حادثة قبرشمون تكشف مدى هشاشة الكيان اللبناني

الخبر:

مواجهة بين مرافقي صالح الغريب وزير شؤون المهجرين وعضو الحزب الديمقراطي الذي يترأسه النائب طلال أرسلان، ومناصري الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط، والتي أسفرت عن مقتل مرافقين اثنين للوزير الغريب وسقوط جرحى من الطرفين.

التعليق:

إن المواجهة ولو كان ظاهرها بين الدروز أنفسهم إلا أن ما أحاط بها يكشف على أن هناك محاولة من طرف اختراق الكونتونات الطائفية عن طريق إبراز التناقضات داخل الطائفة نفسها. ففي حادثة الجبل كان وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يجوب المناطق المحيطة بقبرشمون بمرافقة الوزير صالح الغريب مما استفز مناصري وليد جنبلاط. وبالرغم مما حدث لم يتوقف باسيل عند زيارة قبرشمون بل لحقها بعد أسبوع بزيارة إلى طرابلس وكان من المقرر أن يتخلل زيارته لقاء غداء مع النائب فيصل كرامي إلا أن رد أهل المدينة السياسي عليه ورفضهم له أجبره على تغيير موعد الزيارة واقتصارها على مقابلة مناصريه فقط.

كل هذه الأعمال ما كانت لتحصل لولا دعم حزب إيران لباسيل وتياره، فالنائبان أرسلان وكرامي مقربان من حزب إيران قبل باسيل. وحزب إيران من خلال باسيل يحاول إضعاف زعماء الطوائف الأخرى (وليد جنبلاط وسعد الحريري) بعد أن تم توزير صالح الغريب مقابل وليد جنبلاط وحسن مراد مقابل سعد الحريري. وما يحصل الآن هو استكمال لما بدأ حين تم تشكيل الحكومة.

ومن غير المدرك ما إذا كانت هناك مساعٍ إقليمية أو دولية في تغيير الحصص السياسية الطائفية داخل لبنان. فبعد حادثة قبرشمون شن كيان يهود قصفاً مركزاً على مناطق داخل سوريا عبر هجوم جوي وبحري. وطائراته كانت تقصف وهي تحلق فوق جبل لبنان والبارجات تطلق صواريخها وهي تقف مقابل شواطئ لبنان. فهل كيان يهود في توقيته لقصف دمشق وحمص يريد أن يكون طرفا في أي معادلة مستقبلية مفترضة في لبنان، أم أن الأمر يتعلق في ترسيم الحدود البحرية مع لبنان؟

إلا أن المدرك والمؤكد هو هشاشة الكيان اللبناني بسبب تركيبته الطائفية. فلو كان هناك قرار دولي في إدخال لبنان في حرب أهلية لكان الأمر هيناً عليهم. وهذا لا يعود لقوة أو حنكة الدول الكبرى بل لضعف لبنان ككيان ووجود ثغرات كبيرة في كيانه تضعف تماسك أمنه الداخلي.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد اللطيف داعوق

نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان