- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بروتوكول السوق المشتركة لشرق أفريقيا ليس سوى مظهر خادع
(مترجم)
الخبر:
قُبض يوم الأربعاء، 26 حزيران/يونيو 2019، على تشارلز نجوا كاني، النائب الكيني في دائرة ستارهي من حزب اليوبيل الحاكم بتهمة التحريض على العنف بسبب تصريحاته المتعلقة بكراهية الأجانب (التنزانيين، والأوغنديين، والباكستانيين، والصينيين) الذين يديرون أعمالاً تجارية ويهيمنون على الأسواق في نيروبي. [ديلي نيشن]
التعليق:
تسببت هذه الكلمات في مشاجرة دبلوماسية خاصة في تنزانيا والتي أدت إلى أن يأمر رئيس البرلمان التنزاني حكومته بإصدار بيان. فيما بعد، قال رئيس وزراء تنزانيا قاسم ماجاليوا بأن الحكومة أخذت الأمر على محمل الجد واستدعت مبعوث كينيا لشرح ذلك. قال المفوض السامي لكينيا "كان كلاماً شخصياً لا علاقة له بالموقف الرسمي للحكومة الكينية". علاوة على ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الكينية بياناً وقالت: "كانت تصريحات النائب متهورة طائشة، مشيراً إلى أن اللغة العدوانية السيئة التي استخدمها السيد نجوا تتعارض مع روح كينيا الترحيبية فضلاً عن الدستور". تتكشف التطورات الأخيرة بعد ما يقرب من أسبوعين من أمر وزير الداخلية ماتيانجي بترحيل الرعايا الصينيين الذين عثر عليهم يبيعون ملابس مستعملة في جيكومبا في نيروبي. [ديلي نيشن، 2019/06/26] علاوة على ذلك، طلب زعيم الأغلبية الذي يمثل حكومة اليوبيل الحاكمة في الجمعية الوطنية الكينية من البرلمان مراجعة علاقات العمل مع تنزانيا؛ بقوله بأن التنزانيين الذين يعيشون في كينيا يستفيدون أكثر مقارنة بالكينيين الذين يعيشون في تنزانيا من حيث الوظائف والشركات. وأعطى أمثلة من رفض إعطاء تصاريح عمل لمهنيين كينيين، والمزاد العلني للأبقار الكينية والكتاكيت أشعلت الشرارة إضافة لقضايا أخرى ارتكبها النظام التنزاني!
تؤكد المشاحنة أعلاه أن هناك بالفعل عدم ثقة متزايدة بين الدول المستعمَرة العميلة، وتزداد كل يوم فتعمل كل واحدة منها ليلا ونهارا من أجل تحقيق أجندة أسيادها في شرق أفريقيا. على سبيل المثال، أولويات كينيا تحقيق مصالح بريطانيا / الاتحاد الأوروبي، فيما أولويات تنزانيا تحقيق مصالح أمريكا. وقد أدى ذلك إلى ركود ما يسمى ببروتوكول السوق المشتركة لشرق أفريقيا وانطلاق اتحاد شرق أفريقيا إلى بروتوكول دولة واحدة ذات سيادة. كان من المفترض أن يؤدي البروتوكول إلى حرية حركة العمالة ورأس المال والسلع والخدمات داخل مجتمعات شرق أفريقيا.
تم تأسيس الدول الأعضاء الست في مجموعة شرق أفريقيا على أساس أيديولوجية رأسمالية علمانية ونظام حكمها ديمقراطي. لذلك، فقد وجدت فقط لحماية حدود أسيادهم الاستعماريين المرسومة والتي تنحاز إلى الجنسية والمشاعر والروابط الوطنية. وبالتالي، ينظر مواطنو هذه الدول بعضهم إلى بعض كغرباء لا يستحقون الاستمتاع بأي شيء على حدود الآخر! بالتأكيد، ما فعله النائب الكيني هو بالضبط نتاج ما غرسه المستعمرون الغربيون في البلدان التي استعمروها عبر الاستعمار الفكري والمادي. لذلك، كان على الحكومتين الانخراط في إجراءات حفظ ماء الوجه، ما بدوره سينقذ وجوه أسيادهم الغربيين الذين يروجون لمثل هذه الألفاظ المعادية للأجانب في جميع أنحاء العالم وبخاصة ضد المسلمين والإسلام!
من الأهمية بمكان لأي شخص يرغب في إجراء نقاش بناء حول كراهية الأجانب؛ تتبع المسار السريع للثقافة الغربية السامة وتأثيرها في تعزيز الاستعمار المباشر في القرن السادس عشر في أمريكا وآسيا وأفريقيا؛ والاستعمار الجديد الماثل حتى الآن في جميع أنحاء العالم. سندرك في النهاية، بأن كراهية الأجانب وكل المصطلحات المرتبطة بها هي في الواقع تجسيد للأيديولوجية الرأسمالية العلمانية الغربية التي تعطي الأولوية للقيمة المادية على حساب القيم الأخرى! على العكس من ذلك، لدينا أيديولوجية إسلامية خالصة طُبقت لما يقرب من 13 قرناً تقريباً لتكون أيديولوجية موحدة وتوفر فرصاً هائلة لجميع الرعايا ضمن ولايتها القضائية والتي تمتد عبر قارات عديدة في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي ناصورو علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في كينيا