاصمة لكيان يهود، في تزامن مع رسائل إدانة حكام المسلمين؟

 

نعم، كل هذا حدث في تزامن مع رسائل الإدانة الشديدة من حكام المسلمين، الذين يتعاونون مع الكافر المستعمر.

 

لو أن هذه الأنظمة كانت تحمي القدس بأفعالها لا بأقوالها، لما تمكن يهود أبداً من أن يطأوا بهمجية أرض المسجد الأقصى. وما كان ليهود أن يحتلوا فلسطين، لو علموا أن جيوش المسلمين، التي ما زالت رابضة في الثكنات اليوم، ستتحرك لتحرير القدس من الاحتلال. ومن جديد، لو كان لدينا قادة وجيوش تملأ قلوب الكفار خوفا ورعبا، لما تجرأ الكافر على جعل القدس عاصمة لكيان يهود.

 

كيف يمكن لهؤلاء الحكام الوقحين حماية القدس، بينما يقولون "نحن بحاجة إليكم في الشرق الأوسط" ويقصدون كيان يهود الإجرامي، الذي احتل أراض الإسراء والمعراج؛ وفيما يسعون لإقامة علاقات مع كيان يهود متى أتيحت لهم فرصة؟ كيف يمكن لاجتماعات وإعلانات الإدانة ردع كيان يهود وصرفه عن قراراته وأجنداته؟ أفضل وأكثر ما يمكن أن يفعله هؤلاء الحكام هو "نشر إعلان نهائي يتضمن رسائل إدانة شديدة"! ثم ماذا يمكن لمنظمة التعاون الإسلامي، التي لم تسهم بأي شيء لصالح المسلمين، أن تفعل ضد كيان يهود أو أمريكا؟ هل هؤلاء هم الذين يدافعون عن أرض الإسراء والمعراج؟ هل هؤلاء هم الذين يهتمون بالمسجد الأقصى؟ هل هؤلاء الحكام العاجزون، الذين لا يملكون شيئاً غير إداناتهم، هم الذين سيطهرون الأراضي المباركة من كيان يهود المحتل؟

 

إن عقد الاجتماعات ليس دليلاً على الاهتمام بفلسطين. ورسائل الإدانة لم ولن تحرر القدس والمسجد الأقصى... وعلى الرغم من وجود جيوش عملاقة، فإن الإشارة إلى قرارات الأمم المتحدة تمثل نقطة ضعف لن تسمح أبداً بتحرير هذه الأرض... لن يتم تحريرها عبر رسائل السلام، ولن يتم تحريرها من خلال الدعوة لحل الدولتين.

 

لا يمكن تحرير القدس والمسجد الأقصى إلا مع قادة أمثال صلاح الدين، الذي حرم على نفسه الابتسام حتى تحرير المسجد الأقصى. لا يمكن تحرير القدس إلا بخلفاء كالخلفاء الراشدين، مثل عمر، الذي لم يطلب العزة إلا من الله فقال "فَمَهْمَا نَطْلُبُ الْعِزَّةَ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا اللَّهُ بِهِ أَذَلَّنَا اللَّهُ". سيفك أسر فلسطين على يد قادة وخلفاء أمثال عبد الحميد الذي رفض تلبية رغبة يهود في شراء قطعة أرض من فلسطين "إِنَّ عَمَلَ المِبْضَعِ فِي جَسَدِي أَهْوَنُ عَلَيَّ مَنْ أَنْ أُعْطِيَ شِبْراً وَاحِداً مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِينَ". باختصار، لن تحرر فلسطين برسائل الإدانة، أو بالاجتماعات والكلمات، ولكن بجيوش جرارة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله إمام أوغلو

 

 

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأحد، 16 حزيران/يونيو 2019م 15:35 تعليق

    اللهم خلافة راشدة تحرر الأقصى وسائر مقدسات المسلمين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع